دراسة تكشف مشاركة 12 ألف فلسطيني في الحرب ضد النازية

الأحد 2 يونيو 2019 04:06 ص

أظهرت دراسة أعدها المحاضر في جامعة "تل حاي" الإسرائيلية، "مصطفى العباسي"، أن نحو 12 ألف فلسطيني تطوعوا في الحرب العالمية الثانية في جيش الحلفاء البريطاني، وحاربوا النازية.

وقال "العباسي"، وهو من بلدة الجش الجليلية، ومتخصص في موضوع تاريخ الشرق الأوسط في العصر الحديث، وجده "سعيد" كان أحد المتطوعين الفلسطينيين ضد النازية، إن هؤلاء المتطوعين الفلسطينيين حاربوا جنبا إلى جنب مع متطوعين يهود من فلسطين.

وأضاف" العباسي" في الدراسة التي أوردتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "صحيح أن المفتي أمين الحسيني دعا الفلسطينيين إلى مساعدة النازيين، لكن الفلسطينيين رفضوا تلبية دعوته، ورأوا أنفسهم جزءا من الحرب ضد النازية".

وقال "العباسي" إن "المؤرخين في (إسرائيل) وغيرها قللوا من شأن التطوع الفلسطيني للحرب ضد النازية، وتسببوا بذلك في ظلم وتجنٍ شديدين".

وتابع: "تجاهل المتطوعين الفلسطينيين جاء أولا لأن المؤرخين اليهود ركزوا على المتطوعين اليهود، فيما ركز المؤرخون العرب على دور الفلسطينيين في ثورة 1936، ومحاربتهم الانتداب البريطاني، دون الإشارة إلى دورهم في محاربة النازية. وبذلك وقع كلاهما في خطأ مهني، إذ إن واجب المؤرخ هو أن يكتب التاريخ كما هو ولا يسخّره بالرواية القومية".

وجاء في الدراسة أيضا أن "المتطوعين الفلسطينيين قاتلوا في عدة جبهات، بعضهم قتلوا وبعضهم جرحوا. وقسم منهم لا يزالون يعتبرون مفقودين، وقسم آخر يقدر بالمئات وقعوا في أسر الجيش الألماني، لكن أحدا لم يهتم بتخليد ذكراهم. والقسم الأكبر من قصصهم وتضحياتهم ضاعت من الأرشيف، واختفى أثرها في فترة الحرب الفلسطينية قبيل عام 1948".

وقد تمكن الكاتب من تتبع أثرهم مما كان ينشر في الصحافة الفلسطينية التي صدرت أيام الانتداب البريطاني، ومما نشره بعضهم من مذكرات، وأيضا من دفاتر يوميات كان يكتبها بعضهم، وكذلك من بعض هؤلاء المقاتلين الذين قابلهم في أواخر أيام حياتهم، كما أنه عثر على مواد تؤكد الرواية من أرشيف "الجناة"، التنظيم العسكري للحركات الصهيونية، الذي تحول إلى الجيش الإسرائيلي لاحقا، وكذلك من أرشيفات بريطانية.

وقال "عباسي" إن الحديث عن 12 ألف متطوع قد لا يبدو رقما كبيرا، ولكن بالنسبة لشعب صغير مثل الشعب الفلسطيني يعتبر هذا رقما كبيرا.

ولفت إلى أن البريطانيين وضعوا بعض هؤلاء المتطوعين في كتائب مشتركة مع المتطوعين اليهود، باعتبار أنهم جميعا فلسطينيون، فحاربوا كتفا إلى كتف، وسقطوا سوية في الأسر.

وكشف "عباسي" أن "أحد الفلسطينيين العرب، يدعى شهاب حجاج، وقع في الأسر سنة 1943 ثم توفي ودُفن في مقبرة عسكرية إسرائيلية مخصصة لما يعرف باسم (مقبرة شهداء حروب إسرائيل). فقد حسبوه يهوديا، بالخطأ، بسبب اسم عائلته، إذ يوجد الاسم نفسه لعائلة يهودية".

وجاء في الدراسة أيضا أن العلاقات بين المتطوعين اليهود والعرب كانت جيدة بشكل عام، وقد تميز اليهود بوحدتهم في الموقف من أن حربهم هذه سوف تخدم قضيتهم الوطنية لإقامة دولة يهودية، بينما العرب الفلسطينيون لم يضعوا لأنفسهم أجندة وطنية مستقلة. لذلك كان هناك يهود يطالبون بأن تقام لهم وحدات يهودية خاصة، بينما العرب لم يطلبوا الاستقلال في وحدات خاصة بهم.

وكان "عباسي" قد انطلق في دراسته هذه، عندما استمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، وهو يحرض على الفلسطينيين قيادة وشعبا في معركته الانتخابية عام 2015، زاعما أن المفتي هو الذي أقنع "هتلر" بفكرة إبادة اليهود.

المصدر | الخليج الجديد + هآرتس

  كلمات مفتاحية