السعودية والإمارات تواصلان معاقبة المغرب اقتصاديا

الخميس 30 مايو 2019 01:05 م

أكد موقع "مغرب إنتيليجنس" الفرنسي استمرار ما وصفها بـ "الأزمة الصماء" في العلاقة بين المغرب من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر، مشيرا إلى تفاقمها لتأخذ الطابع الاقتصادي.

ونقل الموقع عن مكتب الصرف بالمغرب، أن الأرقام الرسمية للاستثمارات السعودية بالمغرب تراجعت للعام الرابع على التوالي، مسجلة انخفاضا بـ 68% بين عامي 2014 و 2018.

ومكتب الصرف هو الجهة المسؤولة عن صدور وورود العملة الأجنبية في المغرب، وسجل استثمارات سعودية بقيمة 350 مليون دولار عام 2014، مقابل 50 مليون دولار أمريكي عام 2018.

ولفت "مغرب إنتيليجنس" إلى أن هذه السنوات الأربع تزامنت مع "استيلاء محمد بن سلمان على جميع أذرع السلطة في الرياض".

كما انخفضت الاستثمارات الإماراتية في المغرب بنسبة 41.4% خلال 2018 مقارنة بعام 2015، بحسب مكتب الصرف المغربي.

وفي واجهة أخرى للأزمة بين الرباط وأبوظبي، شهدت فرنسا تنافساً حاداً بينهما حيث استعادت السلطات المغربية سيطرتها على مساجد تابعة لها بعد تنامي النفوذ الإماراتي على المؤسسات الإسلامية في هذا البلد الأوروبي.

وقالت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية ان إفطارا نُظم بداية شهر رمضان في مسجد "إيفري" على شرف "علي راشد النعيمي"، الوزير الإماراتي المسؤول عن المجلس العالمي للأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة، أثار أسئلة حول محاولة محتملة للإمارات لشراء مساجد مغربية في أوروبا.

وإثر ذلك، سارعت السلطات المغربية إلى إقالة عميد المسجد الكبير لـ "إيفري"، الذي يشتبه في رغبته بتوسيع مجلس الإدارة ليشمل أعضاء مواليين لسلطات دبي.

وأكدت الصحيفة أن الإمارات لا تشعر بالإحباط من إجهاض السلطات المغربية محاولتها السيطرة على مساجد بفرنسا، بل واصلت حملتها على المساجد التي يديريها السلفيون والإخوان المسلمون بهدف الاستحواذ عليها أو إدانتها، حيث يحاول الإماراتيون تصدير "إسلامهم" وتجريم المالكية، وهو المذهب الديني لسكان المنطقة المغاربية، ويقترحون إبعاده من المساجد في أوروبا.

وعلى الطرف النقيض، شهدت استثمارات قطر في المغرب تحسنا بنسبة 68%، لتتجاوز 100 مليون دولار خلال العام المنصرم.

وبحد تعبير الموقع الفرنسي، فقد كان لـ "شهر العسل الدبلوماسي" بين الرباط والدوحة، إثر تأزم علاقات المغرب مع السعودية والإمارات، تأثير إيجابي على استثمارات قطر في المغرب.

يشار إلى أن تقريرا مصورا، عرضته قناة العربية السعودية، أثار أزمة دبلوماسية مكتومة بين المغرب والرياض، تفاقمت لتصل إلى الإمارات، حيث يقع على أراضيها مقر القناة.

وشكك التقرير عن مغربية الصحراء الغربية، وهو ما تعتبره الرباط خطا أحمرا، لتستدعي سفيرها بالرياض للتشاور، وهو ما انعكس بالمقابل في عدم استقبال المغرب لولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" خلال جولته في شمال أفريقيا، في حين استقبلته الجزائر وتونس.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محلل مغربي يكشف دلائل استمرار التوتر بين الرباط وأبوظبي