استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دول الخليج لن تدفع الثمن!

الأحد 2 يونيو 2019 06:06 ص

دول الخليج لن تدفع الثمن

حين بدأت أميركا حشد سفنها الحربية ضد إيران قبل شهر اتفق جملة من أشباه المحللين على عبارة: «دول الخليج تدفع الثمن»

الدفع الخليجي هو لطائرة من الجيل الخامس، ومدرعة «إبرامز»، ونظام «باتريوت باك 3»، ونظام «ثاد»، ورواتب بعثات التدريب.

ما يدفع أهل الخليج للدول الكبرى يتم عبر دفعات نفطية من خلال قيمة محددة بدفعات في الاتفاقيات الأمنية التي تُوقّع كل عشر سنوات.

*     *     *

في 1902، قال الضابط البحري الأميركي الكبير ماهان عبارة: «هذه هي منطقة الشرق الأوسط»، فصار له السبق في صكّ هذا المصطلح، وفي عام 1945 استخدم الكاتب جورج أوريل مصطلح «الحرب الباردة» لأول مرة -إشارة إلى المأزق النووي.

أما «حرب الأيام الستة» فمصطلح صهيوني يمجّد سرعة النصر على العرب 1967، وقد تلقفه ذوو إعلام الرايات المنكّسة وتبنوه نكاية في زعمائهم ورجال قواتهم المسلحة، فهم جيل سابق من #أشباه_المحللين وهو مصطلح نزعم أننا أول من صكّه لوصف سيل المحللين السياسيين الذين يطبّقون الآفاق الإعلامية هذه الأيام، منذ الربيع العربي ثم ازدهار سوقهم في الأزمة الخليجية.

وحين بدأت أميركا في حشد سفنها الحربية ضد إيران قبل شهر، «صاح فوق كل غصن ديك» بتعبير لسان الدين بن الخطيب، حيث اتفق جملة من #أشباه_المحللين العرب خلال هذه الأزمة على عبارة محتواها:

«دول الخليج تدفع الثمن»، يكررونها بشغف ويبرزونها، وكأن الاستراتيجي منهم قد صكّ مصطلحاً جديداً في العلاقات الدولية، فهل ستدفع دول الخليج حقاً ثمن الأزمة؟

يعتاش منتسب #أشباه_المحللين على مقولة: «دول الخليج تدفع الثمن»، فهي تشفي غليله وتبرد لواهب كبده، بأن أهل الخليج يشترون أمنهم كما يشترون قصائد «شيلاتهم»، ولو سأله من يدير الحوار:

كيف يدفعون؟ وما الدليل على أنهم يدفعون؟ لتراجع داخل نفسه منكمشاً بانتظام دون أن تجد منه إجابة شافية، سوى التحسر على وقت كان فيه التقدميون والمقاومون هم من كنا نعطيهم «السمسونايت» المليئة بالدولارات لتليين تصلبهم، وتوقف فصائلهم وأحزابهم عن التقاتل وذبح مواطنيهم الأبرياء.

- دول الخليج لا تدفع بالضرورة لتواجد قوات أجنبية على أراضيها، صحيح أن المردود الاستراتيجي للدول الكبرى أكبر، لكن وثائق البريطانيين والأميركيين، وحتى مراسلات العثمانيين، تظهر أنهم كانوا يدفعون لحكام الخليج دفعات مادية نظير تواجدهم أو لحماية تواجدهم من غارات القبائل.

- أما ما يدفع أهل الخليج للدول الكبرى -خاصة واشنطن- فلم يكن مادياً في يوم من الأيام، ولم يكن كالإتاوات التي يتبجح بها الرئيس ترامب لحشد أصوات الناخبين من عمال الحديد والصلب في بنسلفانيا، والمزارعين في نبراسكا، بل يتم عبر دفعات نفطية من خلال قيمة محددة بدفعات في الاتفاقيات الأمنية التي تُوقّع كل عشر سنوات.

أما سبب الدفع فليس للقتال نيابة عنّا، فالقيم الديمقراطية الأميركية ترفض أن يقاتل أولادهم كمرتزقة، بل دفاعاً عن مصلحة أو قيم أميركية، والدفع الخليجي إذاً هو لطائرة من الجيل الخامس، ومدرعة «إبرامز»، ونظام «باتريوت باك 3»، ونظام «ثاد»، وأيضاً هو قيمة رواتب بعثات التدريب في معسكراتنا، نتلقى منهم مهارات استخدام السلاح الجديد، أو قيمة التعليم العسكري التكتيكي والتقني لعسكريينا، في أرقى المعاهد الفنية وكليات القيادة والأركان هناك.

حين تسمع عبارة: «دول الخليج تدفع» يتناقلها #أشباه_المحللين العرب، وتنتقل من «أصلع تقدمي» إلى «أشعث مقاوم» فقم بتغيير القناة.

* د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج.

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية