الغارديان: كتَاب جيم أوف ثرونز تصرفوا كأن قطارا يجري خلفهم

الأحد 26 مايو 2019 09:05 ص

يعتقد الكاتب في صحيفة الغارديان "نيك كوهين"، أن هناك جانبا مشرقا للفشل الذي مُنّي به الموسم الأخير من مسلسل "جيم أوف ثرونز"، فالبرغم من تقليص نفقات الروائيين وحجم الصحافة الجادة، وجمهور على الإنترنت لا يرى قيمة عملية للكلمة المكتوبة، إلا أن المسلسل بيّن أن الكتّاب ليسوا قابلين للمبادلة.

فكلما كان المسلسل يتبع روايات مبدعه "جور آر آر مارتن"، كلما نجح أكثر، وكلما ابتعد عنه، كلما أصبح أسوأ، لكن المدافعين عنه يرفضون انتقادات مئات الآلاف من المشاهدين المحبطين بدعوى أنهم غير قادرين على تقبل الرأي الآخر.

يقول المدافعون: ألا يرون أن بذور الإبادة الجماعية في شخصية "دينيريس" كانت قد زرعت خلال عدة مواسم؟ ألا يقبلون أن تكون مشاهد المعركة رائعة، وأن حرق "كينغز لانديج" أعادت إحياء جرائم الحرب في عالم القرون الوسطى؟

إنهم مثل المعلمين الذين يقدمون قائمة للقراءة، فهم يحيلونك إلى الحلقات القديمة لإثبات صحة كلامهم، لكنهم بذلك لا يكشفون أكثر من جهلهم بالخيال، وعندما تشعر شريحة كبيرة من الجمهور بأن هناك شيئاً غير صحيح، فإن المشروع الفني ينهار.

البناء الهش

 

كان التأثير الأكثر وضوحاً لفقدان "مارتن" هو تراجع الحوار، إذ لم يستطع "ديفيد بينيوف" و"دي بي ويس" - اللذان يطلقان على نفسيهما اسم "صناع المسلسل" وليس "الكتّاب" - التوفيق بين السخرية والشفقة والذكاء والألم، وهذا شئ لم يكن علينا أن نتوقعه منهم، فـ "مارتن" حكّاء قصص رائع، ورغم أن "ويس" و"بنيوف" يتمتعان بنقاط قوة، فإن موهبتهما لا تستطيع مواكبته.

صحيح أن "مارتن" قدم لهم الخطوط العريضة لرؤيته بشأن نهاية الكتب، لكن المخطط لا يضمن قصة مبنية جيداً مثلما لا يضمن مخطط مهندس معماري للبيت أن يكون مبنياً جيدا.

وإذا كان خطأ "مارتن" هو أنه أمضى وقتًا طويلاً في تطوير القصة، فإن "ويس" و"بنيوف" كتباها بعجلة كأن هناك قطاراً يلاحقهما، إنهما لم يعلما أن قطع مخطط فرعي بالكامل من القصة أفضل من تركه بنصف طهو، مثل أن نرى "جيمي لانيستر" في علاقة عاطفية مع "برايان تارث" وفي اللحظة التالية لا يكونان كذلك. إنهما لا يستطيعان البناء.

يدور الموسم النهائي حول المعركة ضد "سيرسي"، لكنها بالكاد تُرى حتى مجزرة "كينغز لاندينج"، إنهما لا يستطيعان جعل قصتهما منطقية، وفي إحدى الحلقات، لا تستطيع ثلاثة تنانين هزيمة قوات "سيرسي"، بينما في الحلقة التالية نرى تنيناً واحداً يتمكن من فعل ذلك!.

عندما ينهي "مارتن" الروايات - إذا فعل – فقد تتمكن حينها "جيم أوف ثرونز" من الوقوف إلى جانب "ملك الخواتم" و"هاري بوتر"، لكن المسلسل التليفزيوني يوضح أنه لا يوجد بديل عن الرؤية الإبداعية لكاتب بمفرده، ويجب أن ندعم ذلك.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

صراع العروش يحصد رقما قياسيا جديدا

نجمة جديدة في "جيم أوف ثرونز" تعلن إصابتها بكورونا