الجيش السوري الحر يسيطر على مناطق استراتيجية في حماة وإدلب

الجمعة 7 يونيو 2019 04:06 ص

انتزعت فصائل الجيش السوري الحر والمعارضة المسلحة، مناطق استراتيجية، في جبهات ريف حماة الشمالي والغربي، بعد مواجهات عنيفة مع قوات "بشار الأسد" والقوات المتحالفة معه.

ووفق شهود عيان، وحسابات تابعة للمعارضة، فإن فصائل المعارضة سيطرت على عدة مناطق استراتيجية، في ريف حماة الشمالي هي: الجبين، وتل ملح، ومدرسة الضهرة، وكفرهود.

وفشلت قوات "الأسد"، الجمعة، في استعادة السيطرة على هذه المناطق، وسط تصدٍ من جانب فصائل المعارضة التي تتكتم حاليا عن سير عملياتها العسكرية على الأرض.

وحسب خريطة السيطرة الميدانية، فتحت فصائل المعارضة محورا غير متوقعا في عمليتها العسكرية الحالية، انطلق من المناطق التي تسيطر عليها في مدينة اللطامنة ومحيطها باتجاه منطقتي تل ملح والجبين.

وجاء هجوم الفصائل، بعد أيام من تقدم واسع أحرزته قوات "الأسد"، في ريف حماة الشمالي الغربي، وصولا إلى الريف الجنوبي لإدلب، والذي سيطرت فيه على قرية القصابية والمزارع المحيطة بها.

ومكنت سيطرة فصائل المعارضة على منطقتي تل ملح وكفرهود، من قطع الطريق الواصل بين محردة والسقيلبية، لتنتقل الاشتباكات على أبواب التريمسة.

جاء ذلك، ضمن معركة أطلقت الفصائل، عليها أمس، عدة مسميات، اختلفت بين فصيل وآخر، إذ أطلقت عليها "الجبهة الوطنية للتحرير" مسمى "دحر الغزاة"، بينما "هيئة تحرير الشام" سمتها بـ"غزوة المعتصم بالله المدني"، أما "جيش العزة"، فأطلق عليها مسمى "كسر العظم".

وتختلف هذه العملية، عن سابقاتها من المعارك ضد قوات "الأسد"، فالمواجهات لم تكن على الأراضي التي تقع ضمن نفوذ المعارضة، بل ضمن خارطة سيطرة النظام السوري.

واستهدفت المعارك كل من مناطق: تل ملح، والجبين، وكفرهود، ومدرسة الضهرة، وهي ضمن نفوذ قوات "الأسد"، ولم تتمكن فصائل المعارضة من التقدم إليها، منذ سنوات.

وبقياس سير العمليات العسكرية في الأيام الماضية، مع الوقت الحالي، يتبين أن فصائل المعارضة ركّزت في جميع عملياتها العسكرية الماضية على محور وحيد فقط، هو بلدة كفرنبودة، تبدلت السيطرة عليها أكثر من مرة مع قوات "الأسد"، والتي احتفظت بها مؤخرا، وزحفت إلى الجهة الشمالية الغربية منها، وسيطرت على قرية القصابية في الريف الجنوبي لإدلب.

القوة البرية

ووفقا للقيادي السابق في "الجيش الحر"، المقدم "فارس بيوش"، فإن فصائل المعارضة السورية في المعركة الحالية اتبعت تكتيك "القوة البرية"، والذي ينص في أحد بنوده أن الهجمات الرئيسية يجب ألا تتركز على المحور الذي تتقدم منه "القوات المعادية، بل يجب فتح عدة محاور لتشتيتها".

ويوضح القيادي العسكري، أن الفصائل خالفت الاستراتيجية التي عملت عليها في السابق على جبهات ريف حماة وإدلب من خلال التكتيك الجديد، والذي يعتبر "مجديا ويحقق نتائج كبيرة"، حسب موقع "عنب بلدي".

وحاول النظام السوري في الأيام الماضية استنزاف فصائل المعارضة عن طريق جرّها لبلدة كفرنبودة، والتي ركزت فيها الأخيرة على إيقاع خسائر بشرية بقوات "الأسد" بعيدا عن السيطرة الميدانية على الأرض.

ويرى "بيوش"، أن النظام السوري ليس لديه مشكلة بالخسائر البشرية، إذ يبدو أنه يريد التخلص من قوى المصالحات التي يزجها على الخطوط الأولى للمعارك في ريفي حماة الشمالي والغربي.

ويؤكد أن نقل مسرح العمليات من بلدة كفرنبودة "جيد وله نتائج كبيرة"، مشددا على أنه "يجب فتح جبهات ومحاور أخرى خاصة أن الفصائل العسكرية لها إمكانيات كافية لذلك".

ويتوقع القيادي أن يحدث تدخلات من قبل الدول الضامنة (تركيا، روسيا) لرجوع القوى على الأرض (قوات الأسد، فصائل المعارضة) إلى خطوط الجبهات قبل شهر.

ولم تعلق تركيا وروسيا على تطورات الوضع الميداني في ريف حماة الشمالي والغربي حتى الآن.

ومنذ أواخر أبريل/نيسان الماضي، تشهد محافظة إدلب وبعض الأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، غارات مكثفة ينفذها النظام وحليفته روسيا، قُتل فيها أكثر من 300 مدنيا، ودفع نحو 300 ألف شخص إلى النزوح، حسب الأمم المتحدة.

وعرقلت روسيا، الثلاثاء، صدور بيان في مجلس الأمن الدولي يدين الحملة العسكرية التي تشنها مع النظام السوري في محافظة إدلب، في ظل تصاعد حصيلة الضحايا والدمار نتيجة الحملة.

ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/أيار من العام نفسه.

وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا تستأنف تدريب الجيش الحر بسوريا والأردن