استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سؤال برسم أوروبا

الخميس 30 مايو 2019 10:05 ص

عنوَن إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط السابق في صحيفة «الجارديان»، مقالاً له مؤخرا بالتالي: «على بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية»! وتبدو هذه الدعوة خارجة عن السياق السائد في الكثير من وسائل الإعلام الغربية، وعن الأجواء الجارية إشاعتها عن انتهاء حل الدولتين.

ولم يمض وقت طويل على إعلان رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة، تيريزا ماي، عن فخرها بدور بريطانيا في إنشاء دولة «إسرائيل»، وأنها لن تعتذر للفلسطينيين عن "وعد بلفور" الذي أصدره وزير خارجية بلدها عام 1917، جيمس آرثر بلفور، للحركة الصهيونية، بالمساعدة على إنشاء ما وصف بـ«دولة قومية» لليهود على أرض فلسطين.

دعوة الصحفي البريطاني تلك جاءت في إطار معالجته للوضع المأزوم، أمنياً، في قطاع غزة، مذكراً إيّانا بقول وزير «إسرائيلي» إن أي تهدئة يجري التوصل إليها هناك هي تأجيل للحرب، وليست تجنباً لها، ومذكّراً إيّانا أيضاً، أي الكاتب، بتحذير سابق للأمم المتحدة من أن الحرب ممكنة في أية لحظة «عندما تصبح غزة غير قابلة للعيش لسكانها المليونيْن».

الباعث على الغضب عند تناول الساسة الغربيين، أو الكثير منهم للدقة، لقضية فلسطين هو إظهار كم واسع من التعاطف الذي يحق لنا وصفه بـ«الزائف» مع اليهود، بسبب ما حلّ بهم من تنكيل قبل، وأثناء الحرب العالمية الثانية، على أيادي النازيين!

في حين لا يظهرون القليل من هذا التعاطف، ولا نقول نفسه، مع التنكيل الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ أكثر من سبعين عاماً، على يد الصهاينة قبل، وبعد تأسيس دولتهم بدعم غربي كذاك الذي تباهت به تيريزا ماي.

المسكوت عنه في هذا كله أن هتلر والنازية هم من استهدفوا اليهود في أوروبا، وليس العرب، بل إن العرب، وهم الأغلبية الساحقة من سكان بلدان الشرق الأوسط، عاشوا بسلام مع اليهود قبل أن تظهر الفكرة الصهيونية العنصرية.

ولم يحدث أن تعامل العرب، قبل ذلك، بأي صورة من صور العدوانية معهم، رغم أنهم يشكلون أقلية صغيرة في البلدان العربية قياساً إلى عدد المسلمين، لا بل وعدد المسيحيين العرب.

وثمة سؤال أخلاقي على قدر كبير من الأهمية هو: هل أراد الأوروبيون التخلص من اليهود، بنفيهم إلى خارج حدودهم، عبر اصطناع «وطن قومي» لهم في فلسطين التي كانوا يشكلون فيها أقلية صغيرة، ثم يتظاهرون بذرف الدموع عليهم لأن هتلر «الأوروبي» هو من نكّل بهم؟

سؤال جدير بالوقوف عنده، من دون التقليل أبداً من الأهداف السياسية والاستراتيجية، لزرع الخاصرة الصهيونية في الجسم العربي، وهي أهداف تزيدها «صفقة القرن» افتضاحاً.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية