قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إنه بالرغم من الحصار المفروض عليها من قبل السعودية وحلفائها، تخطط قطر لحضور مؤتمر دولي بالبحرين في يونيو/حزيران؛ يهدف لتشجيع الاستثمار بالضفة الغربية وقطاع غزة، ويعد أول فعالية أمريكية ضمن خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن".

وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلها في واشنطن "أمير طيبون" أن مصدرا مشاركا في تنظيم المؤتمر أكد مشاركة، وذلك بعد أيام فقط من إعلان الفلسطينيين أنهم سيقاطعونه.

وأضافت الصحيفة أن قطر بذلك هي الدولة الثالثة التي تؤكد مشاركتها بعد السعودية والإمارات، حسبما أكد المصدر السابق للصحيفة العبرية.

وذكرت "هآرتس" أن قطر ظلت لما يقرب من عامين تحت حصار تقوده السعودية ومعها الحلفيين المقربين البحرين والإمارات.

ونوهت الصحيفة العبرية إلى أنه إذا سمحت البحرين لوفد قطر بحضور المؤتمر، فسيكون ذلك مثالا نادرا على التعاون بين دول الخليج المتصارعة، وبادرة حسن نية من قبل السعودية والإمارات تجاه إدارة "ترامب".

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية القطرية قالت في بيان إنها "لن تدّخر جهدا يمكن أن يسهم في معالجة كافة التحديات التي تواجهها المنطقة العربية ككلّ مع الحفاظ على مواقفها المبدئية الثابتة وما يحقق المصلحة العليا للشعوب العربية ومنها الشعب الفلسطيني الشقيق".

وأكد البيان القطري موقف الدوحة من أن تحسين حالة الاقتصاد الفلسطيني سيتطلب أيضا حلال سياسيا.

وقال البيان "لن تتوفر هذه الظروف دون توفر حلول سياسية عادلة لقضايا شعوب المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وذلك وفق إطار يرتضيه الشعب الفلسطيني الشقيق يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة إلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

ووفقا لـ"هآرتس"؛ فقد جاء الإعلان القطري، بعد أيام فقط من إعلان السلطة الفلسطينية رسميا أنها لن تشارك في مؤتمر البحرين، ودعت الدول العربية الأخرى لعدم تأييده ودعمه.

وذكرت الصحيفة العبرية أن قطر كانت أهم مانح للفلسطينيين خلال العام الماضي، وقد تعهدت مؤخرا بتقديم 480 مليون دولار لدعم الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تخصيص معظم الأموال للسلطة الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة أن الفريق الذي يعمل على صفقة القرن، والذي يقوده صهر "ترامب" ومستشاره البارز "جاريد كوشنر"، على استعداد لاقناع أكبر عدد ممكن من الدول العربية بحضور المؤتمر، على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخزانة الأمريكية "ستيفن منوتشين" سيترأس وفد بلاده، والذي سيضم مبعوث "ترامب" الخاص للشرق الأوسط "جيسون غريينبلات"، نائب "كوشنر"، "آفي بيركويتز" والسفير الأمريكي لدى (إسرائيل)، "ديفيد فريدمان".

وأضافت أنه من المتوقع أيضا أن يمثل معظم الوفود المشاركة في مؤتمر البحرين وزراء المالية أو الاقتصاد.

ورجحت الصحيفة العبرية أن تؤدي مشاركة قطر في مؤتمر البحرين بجانب السعودية والإمارات إلى انضمام المزيد من الدول الأخرى.

وكان الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قد زار الدوحة الأسبوع الماضي، لمناقشة الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.

وبحسب "هآرتس"، فإن قرار قطر بالمشاركة في المؤتمر الشهر المقبل على الرغم من المعارضة الفلسطينية ونزاعاتها مع دول الخليج، سيكون بمثابة علامة على علاقة الدوحة الوثيقة بإدارة "ترامب".

ولفتت الصحيفة إلى ن الإدارة الأمريكية تعتبر مشاركة قطر في مؤتمر البحرين بمثابة إنجاز كبير، ونجاح للفريق الذي يقوده "كوشنر"، وذلك بسبب الاعتراض الفلسطيني عليها وكذلك النزاع السعودي القطري.