جيروزاليم بوست: السعودية تدفع السودان لتغيير موقفه من إيران

الجمعة 31 مايو 2019 05:05 ص

قال المحلل في مؤسسة "ستراتفور" الرائدة في التكهنات الجيوسياسية "سيم تاك" إن إيران تمثل مؤشرا لتحرك السودان من موقفه السابق، المتقارب مع طهران، باتجاه السعودية وبقية دول الخليج.

وفي تقرير لها عن وجهة السودان في مرحلة ما بعد الرئيس المخلوع "عمر البشير"، والكيفية التي سيتغير فيها دوره بالشرق الأوسط وأفريقيا، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن "تاك" قوله: "يوفر السودان فرصا لدول الخليج، فبالإضافة لعزل إيران، هناك استثمارات زراعية وإنتاج للغداء وكذا القدرات العسكرية التي اعتمدت عليها السعودية في الجهود الحربية باليمن"، في إشارة للتدخل السعودي ضد الحوثيين في اليمن منذ عام 2015.

وإلى جانب المغرب والأردن ومصر والإمارات، نشرت الخرطوم مقاتلات حربية ومقاتلين في اليمن، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية بالسودان.

ورغم أن بعض السياسيين، مثل "الصادق المهدي"، عبروا عن معارضة للمشاركة في حرب اليمن ودعوا سحب القوات الحكومية من هناك، إلا أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي "عبد الفتاح البرهان" قال، الشهر الماضي، إن بلاده ستبقي على القوات هناك.

ويرى "تاك" أن السودان يتطلع للغرب عبر دول الخليج، لافتا إلى أن "تأكيد استمرار القوات السودانية باليمن قاد للحديث عن إمكانية شطب السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية".

واستدرك المحلل السياسي قائلا: "السودان لا يتطلع لالتزام جديد من ناحية الاصطفاف الكامل (مع السعودية والإمارات) بل فتح البلاد للمجتمع الدولي كوسيلة لمساعدة التجارة والاستثمار وتطبيع التواصل مع بقية العالم وتجنب الآثار السلبية للتحركات الأجنبية مثل العقوبات".

وعلى مستوى السياسة الداخلية، تفضل دول الخليج لعب المؤسسة العسكرية دورا قويا، خاصة أن العلاقات بينها والعسكر قائمة، رغم ما ستقدمه حكومة بقيادة مدنية من فرصة لحصول السودان على الدعم الغربي، وفقا لما يراه الزميل غير المقيم في مركز كارنيغي ببيروت "شريف محي الدين".

ويعتقد "محي الدين" أن التأثير الجيوسياسي التقليدي اتسم دائما بتاريخه المستمر من النزاع وعدم الاستقرار، وأن "تحولا سلميا وبدون عنف للسلطة بالسودان قد يكون نموذجا للدول الأخرى لكي تقلده".

 ويتوقع أن يقود المجلس العسكري السودان مدة عامين، إلا أن المعتصمين يطالبونه بتسليم السلطة للمدنيين في أسرع وقت.

وفي هذا الإطار، دعا إعلان الحرية والتغيير، وهو تحالف واسع من جماعات المعارضة إلى إضراب، عام لمدة أيام في محاولة للضغط على العسكريين.

بينما يرى محللون آخرون أن الموقع الاستراتيجي للسودان يدفع الحلفاء واللاعبين الإقليميين لعدم ترك تحوله إلى الحكم المدني.

وفي هذا الإطار، يشير الزميل الباحث في تشاتام هاوس بلندن "أحمد سليمان" إلى أن السودان من الناحية الجيوسياسية يعد حيويا لوقوعه على البحر الأحمر، ولذا لا يتوقع أن تكون العملية الانتقالية به سلسة.

وتوقع "سليمان" أن يكون هناك "دور مهم للجيش والمجلس العسكري الانتقالي في القيادة البارزة"، بحسب معطيات التأثير الخليجي على الحالة السودانية الراهنة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية