تحركات دبلوماسية إيرانية مكثفة إثر تصاعد التوتر مع أمريكا

السبت 25 مايو 2019 10:05 ص

 شهدت الساعات الأخيرة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل إيران في عدة اتجاهات على خلفية تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الخليجية على رأسها السعودية والإمارات والبحرين.

فبالتزامن مع وصول وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" إلى العراق، السبت، أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن مساعده للشؤون السياسية "عباس عراقجي"، سوف يبدأ غدا الأحد جولة خليجية تشمل سلطنة عُمان والكويت قطر.

وذكرت الوكالة أن جولة "عراقجي" الخليجية، تأتي في إطار المشاورات السياسية والدبلوماسية المكثفة التي تجريها وزارة الخارجية الايرانية.

وأشارت إلى أن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية سيبحث خلال هذه الجولة مع المسؤولين في مسقط والكويت والدوحة التطورات الدولية المتسارعة وخاصة في منطقة الخليج العربي..

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في 2015، وأعادت فرض عقوبات مشددة على طهران.

وتضاعف التوتر، في الأيام الأخيرة، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن"، وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

والسبت؛ أكدت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن وزير الخارجية "محمد جواد ظريف" وصل إلى بغداد؛ لإجراء محادثات رسمية مع المسؤولين العراقيين عقب زيارة لباكستان دامت لمدة يومين، عقد خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين الباكستانيين.

وأوضحت الوكالة أن "ظريف" من المقرر أن يجري مباحثات مع نظيره العراقي "محمد علي الحكيم" وعدد من المسؤولين العراقيين، تتناول تطوير العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

يذكر أن حكومة رئيس الوزراء العراقي "عادل عبدالمهدي" تنتهج سياسة معلنة وواضحة ترى ضرورة إبعاد العراق عن دائرة التوترات الأمريكية الإيرانية التي تمثل الساحة العراقية، أكثر من غيرها، ساحة لتصفية الحسابات بينهما، سواء مباشرة أو عن طريق حلفاء محليين للدولتين.

وتسعى حكومة بغداد إلى التوفيق بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران بنوع من التوازن وعدم الانحياز إلى أي منهما مداراة لمصالحها العليا بتجنيب العراق الدخول في صراعات الدول الأخرى بالوكالة.

ويرفض رئيس الوزراء العراقي دخول بلاده في سياسة المحاور إلى جانب دولة ضد دولة أخرى مع حرص بغداد على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول بما يخدم مصالح العراق ومصالح الدول الأخرى في المنطقة والعالم، وانطلاقا من هذه التوجهات جاء عرضه بالتوسط بين واشنطن وطهران.

وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري لأكثر من 5200 جندي يتوزعون على 8 قواعد، من بينها قواعد في إقليم شمال العراق من المحتمل ألا تعترض حكومة الإقليم على استخدامها من قبل الأمريكيين ضد إيران.

وتتحسب إيران من استخدام الولايات المتحدة أراضي إقليم شمال العراق، قاعدة حرير العسكرية في أربيل، لشن هجمات على منشآت أو مدن إيرانية أو استهداف القوات الحليفة لها في العراق.

وفى المقابل تنتشر وحدات عسكرية تابعة لمقاتلي الحشد الشعبي في غرب محافظة الأنبار وتسيطر على مسافات طويلة من الحدود العراقية السورية.

وتتخوف الولايات المتحدة من تزويد إيران لبعض المجموعات العراقية المسلحة بصواريخ متوسطة أو بعيدة المدى لاستهداف القوات الأمريكية ومصالحها في العراق، وفي سوريا أيضا.

بالرغم من ذلك لا تبدو إيران بحاجة للدخول في مواجهات عسكرية "مباشرة" مفتوحة على كل الاحتمالات مع الولايات المتحدة طالما أن هناك قوات "محلية" حليفة لها في أكثر من دولة من دول المنطقة قادرة على استهداف المصالح والأفراد الأمريكيين، ومصالح الدول الحليفة لها في المنطقة.

كما أن الولايات المتحدة لا ترغب هي الأخرى في ضرب إيران أو الدخول في حرب معها غير مضمونة النتائج حتى مع واقع غياب أي معيار من معايير التوازن في القوة العسكرية للبلدين.

وكان "ظريف" قام بجولة شملت كل تركمانستان والهند واليابان والصين بعد إعلان المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني تعليق تنفيذ بعض تعهدات إيران في خطة العمل المشتركة الشاملة في الذكرى السنوية الاولى لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي.

وفى إطار المباحثات الدبلوماسية المكثفة، استضافت طهران مؤخرا وزيري خارجية قطر وعمان، والمدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الألمانية الذي أجرى محادثات مع مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية "عباس عراقجي".

وسلطنة عمان أحد دول الخليج التي تجمعها علاقات جيدة مع طهران رغم التوتر الخليجي الإيراني، كذلك الحال بالنسبة للكويت، فيما توطدت علاقة طهران مع الدوحة بعد الأزمة الخليجية عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر واتهامها بدعم الإرهاب الأمر الذي نفته الأخيرة بشكل قاطع، واتهمت بدورها الدول المقاطعة بمحاولة التدخل في سيادتها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فرنسا وبريطانيا وألمانيا: حان الوقت لوقف التوتر بمنطقة الخليج