قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، "حسن نصر الله"، الجمعة، إن أي حرب على إيران ستشعل المنطقة بأكملها، مهددا أن السعودية و(إسرائيل) ستدفعان ثمن هذه الحرب.

جاء ذلك خلال كلمة له بمهرجان "نحو القدس" الذي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت لإحياء يوم القدس العالمي.

وأضاف "نصر الله"، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، "سينتظر طويلا قبل أن يتلقى اتصالا من إيران".

وأشار إلى أنه "لا حرب بين إيران وأمريكا بسبب قوة طهران"، مؤكدا "الاستخبارات الأمريكية تعلم أن الحرب على إيران ستشعل المنطقة ولن تبقى على حدودها، ومن سيدفع الثمن (إسرائيل) وآل سعود".

وذكر "نصرالله" أن "كل القوات والمصالح الأمريكية ستباد إذا وقعت أي حرب على إيران".

وأكد أن "أوضاع أمريكا الاقتصادية لا تتحمل الارتفاع بأسعار النفط"، مضيفا " ترامب يعلم أنه عندما تشتعل المنطقة سيصبح برميل النفط 200 دولار أو 300 دولار".

 صفقة القرن

وحول صفقة القرن، لفت "نصرالله" إلى أنه من الممكن "دفع صفقة القرن إلى الفشل ونحن نمشي في هذا المسار.. فمحور المقاومة يقف لمنع تحقيق صفقة القرن".

 وأردف أن "أدوات أمريكا في المنطقة لا تستطيع حماية نفسها وبعض الأنظمة في المنطقة قلقة من تطبيق صفقة القرن".

وتابع: "واجبنا هو مواجهة صفقة القرن وهذا واجب ديني وأخلاقي وقومي وسياسي وواجب بكل المعايير لأنها صفقة الباطل وتضييع الحقوق والمقدسات".

وأضاف "نصرالله" أن "المسؤولية واضحة بضرورة مواجهة هذه الصفقة ونحن بإمكاننا إفشالها ومواجهتها وكل الحقائق تؤكد أننا نمشي بهذا المسار".

وأشار الأمين العام لـ"حزب الله" إلى أن "أمريكا و(إسرائيل) ومعها أنظمة في المنطقة تعمل لتنفيذ هذه الصفقة، بينما يوجد محور يرفضها ويواجهها وهناك صراع بينهما، ولذلك يجب أن يكون لدينا كل الوضوح والأمل والبصيرة بأننا نستطيع أن نمنع هذه الجريمة التاريخية من أن تتحقق على أرضنا ومنطقتنا".

واتهم "نصرالله" بعض الأنظمة (لم يسمها) بأنها تعمل لتكون (إسرائيل) هي محور المنطقة بما يقابله من تصفية للقضية الفلسطينية والقدس وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "من عام 2000 إلى 2011 كانت هناك محاولة أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية بإعطاء الفلسطينيين بعض الفتات، لكن بعد انتصار المقاومة في لبنان وفلسطين حضروا مشروعهم للقضاء على دول وفصائل المقاومة".

وتابع: "بعد العام 2011 أراد الأمريكي وكل من دخل على خط ما سمي بالربيع العربي، أن يأخذ ثمرة فاسدة هي صفقة ترامب المطروحة اليوم"، مضيفا: "ما يجري يظهر أنهم لا يعرفون التاريخ ولا يفهمون مبادئ وقيم شعوب الأمة والمنطقة ولذلك أخطأوا بالتشخيص".

كما رأى أن مسيرات يوم القدس في البحرين "تؤكد براءة الشعب البحريني وعلمائه من الورشة المتعلقة بصفقة القرن" التي ستشهدها المنامة في يومي 25 و26 يونيو/حزيران 2019.

إلى ذلك، أشار "نصرالله" إلى أن "واشنطن تمكنت من استيعاب الثورات الشعبية العربية وحرفها عن مسارها وتوجيهها في اتجاه خاطئ"، مضيفًا "كل الذين دخلوا على خط الربيع العربي أرادوا أن يأخذوا منه ثمرة فاسدة هي صفقة القرن".

وتابع: "الرهان الأمريكي على تعب شعوب المنطقة لفرض صفقة القرن تشخيص خاطئ".

 وأكد أن "محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى منذ مرحلة الثمانينيات.. فـ(إسرائيل) تخشى المقاومة في لبنان والمسؤولون الإسرائيليون يتحدثون عن حالة الردع وقدرات المقاومة".

وعدد "نصرالله" الأمثلة على تطور محور المقاومة، قائلا إن "المقاومة في غزة قادرة على السيطرة على مساحات واسعة في فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة".

وأوضح أن "سوريا تجاوزت مخطط تدميرها وما زالت في جبهة المقاومة وستعيد قوتها"، لافتًا أيضًا إلى أن "المحاولات الأمريكية فشلت بالسيطرة على العراق وموقعه مختلف في المعادلة الإقليمية".

السعودية واليمن

وعلى الجانب الآخر، أكد "نصرالله"، أن "ترامب لم يستطع حماية السعودية وملكها يستغيث بالقمم الثلاث في مكة لحمايته والتي هي دليل على فشل السعوديين وعجزهم".

وانتقد "نصرالله" الذين "سكتوا على ذبح اليمنيين" لكنهم دانوا حملة الطائرات على الأماكن النفطية في السعودية معتبرًا أن عليهم "مراجعة أخلاقهم".

وشدد على أن "اليمن جزء أساسي من محور المقاومة ويرفض صفقة القرن ويعبر عن وقوفه إلى جانب القدس".

وفي سياق آخر، اعتبر "نصرالله" أن "(إسرائيل) رغم قوتها العسكرية أقل قوة من أي زمن مضى وهي تخاف اليوم من صواريخ لبنان وغزة وسوريا وتدعي وجود صورايخ في العراق".

وأضاف: "هناك فقدان للقيادة في (إسرائيل) وحاجة للمساعدة الأمريكية لكن أمريكا لم تعد كما كانت قبل 20 سنة بعدما أرسلت جيوشها إلى المنطقة وخرجت منها مهزومة"، وفقا لقوله.

وتطرق "نصرالله" إلى قضية ترسيم الحدود، مشيرًا إلى أن "واشنطن تريد استغلال مفاوضات ترسيم الحدود لفتح قضية الصواريخ الدقيقة الموجهة إلى (إسرائيل)"، مجددًا التأكيد أن المقاومة "تمتلك صواريخ دقيقة تطال كل الأهداف المطلوبة في (إسرائيل)، وقادرة على تغيير وجه المنطقة".

وأعلن "نصرالله"، أن "أي اعتداء إسرائيلي على أي هدف للمقاومة في لبنان سنرد عليه سريعًا ومباشرة وبقوة".

وتابع: "لا يوجد في لبنان حتى الآن مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة.. ولا علاقة للأمريكيين بنا إذا كنا نملك صواريخ دقيقة ومصانع لإنتاجها".

وشدد "نصر الله"، في ختام كلمته، على أنه "يحق للمقاومة امتلاك السلاح الذي تحتاجه شراء وتصنيعا".