اعتقلت السلطات السودانية، الأربعاء، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال)، "ياسر عرمان"، من منزله الذي يقيم فيه منذ عودته إلى الخرطوم للمشاركة في المحادثات مع المجلس العسكري الحاكم.

وقال مقربون من "عرمان" إن مسلحين من قوات "الدعم السريع" وصلوا في شاحنات وأحاطوا بالمنزل، واعتدوا بالضرب على "عرمان" ومساعده وتحطيم كاميرات المراقبة المثبتة على منزله.

وقال المتحدث باسم الحركة "مبارك أردول" إن تلك القوات "أخذوه دون أن يوضحوا إلى أين يقتادونه، وقالوا انهم من جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني".

وعاد "عرمان" إلى الخرطوم في 26 مايو/أيار للمشاركة في المحادثات بعد الإطاحة بالرئيس "عمر البشير" في أبريل/نيسان عقب أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.

وكان الجناح المسلح الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال قاتل قوات "البشير" في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في 2011.

وأدان سفير بريطانيا في الخرطوم "عرفان صديقي" اعتقال عرمان، وكتب على تويتر "هذا أمر مثير للسخط، نحتاج إلى بناء الثقة الآن، وليس المزيد من التصعيد".

وكان "عرمان" قد كشف عن رسائل من المجلس العسكري السوداني تطالبه بمغادرة البلاد.

من جانبه، أدان أمين الشؤون القانونية وحقوق الإنسان لـ"نداء السودان" المعارض، "أسامة سعيد" اعتداء قوات من الدعم السريع وجهاز الأمن "بالضرب علي أعضاء بالحركة الشعبية في مقر إقامتهم بالخرطوم".

وأكد أن القوات اعتقلت مسؤول العلاقات الخارجية في تحالف نداء السودان (عرمان)، و"اقتاده إلي مكان غير معلوم".

وحمل نداء السودان المجلس العسكري مسؤولية "عرمان"، قائلا إنه "سيبلغ الأسرة الدولية والمنظمات الدولية بهذا التعدي السافر".

بدورها، اعتبرت القيادية في قوى الحرية والتغيير، "إحسان عبدالعزيز"، أن اعتقال "عرمان" رسالة من المجلس العسكري بأنه لا يريد السلام، لأن "عرمان" جاء حاملا على أكفه مباحثات التفاوض والسلام وليس السلاح.

كما أدان حزب الأمة القومي السوداني، في بيان على موقعه "بأشد العبارات اعتقال عرمان"، وجدد مطالبه بضرورة إلغاء كافة الأحكام ضد قادة الحركات المسلحة، مؤكدا أن "اعتقال السياسيين لن يكسب المجلس العسكري شرعية، بل يشير بوضوح إلى سيره في ذات مسار النظام البائد من قمع للحريات وانتهاك للحقوق".