إسرائيل تتجه لانتخابات مبكرة جديدة تؤخر إعلان صفقة القرن

الثلاثاء 28 مايو 2019 05:05 ص

زادت احتمالات إجراء انتخابات عامة في (إسرائيل)، في ظل المصاعب التي يواجهها رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، لتشكيل حكومة، وذلك بعد ستة أسابيع فقط، من فوزه في انتخابات أبريل/نيسان الماضي.

وكان تصويت الكنيست، الإثنين، بحل نفسه إجراء مبدئيا فقط، وهو ما يعني أنه لا يزال من الممكن التوصل لحل للأزمة في المحادثات الهادفة لتشكيل ائتلاف وتفادي الانتخابات.

وإن لم يحدث ذلك بحلول الموعد النهائي المقرر الأربعاء، فسيجري الكنيست ثلاث عمليات تصويت أخرى، لإتمام حل المجلس، وسيحدد موعدا للانتخابات خلال خمسة أشهر.

بعد انتخابات 9 أبريل/نيسان الماضي، حصل "نتنياهو"، على تفويض من الرئيس الإسرائيلي "ريئوفين ريفلين"، لتشكيل الحكومة الجديدة، مدعوما بأغلبية في الكنيست، مؤلفة من فصائل يمينية ودينية.

لكن المحادثات الهادفة لتشكيل حكومة ائتلافية وصلت إلى طريق مسدود.

وإن لم ينجح في إعلان حكومة جديدة بحلول الأربعاء، فإن الرئيس قد يختار نائبا آخر لتكليفه بتشكيل الحكومة.

وقد يفتح ذلك المجال أمام إسناد المهمة إلى قائد الأركان السابق "بيني جانتس"، زعيم حزب "أزرق أبيض"، المنتمي للوسط، ومنافس حزب "ليكود"، لكن حل البرلمان وتحديد انتخابات جديدة سيلغي ذلك.

ويواجه "نتنياهو" اتهامات محتملة في ثلاث قضايا فساد، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفات، وهذا يجعله أكثر ضعفا من الناحية السياسية، أمام مطالب شركاء الائتلاف المحتملين.

ودفعت الانقسامات التي ظهرت بين حزب "(إسرائيل) بيتنا"، القومي المتطرف برئاسة وزير الدفاع السابق "أفيجدور ليبرمان"، وحزب "التوراة اليهودي المتحد"، بشأن قانون للتجنيد العسكري، يتحكم في الإعفاءات الخاصة بطلاب المعاهد الدينية، محادثات تشكيل الائتلاف إلى الجمود.

وكانت انتخابات أبريل/نيسان الماضي، قد جرى تقديم موعدها من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بسبب نفس القضية الشائكة.

لكن بعض المعلقين وأعضاء في حزب "ليكود"، الذي يتزعمه "نتنياهو"، يرون أن الدافع الحقيقي لـ"ليبرمان"، هو خلافة "نتنياهو"، في نهاية المطاف، وأنه يستخدم قانون التجنيد وجمود محادثات تشكيل الائتلاف، لإضعافه سياسيا.

ربما يؤدي هذا الوضع إلى تأجيل إعلان خطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الجديدة، بشأن السلام في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يكشف فريق "ترامب"، بقيادة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره "غاريد كوشنر"، عن هذه الخطة خلال مؤتمر استثمار دولي في البحرين في أواخر يونيو/حزيران المقبل.

والاحتمالات ضعيفة بالنسبة لحدوث انفراجة، وربما تؤدي الانتخابات الإسرائيلية إلى تأجيل إعلان الخطة لفترة أخرى، لأن "ترامب"، يريد انتظار وجود حكومة في (إسرائيل) قبل أن يمضي قدما.

وكان "ترامب"، أطلق على هذه الخطة اسم "صفقة القرن"، لكن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا هذا المسعى الأمريكي، وقالوا إن لديهم اعتقادا بأنه سيكون منحازا بدرجة كبيرة لصالح (إسرائيل).

يشار إلى أن "بيني جانتس"، الجنرال السابق الذي يحظى بشعبية، في الانتخابات السابقة، بدا منافسا سياسيا حقيقيا لـ"نتنياهو".

ويتزعم "جانتس" حزب "أزرق أبيض" الجديد، الذي حصل على 35 مقعدا في الكنيست، وهو نفس عدد المقاعد التي فاز بها حزب "ليكود" بزعامة "نتنياهو".

وخاض حزب "جانتس"، الانتخابات ببرنامج انتخابي، كانت أبرز نقاطه حكومة ليس بها فساد وتحقيق السلام والأمن.

ويمكن لهذه الانتخابات التأثير على وضع نتنياهو القانوني.

وقد يؤدي حل الكنيست إلى وقف إجراءات بدأ "ليكود" السير فيها بشأن منح الكنيست حصانة لـ"نتنياهو" من الملاحقة القضائية، وهو ما يفتح المجال أمام احتمال توجيه اتهامات إليه أثناء توليه منصب رئيس الوزراء.

وكان المدعي العام الإسرائيلي، قال إنه يعتزم توجيه تهم فساد واحتيال لـ"نتنياهو" قبل محاكمته المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتعهد "نتنياهو" بعدم الاستقالة، حتى إذا وُجهت إليه اتهامات، ولا يوجد ما يلزمه قانونا بالقيام بذلك.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية