المعارضة السودانية تحث المجتمع الدولي على عزل المجلس العسكري

الأربعاء 5 يونيو 2019 11:06 ص

دعا "تجمع المهنيين السودانيين" المجتمع الدولي، بدوله ومؤسساته، إلى "عزل ووقف التعامل مع المجلس العسكري (الانتقالي الحاكم)، ومحاصرة أعضائه الوالغين في العنف والقتل والجرائم ضد الإنسانية، امتداداً لما يحدث في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق". 

وفي بيان له، مساء الثلاثاء، أعلن التجمع، الذي يعد المنظم الرئيسي للاحتجاجات التي انتهت بإطاحة الجيش بالرئيس "عمر البشير"، رفضه "القرارات المعلنة عبر السلطة الانقلابية جملة وتفصيلاً" في إشارة إلى قرارات المجلس العسكري الأخيرة.

وكان المجلس العسكري قد أعلن، الثلاثاء، إلغاء كافة التفاهمات التي توصل إليها مع "قوى الحرية للتغيير"، الممثلة للمعارضة في التفاوص معه لأجل تسليم السلطة للمدنيين، معلناً تشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد، في غضون تسعة أشهر، وذلك عقب هجوم شنته قوات عسكرية على المعتصمين أمام مقر الجيش بالخرطوم الإثنين، وأسفر عن 60 قتيلا وعشرات الجرحى.

وأدانت كل من أمريكا وبريطانيا والنرويج الهجوم على المعتصمين، كما طالبت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، المجتمع الدولي، بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين والمتورطين في الهجوم. 

وطالب التجمع في بيانه بـ"تفعيل العصيان المدني الشامل، وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس، وشل الحياة العامة، والإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل، والمنشآت، والمرافق، في القطاعين؛ العام والخاص".

كما دعا إلى "العمل الدؤوب والتنسيق والتنظيم المحكم من خلال لجان الأحياء ولجان الإضراب، مع التمسك والالتزام الكامل بالسلمية".

ولفت البيان إلى أن "المجزرة التي شهدها اعتصام القيادة العامة، والعنف غير المسبوق الذي قوبل به المعتصمون في عدد من المدن، فيه إشارة جادة إلى مآلات الحال في السودان في الأيام القادمة".

 وأوضح أن "القتل والعنف سيصبح هو المشهد المعتاد في الشوارع، وستتكرر المآسي التي كانت لسان حال النظام البائد لا محالة، فنفس العصا التي كان يحملها رأس النظام البائد تحولت ليد قيادة المجلس العسكري الانقلابي المجرم الذي يمثل امتداداً له".

وجاءت محاولة فض الاعتصام، المطالب بتسليم السلطة للمدنيين، عقب جولة لرئيس المجلس العسكري الانتقالي؛ "عبدالفتاح البرهان"، ونائبه "محمد حمدان دقلو"، المعروف باسم "حميدتي"، إلى مصر والسعودية والإمارات.

وعن ذلك قال بيان تجمع المهنيين "إن كان المجلس العسكري الانقلابي يظن أن ارتماءه في حضن أحد المحاور سينقذه وينقذ السودان فهو واهم، فهناك العديد من المحاور الجاهزة للانقضاض على البلاد، ولا يفوت على ذي عقل أن حدود السودان مفتوحة وتحوم الضباع بينها دخولاً وخروجاً، وأن تجارة السلاح هي التجارة التي ستروج وأن الرصاص سيباع في شوالات الملح".

وأضاف البيان "لقد بات الوضع الآن أكثر سوءاً من أي وقت مضى، فترويع المواطنين وضربهم في الشوارع وعمليات النهب والاعتداءات، وقطع خدمات الإنترنت وتهديد الموظفين، وإجبارهم على مباشرة العمل أو إيقافهم منه، هي مظاهر تنبئ بجوهر السلطة التي يريدونها ويعملون لصنعها".

وتابع "نريد أن ننبه إلى أن الانتخابات المبكرة تعني تسليم السلطة من المجلس العسكري للمجلس العسكري نفسه، وإن أي حكومة تأتي عبر هذا التخطيط هي حكومة منزوعة الدسم وستقنن للعنف والقتل، وستدار وفقاً لتوجهات المجلس العسكري ومنهجه الدموي، ولن تفلت البلاد من العنف والعنف المضاد".

وكان المجلس العسكري السوداني قد وقّع اتفاقاً في منتصف مايو/ أيار الماضي مع تحالف المعارضة، يقضي بفترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات، وبإدارة مدنية، غير أنّه انقلب على هذا الاتفاق.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية