معاريف تكشف تفاصيل "العلاقة الخاصة" بين أبوظبي وتل أبيب

السبت 8 يونيو 2019 01:06 م

كشفت صحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل جديدة عن طبيعة العلاقات الخاصة والتعاون الاستخباري والأمني العميق بين (إسرائيل) وإمارة أبوظبي، مشيرة إلى أن هذه العلاقات تتعاظم بسبب طابع المصالح المشتركة التي تربط الطرفين.

ولفت معلّق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، "يوسي ميلمان"، إلى أنّ العداء لإيران والخوف من الخطر، الذي تمثله جماعة "الإخوان المسلمين" والحاجة إلى مواجهتها يعد أهم المصالح المشتركة التي تربط الطرفين.

وأشار "ميلمان"، في تقرير نشره موقع الصحيفة، السبت، إلى أن أبوظبي تطور علاقتها بـ(إسرائيل) كإمارة وبشكل مستقل وليس بوصفها ممثلة لدولة الإمارات، مبينا أن هذه العلاقة تقوم أيضا على عقد صفقات سلاح؛ حيث تبيع تل أبيب للإمارة عتادا استخباريا.

وأكد أنّ العداء لجماعة "الإخوان المسلمين"، دفع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" إلى بناء تحالف مع كل من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وأشار إلى أن تجمع الصناعات العسكرية وشركة "إلبيت" للمنظومات المسلحة في (إسرائيل) يرتبطان بعلاقة وثيقة مع أبوظبي، موضحا أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي يرتبط بعلاقات خاصة بـ"بن زايد"، يسمح لـ(إسرائيل) ببيع تقنيات عسكرية تعتمد على التكنولوجيا الأمريكية لأبوظبي.

وأوضح أن شركة السايبر الإسرائيلية "NSO"، التي تتخذ من مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب، مقراً لها باعت أبوظبي برنامج "بيجاسوس"، الذي يتيح لمخابرات الإمارة اختراق الهواتف الشخصية لمن تعتبرهم معارضين للنظام والحصول على معلومات منها.

وأكد أن الشركات الإسرائيلية تزود أبوظبي بتقنيات التجسس التي تسمح بمراقبة المعارضين، مع إدراك تل أبيب أن الإمارة تعمد إلى المس بحقوق الإنسان بشكل كبير.

وحسب "معاريف"، فإن أبوظبي تشتري منتجات شركة "فيرنت" الإسرائيلية المتخصصة في إنتاج العتاد الاستخباري، لا سيما تقنيات التنصت.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات السرية بين أبوظبي و(إسرائيل) توثقت قبل 15 عاما، مشيرة إلى أن المؤسستين الأمنية والاستخبارية في تل أبيب حرصتا على إحاطة هذه العلاقات بالكتمان الشديد.

وقالت إن رجل الأعمال الإسرائيلي "متاي كوخافي" هو الذي أسهم في تدشين العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، ذاكرة أنه تفاخر في محاضرة ألقاها أخيرا في سنغافورة بدوره في تطوير هذه العلاقات.

ونقلت الصحيفة عن "كوخافي" قوله إن شركة "لوجيك"، التي يملكها وتتخذ من القرية التعاونية "يوكيم"، الواقعة وسط (إسرائيل)، زودت أبوظبي بعتاد أمني لتأمين الحدود وحقول النفط، ناهيك عن تقديمها استشارات أمنية.

ووفقا لـ"كوخافي"، فإن شركته استعانت بخدمات جنرالات في الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في إدارة أنشطتها داخل أبوظبي، مشيرا إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق "عاموس مالكا" وقائد سلاح الجو الأسبق "إيتان بن الياهو" عملا باسم شركته داخل أبوظبي.

وأضاف أن طائرة خاصة كانت تنقل الجنرالات الإسرائيليين المتقاعدين من قبرص إلى أبوظبي، مشيرا إلى أن العشرات من الجنرالات ورجال الاستخبارات الإسرائيليين زاروا أبوظبي ضمن أنشطة شركته هناك.

ولفت إلى أن الجنرالات الإسرائيليين أقاموا في حي مكون من الفلل داخل الإمارة؛ حيث كان يقضي كل واحد منهم فترة من أسبوع إلى أسبوعين.

وذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين الذين يتولون إدارة صفقات السلاح والاستشارات العسكرية مع أبوظبي في الوقت الحالي هم "دفيد ميدان"، الذي تولى في السابق قيادة شعبة تجنيد العملاء في جهاز الموساد "تسوميت"، و"آفي لؤومي" مؤسس شركة "أورانيتكوس" المتخصصة في إنتاج الطائرات بدون طيار.

وأشارت إلى أن "ميدان" و"لؤومي" يمثلان حاليا الصناعات الجوية الإسرائيلية في أبوظبي.

من جهة أخرى، لفتت الصحيفة إلى أن سلاحي الجو الإماراتي والإسرائيلي يتعاونان في تقديم الدعم لنظام "السيسي" في مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرة إلى أن السلاحين يقومان بتنفيذ غارات جوية هناك.

كما أشارت إلى أن ممثلين عن الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر"، الذي يرتبط بتحالف مع كل من أبوظبي ونظام "السيسي"، عقدوا اجتماعات مع الاستخبارات الإسرائيلية.

وحسب "ميلمان"، فإن العلاقة القوية مع أبوظبي هي أحد الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" للتفاخر في أكثر من مناسبة بوجود علاقات غير مسبوقة بين (تل أبيب) ونظم الحكم العربية.

وخلص "ميلمان" إلى أن حرص الدول العربية، لا سيما أبوظبي، على توطيد علاقاتها مع (إسرائيل) رغم السياسات التي تتبناها حكومات "نتنياهو" المتعاقبة، مكن اليمين الإسرائيلي من تطبيق سياساته على الصعيد الفلسطيني دون ممانعة عربية تذكر.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية