الدول العربية تهدر أكواما من الطعام خلال شهر رمضان

الأحد 26 مايو 2019 09:05 ص

مثلما كان المسلمون يفعلون على مدار قرون، كسر "أحمد توفيق" صيام رمضان بتناول تَمْرة بينما يتردد صدى نداء الصلاة عبر النيل.

ثم تحول إلى الأطباق المكدسة أمامه. وكان يحاول أن ينهي تناول شوربة العدس، عندما تباطأت وتيرته مع تنقله بين السلطات وغرف الصوص المحتوي على الخبز.

وعندما كان يمشي بالخارج لتدخين سيجارة بعد 20 دقيقة من غروب الشمس، قام نادل برفع نصف طبق من الكباب والأرز الذي لم يلمسه أحد، ليقول "أحمد" مفسراً: "قبل الإفطار، تشعر أنك تريد تناول طعام فردين".

تهدر الدول العربية الكثير من الطعام. وكشفت دراسة أجريت عام 2016 بواسطة شركة "إيكونوميست إنتليجنس يونيت"، التابعة لمجموعة "الإيكونوميست"، أن السعودية ترمي في القمامة 427 كغم للشخص الواحد سنويًا، أي ثلاثة أضعاف المتوسط في أوروبا وأمريكا الشمالية.

قد يربط البعض ذلك بتقاليد الضيافة؛ حيث يُبقي مجرد تناول "وجبة غداء خفيفة" في القاهرة أو بيروت الضيوف في حالة تخمة.

لكن الأسباب أكثر تنوعاً، مثل أن نصف الفواكه والخضروات التي تزرع في مصر لا يتم تناولها أبدًا لأنها تنتقل غالبًا إلى السوق في شاحنات في الهواء الطلق وتذبل بسرعة في الحرارة.

وتزداد المشكلة سوءاً خلال شهر رمضان، حيث ينتج كل من سكان الإمارات 1.8 كغم إضافي من النفايات يوميًا في الشهر الكريم، بزيادة قدرها 67%، وتمثل الأغذية 55% من سلة القمامة في دبي، بزيادة عن 22% في الأشهر الأخرى.

كما تزداد النفايات الغذائية في البحرين بمقدار النصف لتصل إلى 600 طن يوميًا، والبوفيهات هي الجاني الرئيسي، خاصة في الخليج، حيث تعمل الفنادق والمطاعم غالباً طوال الليل.

وكشفت دراسة أجراها باحثون في شركة "مصدر"، وهي شركة مملوكة للدولة للطاقة المتجددة في أبوظبي، أن 53% فقط من الطعام في بوفيه الإفطار يتم تناوله.

وهذه نفايات مكلّفة للغاية، وبعض الحكومات ترى أنها تشكل مخاطرة أمنية أيضًا، حيث إن المنطقة مستورد صاف للأغذية.

وفي الأسابيع التي تسبق رمضان، تنصح وسائل الإعلام الحكومية مواطنيها بأن يكونوا أقل تبذيرًا.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم ضيوف المطاعم الآن بتبديل التوصيات من البوفيهات الفخمة إلى الخيارات الانتقائية من قوائم الطعام.

الأنظمة الأوتوقراطية التي تنزعج من المجتمع المدني تصبح سعيدة عندما يتبنى مواطنوها قضية هدر الطعام.
 تقوم شركات مثل "وهب" - شركة ناشئة قطرية - بإرسال متطوعين لجمع بقايا الطعام من الفنادق والمطاعم.

كما قامت بعض الفنادق في دبي بتركيب كاميرات ومقاييس لتتبع ما ينتهي به المطاف في صندوق القمامة، ويستخدم الطهاة البيانات لطهي عدد أقل من الأطباق التي لا تحظى بشعبية.

 وتقول إحدى فنادق هيلتون إن النظام يخفض نفايات البوفيه بنسبة 70%، بينما يتخلص آخرون من البوفيه تمامًا؛ إن لم يكن في الإفطار إذن ففي السحور.

ويعلن عدد متزايد من المطاعم عن قوائم وجبات الطعام المحدودة ذات السعر الثابت لكسر الصيام، وهذه الوجبات هي أيضاً أرخص، فقد يكلف بوفيه الفندق الفخم 200 درهم (54 دولارًا)، بينما قوائم الوجبة المحددة مسبقاً تكلف نصف ذلك.

هناك أيضاً بنك الطعام الوطني المصري الذي يطعم حوالي 1.8 مليون أسرة خلال شهر رمضان.

ويتم الحصول على بعض الطعام من الفنادق التي تعبئ بقايا الطعام، ولكن - لأسباب صحية - يتوجب التخلص من الطعام غير المأكول من طبق الزبون.

ولكن، بعد 15 ساعة من الصيام، يميل الناس لأخذ أكثر من احتياجاتهم من الطعام، والكاميرات لن تكون ذات فائدة في حل ذلك، وهو ما دفع أحد فنادق القاهرة لإيجاد حل بسيط للبوفيه: لقد جعل الأطباق أصغر

المصدر | الإيكونوميست

  كلمات مفتاحية

الإمارات تهدر طعاما بـ1.6 مليار دولار سنويا