رمضان شهر التنافس على أبهى وليمة إفطار بين نساء الخليج

الأربعاء 29 مايو 2019 03:05 م

أصبح من المتعارف عليه في الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، تمثيل شهر رمضان المبارك وولائمة، ما يشبه المسابقات والتنافسات بين السيدات، حيث تحاول كل أسرة أن تستغل الشهر الكريم في التميّز بأصناف وطرق عرض الوجبات والأطعمة المختلفة، وأنماط التزيين والاستضافة بأشكالها ذات الطابع الرمضاني.

وتقول "منار الهنائي"، وهي رئيسة تحرير مجلّة "سكة" ورائدة أعمال إماراتية، ما شاهدته شخصيا أثناء إحدى السهرات الرمضانية التي دُعيت إليها: "يمثّل رمضان بالنسبة لي فرصة للالتقاء بزميلات شغلتني عنهن مهام عملي طوال العام. وكانت وليمة سارة (اسم مستعار) للسحور أولى المناسبات التي أحضرها هذا الشهر".

وحملت كل من المدعوات في ذلك المساء طبقا أعدته، ليضفنه لبوفيه الطعام المكوّن من كل ما لذ وطاب من الأطعمة.

وكانت "سارة" قد أعدّت الطعام وأوصت به من مطاعم مختلفة من دبي وأبوظبي، ولم يكن ذلك كل شيء؛ حيث كانت المفاجأة أن هناك عربة للمثلجات والكنافة في المكان.

وتقول "منار" وفقا لـ"بي بي سي": "كنا نأكل وعازفة عود تُطربنا بألحان لأغاني فيروز ومحمد عبده.. وما إن جلسنا في خيمتها الرمضانية الزجاجية التي تنصبها كل عام في حديقة منزلها، والمزيّنة بالشموع والورود الطبيعية حتى بدأت المدعوات بتوثيق السهرة والتقاط صور لتحضيرات الطعام، وديكورات الخيمة، وأزيائهن الخاصة بالمناسبة ومشاركتهن مع متابعينهن على صفحات الإنستغرام وسناب شات".

وذلك قبل أن تبادر صاحبة المأدبة بالقول: "لحظة، لحظة.. أوصيتُ مصممة لتصميم فلتر خاص لليلة، لا تنسين استخدامه في سناب شات!".

وتشير الفتاة الإماراتية استكمالا لتفاصيل اليوم قائلة: "بعد اليوم، أخبرتني زميلتي بأنها قررت ألا تقيم مأدبة سحور لهذا العام لأنها لن تستطيع أن تواكب التحضيرات للولائم الرمضانية التي تقيمها بعض النساء من محيطها الاجتماعي، ولا تريد أن تظهر بصورة أقل منهن".

وأضافت: "الكل يعرف أن سارة تقترض المال كل عام لتحضير هذه المناسبة، وأنا لست مقتنعة بذلك".

وتتابع: "تفهّمت وضعها ولم أستطع لومها لأن سهرات السحور والإفطار ذات المستوى الرفيع كالتي أعدتها سارة ليست خارجة عن المألوف في المجتمعات الخليجية خاصة في السنوات الأخيرة، ولا تقتصر هذه التحضيرات على النساء من الطبقات الغنية فقط".

واستنكرت الشابة تحويل رمضان إلى شهر تتنافس فيه الفتيات والنساء في منطقة الخليج لتحضير سهرة مميزة لدرجة أن بعضهن يقترضن من المصارف لمواكبة المقتدرات ماديًا.

علاوة على أنواع البضاعة المتوفرة في الأسواق، ففي الأيام القليلة قبل رمضان تزدحم محلات الأواني وتتنافس فيما بينها لتوفير مجموعات أواني وطاولات قهوة ومفارش طاولات تناسب الشهر.

كما أن كثيرا من معارض الأثاث العالمية تطرح مجموعات أثاث حصرية صممت لرمضان من مخدات وطاولات وفوانيس.

ولا تتوقف التحضيرات لشهر رمضان عند ديكورات المنزل؛ فالقفاطين والمجوهرات لها تحضيرات خاصة ويبدأ بعضهم في التسوق لها شهرين أو ثلاثة قبل رمضان.

كما أن بعض محال المجوهرات في الخليج تقبل الدفع بالأقساط أو استئجار قطع المجوهرات لمن ليست لديها القدرة المادية لدفع المبلغ كاملا.

واختتمت بالقول إن الأسباب في هذه المنافسات، هو تأثير منصات التواصل الاجتماعي التي أتاحت للكثير دخول منازل شرائح مختلفة من المجتمع والتطلّع على مناسباتهم الرمضانية وتحضيراتها ما يخلق مقارنة ومنافسة فيما بينهم ومحاولتهم مواكبتها حتى لا يظهروا بصورة أقل من أقرانهم، خاصة حين يشاركون متابعيهم على صفحات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع الفيديو التي أصبحت أمرا لا بد منه خاصة بين فئة الشباب.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

بمدافع ودواوين وشعبانية.. الخليج يتأهب لاستقبال رمضان