قائد الجيش الجزائري يدعو للحوار ويلوح بالعشرية السوداء

الثلاثاء 28 مايو 2019 07:05 ص

دعا قائد اركان الجيش الجزائري "أحمد قايد صالح" إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الأزمة الراهنة بالبلاد، مؤكدا أن السبيل الوحيد لذلك هو الحوار وتقديم تنازلات بين الأطراف المختلفة للوصول لاتفاق لإجراء انتخابات رئاسية.

وقال "صالح" في خطاب ألقاه، الثلاثاء، بمدينة تامنراست جنوبي البلاد إن "السبيل الوحيد لحل الأزمة التي تعيشها بلادنا، يكمن في تبني نهج الحوار الجاد والجدي والواقعي والبناء والمتبصر الذي يضع الجزائر فوق كل اعتبار".

ووصف الشعب الجزائري بأنه "مخلص لوطنه ولا يريد تكرار تجارب مريرة سابقة"، في إشارة إلى ما يعرف بـ"العشرية السوداء"، خلال تسعينيات القرن الماضي، والتي خلفت أكثر من 200 ألف ضحية، وكان الخاسر الأكبر فيها هو "الوطن" على حد قوله.

وأشار "صالح"  إلى أن "هذا الحوار الذي يتعين أن تشارك فيه شخصيات ونخب وطنية تكون وفية للوطن ولمصلحته العليا... ويتم عبره التنازل المتبادل من أجل الوطن"، مضيفا "بهذه الطريقة يتم محو الفوارق بين الآراء المختلفة أو على الأقل تقليص المسافة في وجهات النظر المتباينة".

وأرسل رسائل طأنة حول دور الجيش، قائلا: "ثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في الله أكبر بأن يوفق الجيش الوطني الشعبي في حسن مرافقة أبناء الوطن، وهم يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما يستوجبه الواجب الوطني النبيل"، مشددا على أن الجيش "سيظل دوما وفيا لتعهداته في مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة وجهاز العدالة".

وحاول إنهاء الجدل حول تكرار السيناريو المصري في الجزائر، بقوله: "أود التأكيد أيضا مثلما تطرقت إليه في مداخلاتي السابقة أنه ليست لنا أي طموحات سياسية بل أن مبلغ طموحنا هو خدمة بلدنا وجيشنا، طبقا لمهامنا الدستورية، وهو موقف لن نحيد عنه أبدا".

وأكد "صالح" مجددا على أن "الأولوية الآن، وأعيد ذلك مرة أخرى وبكل إلحاح، هو أن يؤمن الجميع بأهمية المضي قدما نحو حوار مثمر يخرج بلادنا من هذه الفترة المعقدة نسبيا التي تعيشها اليوم، ويضمن بذلك الطريق نحو بلوغ إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في أسرع وقت ممكن".

واستطرد: "أقول في أسرع وقت ممكن بعيدا عن الفترات الانتقالية التي لا تؤتمن عواقبها؛ فالجزائر لا يمكنها أن تتحمل المزيد من التأخير والمزيد من التسويف، فالحل بين أيدي الجزائريين الأوفياء لوطنهم، وهم من سيجد هذا الحل من خلال، وأعيد ذلك مرة أخرى، الحوار الذي يؤدي إلى الوفاق وإلى الاتفاق على حتمية الإجراء الضروري واللازم للانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن".

 وشدد على أنه "لا مبرر إطلاقا في الاستمرار في تبديد الوقت وضياعه؛ فالوقت من ذهب لا مجال لاستنزافه في نقاشات عـقيمة بعيدة عن الحوار الحقيقي الصادق والبناء، فلا شيء مستحيل والجزائر في انتظار المخرج القانوني والدستوري الذي يقيها الوقوع في أي شكل من أشكال التأزيم".

وللمرة الثانية على التوالي يتجاهل "صالح" الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو/تموز المقبل، والتي تواجه برفض شعبي واسع، ولم يتقدم للترشح فيها سوى مرشحين اثنين غير مشهورين، حتى إغلاق باب الترشح ليلة السبت/الأحد الماضي.

ويتضح مصير انتخابات الرابع من يوليو/تموز في غضون 10 أيام من إغلاق باب الترشح، وسط توقعات ترجح إلغاءها، وإعلان الرئيس المؤقت "عبد القادر بن صالح" عن موعد جديد لها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية