خبراء: لهذه الأسباب لا يزال الخميني مرجعا فقهيا وسياسيا لإيران

السبت 1 يونيو 2019 01:06 م

"تسترشد بآرائه المؤسسات التي ساهم في إنشائها بإرثه الفقهي والسياسي، وترفع صوره في كافة الإدارات وقاعات الفنادق وملاعب كرة القدم، والمستشفيات، كما تطبع على الأوراق النقدية"..

إنه آية الله "الخميني" مؤسس الجمهورية الإسلامية، الذي لا يزال حاضرا في الحياة العامة للإيرانيين حتى وقتنا هذا، بالرغم من مرور 30 عاما على رحيله، حيث يعتبر لدي الكثيرين المرجع الرئيسي للبلاد في الفقه والسياسية.

وأرجع عدد من الخبراء استمرار تأثير "الخميني" طيلة هذه المدة إلي عدة أسباب من بينها تعلقه بالاستقلال ومقاومة الهيمنة الأجنبية، ومواجهته الشرسة لأعداء الثورة الإسلامية، وصونه كرامة الإيرانيين ومعتقداتهم لدرجة أنه أصبح يتم الاستشهاد به كحجة لإحراج الخصوم.

وفى هذا الصدد، اعتبر مدير قسم الدراسات الأمريكية في جامعة طهران "محمد ماراندي"، أن  حجر الزاوية في إرث "الخميني" هو تعلقه القوي بالاستقلال والسيادة ومقاومة الهيمنة الأجنبية التي لا يزال الإيرانيون متمسكين بها ، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

من جانبه، قال سفير فرنسا السابق في إيران  "فرانسوا نيكولو" إن  "الخميني يمثل من وجهة نظري الأسلوب البراغماتي من أجل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، واعتماد سياسة لا هوادة فيها ضد كل أعداء الثورة الإسلامية، سواء من أنصار النظام القديم أو اليسار واليسار المتطرف".

وأضاف "نيكولو": "أنه كرس ولاية الفقيه [...] وقبل بتشكيل مؤسسات منتخبة، وخلال الحرب العراقية الإيرانية أراد أن يمضي إلى النهاية ضد صدام حسين لكن قبوله بسلام أبيض لا غالب فيه ولا مغلوب، دليل على تلك البراغماتية".

وقال "كليمان تيرمي" الباحث في شؤون إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن "الدور المؤثر لآية الله (الخميني) ينسحب على النقاش السياسي الراهن" في إيران.

وأضاف أن "جميع النخب السياسية في الجمهورية الإسلامية تؤكد أنها تنهل من إرثه السياسي، ويستشهد بكلامه خلال النقاش السياسي كحجة لإحراج الخصوم".

وأشار الباحث إلى "التفسيرات المتباينة" لفكر "الخميني" التي تغذي الصدام بين [التيارات] التي تتقاسم السلطة"، حيث يقف في جانب "الإصلاحيون المتمسكون بالشرعية الشعبية أو الانتخابية للمؤسسات"، وفي الجانب الآخر "المحافظون (الذين يصرون) على الشرعية الإلهية".

وفي ما يتعلق بموضوع صورة "الخميني" لدى الشعب الإيراني، لاحظ "نيكولو" أن الجميع "متأثرون بالقوة التي ترمز إليها شخصيته. إنه بلا شك شخصية تاريخية عظيمة مثل "ستالين" و"ماو" أو "بطرس الأكبر"، وهو القيصر الذي حكم روسيا في مطلع القرنين السابع عشر والثامن عشر، وكل هؤلاء القادة حولوا بشكل جذري مسيرة بلادهم.

وقال "ماراندي" إن "الخميني أحدث تغييرا حقيقيا في المجتمع الإيراني بعد أن كان البلد راضخا لاحتياجات ومصالح الكيانات الأجنبية، لإعطاء الأولوية لاحتياجات الإيرانيين وصون كرامتهم ومعقداتهم وثقافتهم ومصالحهم".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية