استقبلت ملكة بريطانيا "إليزابيث الثانية"، الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وزوجته "ميلانيا"، اللذان وصلا لندن، الإثنين، في قصر باكنغهام، في أولى أيام زيارتهما الرسمية الخاصة للمملكة المتحدة، والتي تستمر 3 أيام.
وهبطت الطائرة الرئاسية الأمريكية "أير فورس وان" في مطار ستانستد شمال شرقي لندن، في تمام التاسعة صباحا، بحسب التوقيت الصيفي البريطاني، وسط استعدادات أمنية تشهدها العاصمة لندن، في ظل الاحتجاجات التي دعا لها معارضون لزيارة الرئيس الأمريكي.
ومن المقرر أن يحضر الزوجان، مأدبة غداء خاصة ومراسم ترحيب، قبل أن يلتقي "ترامب" أعضاء من العائلة الملكية، وعدد من المسؤولين، بينهم رئيسة الوزراء "تيريزا ماي"، وفق برنامج الزيارة.
واستبق "ترامب" وصوله بإثارة مشكلة مع عمدة لندن "صادق خان"، من خلال تغريدة نشرها على "تويتر"، قبل وصوله بدقائق، قائلا إن عمدة لندن صادق خان -الذي قال في وقت سابق إن المملكة المتحدة "لن تبسط السجادة الحمراء" لترامب- كان "فاشلا تماما".
واتهم "ترامب" "خان" بأنه يضطلع بـ"عمل سيء" بوصفه عمدة، مضيفا: "لقد كان كريها بغباء في مواجهة زيارة رئيس الولايات المتحدة، الحليف الأهم حتى الآن للمملكة المتحدة. إنه فاشل ينبغي عليه التركيز على الجريمة في لندن، وليس عليّ أنا".
من جانبه، رد متحدث باسم "خان" قائلا إن "الإهانات الصبيانية" لا تجدر برئيس الولايات المتحدة، مضيفا: "صادق يمثل القيم التقدمية للندن وبلدنا، محذرا من أن ترامب يمثل النموذج الفج لتهديد اليمين المتطرف المتزايد حول العالم".
وتنطلق مظاهرات مخطط لها أثناء الزيارة في أنحاء المملكة المتحدة، بينها لندن ومانشستر وبلفاست وبرمنغهام، احتجاجا على زيارة "ترامب"، حيث ينظم محتجون "مظاهرة وطنية" تبدأ في ميدان الطرف الأغر في الحادية عشرة (غرينتش) صباح الثلاثاء.
كما أعلن كل من ائتلاف "ستوب ترامب" و جماعات "ستاند اب تو ترامب" عن حضورهما المظاهرات.
وقالت شرطة لندن إنها استعدت بـ"فريق قيادي متمرس" للتعامل مع الزيارة، وتكلفت عملية تأمين زيارة "ترامب" العام الماضي، نحو 18 مليون جنيه استرليني.
إلا أن هذه الزيارة مختلفة، حيث تعرف بـ"زيارة دولة"، وتعد أعلى مستوى من الزيارات الرسمية الأخرى، ولم يسبق "ترامب" إليها سوى كل من "جورج بوش الابن" و"باراك أوباما".
وتتميز "زيارة الدولة" بأنها عادة ما تكون بموجب دعوة من الملكة، التي تستشير الحكومة قبل توجيهها، وتجري في إطار التقيد بجميع مراسم البروتوكول.
"ترامب" و"ماي"
ومن المتوقع -وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"- أن تظهر اختلافات في الرأي أثناء محادثات "ترامب" و"ماي"، التي من المقرر أن تبدأ الثلاثاء، حيث ستثير "ماي" قضية تغير المناخ، بعد تصريح متحدث باسم الحكومة مرة أخرى الإثنين أن المملكة المتحدة "أُحبطت جراء قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس في 2017".
ويرجح أيضا أن يناقشا قضية "هواوي"، والتي وضعتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء لدواع أمنية، بينما قد تسمح المملكة المتحدة للشركة الصينية بتزويد شبكتها الخاصة بالجيل الخامس من الإنترنت بمكونات "غير أساسية".
وأثار "ترامب"، قبيل الزيارة، مشكلة أخرى بشأن خلافة "ماي" التي تستعد لاستقالة من رئاسة حزب المحافظين خلال أيام، حيث قال في تصريحات صحفية إنه يدعم "بوريس جونسون" من حزب المحافظين في سباقه لقيادة الحزب، ومن ثم رئيسا لوزراء بريطانيا، وإن زعيم حزب "بريكست" "نايجل فاراج" - المعارض اللدود لـ"ماي"- ينبغي أن يشارك في مفاوضات الحكومة بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وأدان زعيم حزب العمال البريطاني المعارض؛ "جيريمي كوربن"، تصريحات "ترامب"، في هذا السياق، معتبراً أنها "تدخل غير مقبول في ديمقراطيتنا (البريطانيين)".
لن يلتقي "ميغان"
ويلتقي "ترامب"، الإثنين، الأمير "تشارلز" ودوقة كورنوال في حفل شاي في المقر الملكي بلندن، كلارنس هاوس.
كما تقيم الملكة مأدبة عشاء رسمية في قصر باكنغهام للرئيس والسيدة الأولى، يحضرها دوق ودوقة كامبريدج؛ الأمير "ويليام" وزوجته "كيت"، فيما لن تحضر اللقاء دوقة ساسكس، "ميغان ماركل" المعروفة بانتقادها الشديد لـ"ترامب".
وقد أنكر "ترامب"،الأحد نعته "ميغان" بـ"البغيضة،" رغم انتشار تسجيل لاستخدامه تلك الكلمة، قائلا إن مواقع الأخبار "المزيفة" هي التي تنقل مثل هذا الكلام.
