خنساء حمص تودع ابنها منشد الثورة السورية وحارسها

الأحد 9 يونيو 2019 04:06 ص

تداول ناشطون، الأحد، مقطعا مصورا يظهر توديع والدة "عبدالباسط الساروت"، لابنها الذي توفي السبت جراء إصابته في المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات "بشار الأسد"، وحلفائه في ريف حماه شمالي سوريا.

ووصلت والدة "الساروت"، صباح اليوم، إلى مشفى الريحانية جنوبي تركيا، الذي أسعف إليه بعد تعرضه لإصابة بالغة في ريف حماة، قبل أن يفارق الحياة، ظهر أمس السبت.

ويظهر في التسجيل والدة "الساروت" في لقطة مؤثرة وهي تبكي وتدعو له، فيما التف حوله أصدقاؤه والمقربون منه قبل أن يتم تشييعه من مدينة الريحانية التركية إلى محافظة إدلب ليدفن فيها بحسب وصيته.

وخلال الأيام الماضية تناقل ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي قصة والدة "الساروت" بعد تلقيها خبر وفاته، حيث قال "تامر التركماني" الناشط وصديق "الساروت" إن والدته صبرت رغم أنه نجلها الخامس الذي يقتل خلال الثورة السورية.

ولقبت والدة "الساروت"، بـ"خنساء حمص" حيث فقدت إلى جانب أبنائها زوجها وخمسة من أشقائها واثنين من أحفادها.

وينتمي "الساروت"، وهو من مواليد 1992 إلى مدينة حمص (وسط)، وانخرط في المظاهرات ضد النظام منذ بدايتها، ويطلق عليه الناشطون لقب "منشد الثورة" وذلك بسبب الأهازيج والأناشيد التي كان يطلقها خلال قيادته للمظاهرات، والتي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان "الساروت" قبل الثورة، حارسا لفئة الشباب في نادي "الكرامة" الحمصي، أحد أعرق الأندية السورية، وأصبح أحد أبرز وجوه الحراك السلمي ضد النظام بعد انطلاق الثورة ولقبه الناشطون فيما بعد بـ"حارس الثورة السورية".

ومع جنوح النظام للحل العسكري، واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين، اضطر "الساروت"، وبعض رفاقه لحمل السلاح، وقتال قوات النظام دفاعا عن مدينتهم.

وفي عام 2014، أجبر على ترك مدينته حمص ضمن اتفاق إخلاء للمعارضين في المدينة، بعد حصار وقصف لقوات النظام عليها دام لأشهر.

وعاد "الساروت"، للعمل العسكري ضد النظام، مع اشتداد المعارك شمالي سوريا، ومحاولة النظام وحلفائه التقدم في ريفي حماة وإدلب، حيث أصيب إصابة بليغة قبل أيام في ريف حماة خلال مشاركته في عملية عسكرية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج، ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.

فقد "الساروت"، والده و5 من إخوته على يد قوات النظام، منذ انطلاق الثورة في مارس/آذار 2011، وكانت وصيته بأن يدفن في سوريا في حال استشهاده، الذي لطالما تمناه في الأناشيد التي كان يشدو بها.

ونعا الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، والمجلس الإسلامي السوري، وغيرها من الهيئات المعارضة، "عبدالباسط الساروت"، وقدموا التعازي لعائلته وللسوريين ككل بوفاته، كما تصدرت صورة "الساروت" ومقاطع من الأناشيد التي كان يغنيها صفحات الآلاف من الناشطين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ثورة سوريا بعد 10 سنوات.. الأسد يتجه لولاية رابعة والمعارضة مشتتة