في رسالة إلى روسيا.. تركيا تدفع بفصائل مسلحة إلى ريف حماة

السبت 25 مايو 2019 11:05 ص

سمحت تركيا لفصائل "درع الفرات" بالمشاركة في عملية عسكرية في ريف حماة الشمالي بهدف وقف تقدم النظام السوري واسترجاع المناطق التي سيطرت عليها قواته والميليشيات التابعة له، فيما تعتبر الخطوة التركية هي الأولى من نوعها منذ بدء معركة "درع الفرات" ولاحقا معركة "غصن الزيتون".

وأعلنت فصائل سورية مسلحة تابعة لـ"الجيش الوطني" إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ذاتها، ومن هذه الفصائل: "جيش النخبة" و"فرقة الحمزة" و"أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" و"الجبهة الشامية" و"حركة أحرار الشام" و"الجيش الثاني" و"جيش الإسلام".

ورغم قلة أعداد فصائل "درع الفرات" المتوجهة إلى جبهة ريف حماة الشمالي مقارنة بأعداد مقاتلي "الجيش الوطني" في تلك المنطقة، إلا أنها توجه رسالة للضامن الروسي أنه ليس منطقة "خفض التصعيد" وحدها التي ستشتعل وإنما كل المناطق المجاورة لحلب، وهو ما يعني تهديدا تركيا ناعما لروسيا من أن الانهيار لن يقتصر على اتفاق سوتشي ومسار أستانة، وإنما على الجبهة الشمالية أيضا المقابلة لحلب.

وعززت تركيا وجودها العسكري في 12 موقعا أقامتها وفقا لاتفاق خفض التصعيد الذي أبرمته مع روسيا، حسب وكالة "رويترز".

ونقلت الوكالة عن مصدرين من المعارضة السورية، قولهما إن قافلة عسكرية تركية وصلت ليلا إلى قاعدة في شمال مدينة حماة قرب منطقة جبل الزاوية (محافظة إدلب) الخاضعة للمعارضة.

ونقلت "رويترز" عن شخصية كبيرة في المعارضة، أن الإمدادات العسكرية التركية الجديدة تضمنت عشرات من المركبات المدرعة ومنصات إطلاق صواريخ "غراد" وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وصواريخ "تاو".

وأكد أن التعزيزات التركية ساهمت في انتزاع أراض سيطر عليها النظام السوري في ريف إدلب، واسترداد بلدة كفر نبودة الاستراتيجية الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب وحماة، والتي انسحب منها الجيش إلى محيطها، الأربعاء الماضي.

وأكد "ناجي مصطفى"، المتحدث باسم جماعة "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش السوري الحر" والمدعومة من تركيا، أن "المعارضة حصلت منذ فترة على ترسانة كبيرة من الأسلحة المتنوعة، وبينها الصواريخ المضادة للدبابات والمركبات المدرعة، إضافة إلى الدعم المادي واللوجستي المقدم من الأتراك".

ووصف الناطق باسم "الجيش الوطني" المقدم "يوسف حمود" إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات ريف حماة الشمالية بـ"الخطوة الضرورية لرفع الحال المعنوية لدى الثوار على الجبهات، والتأكيد على أهداف الثورة وعدم التخلي عن أي منطقة من المناطق المحررة من سيطرة النظام"، مضيفا أن التعزيزات هي من فيالق الجيش الوطني.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن "حمود" نفيه "أي نقص في العنصر البشري في أرياف اللاذقية أو حماة أو إدلب أو ريفي حلب الجنوبي والغربي".

وأضاف أن "أغلب المتوجهين إلى جبهات ريف حماة هم أساسا من أبناء المناطق في الجبهات، اندفعوا للدفاع عن قراهم وبلداتهم ولم يستطيعوا أن يبقوا متفرجين"، مؤكدا أن التعزيزات ستعمل في مناطق سيطرة الجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة وبالتعاون معها.

ويرى مراقبون أن خطوة أنقرة هذه رسالة لا توجه إلى موسكو وحدها، ولكنها ورقة تركية في وجه المساومات والمفاوضات المعقدة بين تركيا وأمريكا فحواها أن الأمور ليست على ما يرام مع موسكو وهو ما تفضل سماعه واشنطن بكل تأكيد.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية