هآرتس: تحالف جديد يضم أمريكا وروسيا وإسرائيل ضد إيران

الاثنين 10 يونيو 2019 10:06 ص

اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن المسار الإيراني في سوريا يمثل تهديدا استراتيجيا لكل من (إسرائيل) وأمريكا وروسيا.

وأشارت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب "تسفي برئيل" إلى طموح روسيا في سوريا حيث إنها لا تنوي الاكتفاء بإعادة السيطرة في سوريا لـ"بشار الأسد"، فهي تعتبر سوريا رافعة لتعميق وجودها في الشرق الأوسط كجزء من عملية شاملة أكثر تشمل "العلاقات مع السعودية والإمارات، تحالف اقتصادي ومساعدة عسكرية لمصر، التحرر من العقوبات الأمريكية والأوروبية التي فرضت عليها بعد الحرب في أوكرانيا وتعزيز مكانتها في العالم".

ويصطدم طموح روسيا بآخر لإيران التي تعتبر سوريا ليست فقط معقلا استراتيجيا يحافظ على نفوذها في لبنان، بل أيضا بؤرة إقليمية ستفيدها كقوة موازية ضد طموحات خصمتها السعودية، وستفتح أمامها الطريق إلى البحر المتوسط واستكمال محور التحالفات التي تقيمها مع العراق وتركيا.

وبحسب الصحيفة؛ فإن المسار الإيراني هو التهديد الاستراتيجي الذي تخشى منه (إسرائيل) وأمريكا وروسيا أيضا التي تعمل على إحباط تطوره، والإشارات الأولى على ذلك كانت المواجهات المحلية الأخيرة بين ميليشيات تؤيد إيران وتعمل في سوريا وبين ميليشيات تحظى برعاية روسيا.

ومثال آخر ظهر في المواجهات التي جرت شهر مارس/آذار في مدينة بوكمال على حدود العراق بين ميليشيات المخابرات الجوية السورية وأخرى تؤيد إيران على السيطرة على أحد الحواجز وتوزيع الغنائم وجباية الأموال من الشاحنات التي تمر فيه.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا تدرب وتسلح ميليشيات محلية عن طريق شركات روسية خاصة، مشيرة إلى أن "موسكو أمرت الأسد بإقالة ضباط وجنود يؤيدون إيران من الجيش، وأن هناك ضباط روس يقفون على رأس جيش الأسد".

كما رأت أن "إيران تلقت صفعتين من روسيا، الأولى عندما رفضت الأخيرة طلب بيعها أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس-400، والثانية أنها تواصل السماح لإسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا".

لعبة موسكو الاستراتيجية

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "طهران تفسر قرار روسيا كرسالة بأنها لن تقف إلى جانبها إذا هوجمت من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل"، وأن "مصلحة موسكو تتمثل في إبقاء إيران معزولة".

وأضافت: "يوجد شركاء في الغرب يعتقدون أن دعم روسيا لقرار إيران تقليل التزامها بالاتفاق النووي، ينبع من الرغبة في الحفاظ على التوتر بين طهران وواشنطن، كجزء من لعبة موسكو الاستراتيجية"، مشيرة إلى أن "المصالح المشتركة بين روسيا وأمريكا وإسرائيل في موضوع إيران، أوجدت فكرة عقد قمة المستشارين للأمن القومي للبلدان الثلاثة في إسرائيل".

وبحسب "هآرتس": "فيوجد تقديرات غير مؤكدة، بأن روسيا تطمح إلى اعتراف أمريكا بنظام الأسد ورفع العقوبات عن سوريا، مقابل سحب القوات الإيرانية من دمشق"، مبينة أن "اللقاء الاستثنائي لمستشاري الأمن القومي الثلاثة، جاء لبحث التطورات الإقليمية كشركاء متساوين وليس حول مواضيع ثنائية".

وأكدت "هآرتس" أن "هذه القمة حتى ولو لم تثمر عن نتائج فورية، إلا أنها توضح لإيران ودول المنطقة بأن محور روسيا أمريكا إسرائيل، هو العرض الجديد والرسمي الذي يمكنه تحديد خارطة الطريق الجديدة في الشرق الأوسط".

واستدركت بقولها: "لكن التطلع لنتائج عسكرية وسياسية فورية يمكن أن يكون أمنية فقط"، متوقعة أن روسيا لن تقوم بصد قوة إيران في سوريا، ولن تفيَ أيضا بوعدها بإبعاد القوات الإيرانية إلى أبعد من 80 كم عن حدود إسرائيل في هضبة الجولان".

وختمت الصحيفة بقولها إن "الأسد أيضا سيضطر إلى الاعتماد على أمريكا وإسرائيل وروسيا، التي في أكثر من مناسبة أوضحت بأن مصالحها في سوريا غير متعلقة بنظام هذا الشخص أو ذاك، أي أن الأسد بالنسبة لها يمكن أن يذهب".

وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أن مستشارها للأمن القومي "جون بولتون"، سيلتقي نظيريه الإسرائيلي والروسي بمدينة القدس المحتلة في يونيو/حزيران الجاري، دون ذكر تفاصيل عن الاجتماع، الذي يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران.

المصدر | الخليج الجديد + المصدر السياسي

  كلمات مفتاحية

هل عمقت الأجواء السورية العلاقات الروسية الإسرائيلية؟