إيران تجدد استعدادها للحوار مع دول الخليج

الثلاثاء 28 مايو 2019 12:05 م

أكد السفير الإيراني في باريس "بهرام قاسمي" أن طهران مستعدة للتعامل والحوار من أجل تذليل الخلافات مع دول الخليج، وأن الجهات الأخرى هي التي لم ترحب بهذه المبادرة الإيرانية ومساعيها لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة.

ونقلت وكالة "مهر" للأنباء عن "قاسمي" خلال كلمة ألقاها بمؤتمر "خفض التوتر في الخليج" في مجلس الشيوخ الفرنسي قوله: "لم تتطلع إيران يوما ما إلى امتلاك سلاح نووي وهذا الأمر تم تأكيده 14 مرة عبر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التزام إيران بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي، إضافة إلى ذلك عبر فتوى قائد الثورة الاسلامية إذ حرّم ذلك، مؤكدا على الحق الواضح والمشروع لإيران للاستفادة من العلوم النووية ضمن الإطار السلمي المحدد بموجب ما ينص عليه الاتفاق النووي".

وأكد "قاسمي" أن إيران مستعدة للتعامل والحوار من أجل تذليل الخلافات مع دول الخليج، وأن الجهات الأخرى هي التي لم ترحب بهذه المبادرة الإيرانية ومساعيها لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة، موضحا: "سبق أن أعلنت إيران في عدة مرات بأنها مستعدة لإبرام معاهدة عدم الاعتداء مع دول الخليج، وذلك من أجل إرساء الثقة وإزالة الهواجس الناتجة عن الإيرانوفوبيا".

وأعرب "قاسمي" عن رؤية إيران واعتقادها بأنه لا يمكن لأي دولة أن تضمن الأمن والسلام والاستقرار في أراضيها بمفردها، مشددا على أن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة يحتاج إلى مشاركة جماعية من قبل كافة الجهات في إطار تعاون وسعي مشترك.

وأشار السفير الإيراني في فرنسا إلى أن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة رهين بضمان مصالح كافة الدول المطلة على الخليج، قائلا: "بموجب المؤشرات السياسية والاقتصادية والأمنية وتوفير الطاقة، قد تحول الخليج الفارسي إلى أهم منطقة استراتيجية في العالم وإن الأمن أو التوتر فيه يسري إلى جميع أنحاء العالم".

وأكد "قاسمي": "الاتفاق النووي جاء نتيجة لحسن نوايا إيران وجهدا عقلانيا مشتركا متعدد الجهات دام لمدة طويلة ويعتبر إنجازا دبلوماسيا"، مشددا: "كان على أوروبا ألا تسمح لدولة أن تخرج بشكل أحادي الجانب من الاتفاق النووي منتهكة المعايير الدولية التي قد حازت على موافقة لجنة الأمن الدولية وتحظى بدعم قرار 2231 الصادر من هذه اللجنة".

ولفت إلى أن قرارات واشنطن تشكل بادرة لموسم جديد من الانتهاكات ضد حقوق الشعوب والإجراءات التفردية على الصعيد الدولي، مؤكدا أن إيران لن تبادر بأي حرب، لكنها سوف تدافع بجميع قواها وإمكانياتها على أراضيها ومصالحها.

وقال السفير الإيراني في فرنسا: "يجب أن تتعلم الولايات المتحدة ألا تخاطب إيران بلهجة التهديد، إذ إن إيران تمكنت من ترويض جميع من اعتدى عليها بمختلف الطرق على مدى العصور"، مؤكدا: "لغة التحدث مع الإيرانيين هي لغة الأدب والاحترام".

وتابع: "من المؤسف جدا أن تقوم دولة عضوة دائمة في مجلس الأمن الدولي بخرق قرار صادر من هذه اللجنة، وأن تحث باقي الأعضاء وباقي الدول إلى تكرار هذا الخطأ الاستراتيجي، وتدعو إلى فرض حظر شامل ضد أيران بلهجة الغطرسة والاستكبار".

جاءت تصريحات الدبلوماسي الإيراني ضمن أحدث مؤشرات التهدئة بين طهران وواشنطن، وبعيد تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الإثنين، من العاصمة اليابانية طوكيو، حيث قال إن بلاده لا ترغب في تغيير النظام الإيراني، ولا تريد إلحاق الأذى بإيران، بل تتطلع إلى عدم امتلاك طهران أسلحة نووية.

وكان "ترامب" تحدث قبل ذلك عن إمكانية إجراء محادثات مع إيران، بعد أسابيع من التصعيد والتلويح بالخيار العسكري في التعاطي معها.

ومن الطرف الإيراني جاءت مؤشرات أخرى، أبرزها إعلان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والدولية "عباس عراقجي" أن بلاده ترحب بالحوار مع أي من دول الخليج، وذلك بعد عرض طهران توقيع اتفاق عدم اعتداء مع جيرانها.

وكتب "عراقجي" في تغريدة على "تويتر": "ترحب إيران بالحوار مع أي من دول الخليج لإيجاد علاقات متوازنة ونظام مبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

ويضاف إلى ذلك ما أصبح يعرف بمشروع "ظريف"، وهو اتفاقية عدم اعتداء متبادل كشفت إيران، الأحد، أنها عرضتها على دول خليجية، وقالت إنها ما زالت على الطاولة على ما يبدو في انتظار اتضاح موقف الطرف الخليجي منها بشكل نهائي.

ويتضمن المشروع الذي أعلن عنه وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" تقديم ضمانات متبادلة لعدم قيام دول المنطقة بأي تحرك عدائي -إن كان عسكريا أو أمنيا أو سياسيا- ضد بعضها "ومنع أي تحركات إرهابية أو إعلامية أو سياسية أو عدائية من طرف ثالث يمكن أن تهدد أمن باقي الدول الموقعة".

وتشهد العلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وطهران تصعيدا منذ مايو/أيار الجاري، بعد أن علقت الأخيرة بعض التزاماتها بموجب اتفاق حول برنامجها النووي أبرم عام 2015 بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة "ترامب" عقوباتها على الاقتصاد الإيراني.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية