استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل خسر لوبي إسرائيل الجولة؟

الأحد 9 يونيو 2019 12:06 م

هل خسر لوبي إسرائيل الجولة؟

من حسن حظ الأردن أن القائم على هذه الخطة هو شخص يعاني من تخبط واضح!

يرى كوشنر أن الصراع يمكن حله بصفقة على اعتبار أن قضية فلسطين هي معاشية وقضية الأردن هي اقتصادية!

الضغط على الأردن لن يستمر فلوبي إسرائيل يخسر الجولة ولن يتمكن كوشنر وغرينبلات من اعلان صفقة القرن.

*      *      *

المؤيدون لتصفية قضية فلسطين على حساب الأردن كثر، بعضهم انساق بوعي أو من دون وعي خلف ألاعيب فريق (السلام) الأميركي (كوشنر وغرينبلات) ودفعوا باتجاه توريط الأردن بحجة أن لا أحد يعرف ما هي صفقة القرن!

في حين أن الجميع يعرف خطوطها العريضة وأهمها تصفية قضية فلسطين. ودار جدل كبير بين المؤيدين لكوشنر وخطته وبين المحذرين من هذا المسار المشبوه.

من حسن حظ الأردن أن القائم على هذه الخطة هو شخص يعاني من تخبط واضح!

في مقابلة تلفزيونية على قناة أكسيوس الأميركية، بدا جاريد كوشنر مهزوزا وهو يحاول بائسا التمييز بين القيادة الفلسطينية – التي ترفض التعامل مع الإدارة الأميركية المعادية للحقوق الفلسطينية – وشعب فلسطين.

وكأن شعب فلسطين يمكن أن يقبل بصفقة القرن! وأضاف بأن الفلسطينيين غير قادرين على حكم أنفسهم وهي نفس الذريعة التي تم توظيفها لإضفاء الشرعية على الانتدابين البريطاني والفرنسي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى.

بحكم عملي السابق ككبير للباحثين في المعهد الأميركي للسلام بواشنطن تعرفت عن قرب على مبعوثين سابقين لعملية السلام وهما دينس روس ومارتن إنديك، كما تعرفت على أرون ديفيد ميلر الذي كان أيضا عضوا في فريق (السلام) الأميركي أيام قمة كامب ديفيد الفاشلة وكذلك روبرت مالي مساعد الرئيس باراك أوباما لعملية السلام.

كل ما ذكرت يهود، ولهم مواقف متباينة نوعا ما من الصراع والسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن لا يمكن وصف أي منهم بالجهل كما هو الحال مع كوشنر الذي يتحدث من دون فهم لدينامية وتاريخ عملية السلام إبّان صعودها وهبوطها.

الفرق بين كوشنر ومن ذكرت أن الأول هو صهر الرئيس ترامب وبالتالي له قدرة كبيرة على التأثير عليه، ويرى كوشنر أن الصراع يمكن حله بصفقة على اعتبار أن قضية فلسطين هي معاشية وقضية الأردن هي اقتصادية ما يفسح مجالا واسعا للمقايضات.

والأخطر أنه يعتقد بأن الجانب الفلسطيني بحاجة لمن يحكمه، وهنا مربط الفرس! فكوشنر الذي اعتمد استراتيجية الغموض يلمح من دون أن يشعر بنهاية اللعبة: لن تكون هناك قيادة فلسطينية وإنما أردنية في نهاية المطاف لسكان فلسطينيين بدون أرض. تلقت استراتيجية كوشنر أكثر من صفعة:

- فالأردنيون أعلنوها على لسان الملك بأن لا مصلحة لهم بهذه الصفقة وأن الأموال الموعودة لن تثنيهم عن التمسك بمواقفهم الراسخة فيما يتعلق بشكل الحل. ولم تفلح محاولات غرينبلات في التواصل مع بعض الأردنيين لتهيئة الرأي العام لورشة البحرين أو صفقة القرن.

- الصفعة الثانية جاءت من قبل ليبرمان الذي أفشل نتنياهو في مسعاه لتشكيل حكومة، ويبدو أن نتنياهو نفسه لن ينجو هذه المرة من المحاكمة ما يعني عمليا انعدام فرصته في قيادة حكومة.

خلاصة القول، ينبغي ألا يشعر الأردن بأن الضغط الذي مورس ضده في الفترة الأخيرة سيستمر، فلوبي إسرائيل المنتشر يخسر الجولة ولن يتمكن كوشنر وغرينبلات من اعلان صفقة القرن بعد التطور في المشهد الإسرائيلي وصمود الأردنيين والفلسطينيين وتراجع تأثير عواصم إقليمية كانت لا تمانع من الانسياق وراء خطط كوشنر كمتطلب للحصول على الدعم الأميركي لسياساتها الداخلية والإقليمية.

في هذا السياق، ينبغي على الدولة الأردنية إعادة النظر في كثير من الامور الداخلية وعلى الأخص تلك السياسات التي أفضت إلى انكشاف خطر ومكلف ومن يقف خلفها ولأي غرض!

فالمنعة الوطنية والجاهزية الوطنية تحتاجان إلى مكاشفة داخلية لضبط دقات وتحركات مختلف اللاعبين الأردنيين على ساعة المصلحة الوطنية وبخاصة عندما يتعلق الأمر بمستقبل القضية الفلسطينية.

* د. حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية.

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية