مسؤول مغربي سابق يستبعد تغيير موقف المملكة من صفقة القرن

الثلاثاء 4 يونيو 2019 07:06 ص

استبعد الناطق السابق باسم القصر الملكي في المغرب، "حسن أوريد"، زميل الدراسة للملك "محمد السادس"، تغيير موقف المملكة من صفقة القرن التي يتم التسويق لها غربيا بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

ونشر المسؤول مقالا بموقع TRT عربي، تحت عنوان "جاريد كوشنر في الرباط.. فهل حدث تطور ما في موقف المغرب في ما يخص صفقة القرن؟"، حيث تحدث عن آثار زيارة "كوشنر"، مستشار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وصهره للمغرب مؤخرا.

وقال "أوريد" "لم يصدر موقف رسمي من الأمر، ومن المستبعد أن يغير المغرب موقفه المبدئي من مقترح (صفقة القرن)، أو أن يأتي بموقف لا ترضاه السلطة الفلسطينية، خاصة أن الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس".

لكنه أكد أن "الجوانب الإيجابية للزيارة بالنسبة للرباط، هي العودة إلى ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فللمغرب رصيد تاريخي، وهو طرف يحظى بالقبول من الطرفين، الجانب الآخر هو بعث الدفء في العلاقات الأمريكية المغربية التي شابها الفتور".

وتابع أن "الزيارة ليست منفصلة كذلك عن سعى المغرب لتجاوز الغيوم مع كل من الرياض وأبوظبي. وهو السعي الذي ما فتئ المغرب يعبر عنه من خلال عمل دبلوماسي مكشوف؛ مثل الزيارة التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية ناصر بوريطة، لدول الخليج في أفق التهيؤ لزيارة الملك محمد السادس للمنطقة، أو من خلال التفاتة رمزية مثل استقبال الملك لمستشار ولي العهد تركي آل الشيخ الذي عبر عن موقف مناوئ لترشيح المغرب للمونديال بطريقة فجة".

وزاد أن "التطورات الأخيرة التي تعرفها الساحة العربية، من خلال الحركية التي يعرفها الشارع، خاصة بعد الإطاحة برئيسين في كل من الجزائر والسودان، تؤثر دون شك على معسكر الملكيات. لقد اجتمعت دول الخليج زائد كل من الأردن والمغرب، عقب الموجة الأولى للربيع العربي، وهو ما نُعت حينها بمعسكر الملكيات، ولا يمكن للملكيات أن تظل لا مبالية بما يجري، وهي مدعوة لرص صفوفها أمام التغييرات الجارية".

وقال "أوريد": "من العسير أن يظل المغرب في منطقة الحياد التي سبق أن عبر عنها وزير الخارجية في حوار له مع قناة الجزيرة في شهر يناير/كانون الثاني المنصرم قبيل زيارة سيرغي لافروف للمنطقة، ولا حتى في الندوة الصحفية التي أدلى بها في أعقاب زيارة الملك عبدالله الثاني للمغرب".

وأضاف أن "التحولات التي تعرفها المنطقة فضلا عن العلاقات الوشيجة التي تربط العائلة الحاكمة بالمغرب بكل من العائلتين الحاكمتين بالسعودية والإمارات ترسخ الوعي، من منظور الرباط، على تجاوز نزلة البرد القائمة".

وأوضح أن "من العسير ألا يفهم بالنسبة للمقتضى الأول التوتر القائم ما بين الولايات المتحدة وإيران، وبالنسبة للشق الثاني، ما يجري بليبيا وما تعرفه الساحة الجزائرية".

ومضى يقول: "لربما يضاف إلى تدوينة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط الذي رافق كوشنر، جيسون غربنبلات، عقب الجولة، حول ابتهاجه بالزيارة إلى المغرب والتنصيص على أن المغرب صديق وحليف استراتيجي. وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للرباط، بعد فترة إن لم يطبعها الجفاء، فعلى الأقل لم تتسم بالدفء المعهود الذي طبع العلاقات المغربية - الأمريكية لقرابة سنتين ليس لواشنطن سفير في الرباط".

وتساءل: "فكيف ستستطيع الرباط أن توفق بين إرهاصات توجه جديد، ومواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية وموقف السلطة الفلسطينية التي ترفض حضور قمة المنامة، وترفض وساطة واشنطن منذ قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟".

وزار "كوشنر" المغرب الأسبوع الماضي في بداية جولة للضغط على أطراف عربية للمشاركة في مؤتمر اقتصادي في البحرين، يعقد كخطوة أولى للترويج لـ"صفقة القرن" التي تروج لها الإدارة الأمريكية كخطة سلام مع الدولة العبرية تشارك بها أطراف عربية.

وغادر "كوشنر" المغرب، بعد زيارته للمقبرة اليهودية، دون أن تعلن الرباط على الفور موقفها من مؤتمر البحرين.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية