بعد ساعات من بيان المجلس العسكري الانتقالي، الذي طالبها فيه بوقف العصيان المدني، أعلنت قوى "الحرية والتغيير" في السودان، الإثنين، استمرار العصيان المدني الشامل لليوم الثاني على التوالي.

ودعا "تجمع المهنيين السودانيين"، المحرك الرئيسي للاحتجاجات في السودان، الجماهير إلى "الاستمرار في وقف العمل في كافة المؤسسات والمرافق في القطاعين العام والخاص، وعدم دفع أي رسوم أو تعامل مع النظام السياسي الحاكم وعدم الانصياع لقوانينه".

وحثهم، في بيان، الإثنين، على الاستمرار في إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية والداخلية والكباري والمنافذ بالمتاريس، دون الاشتباك مع قوات الأمن السودانية.

وأكد أن مشاركة الجماهير السودانية في العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي العام، "مستمرة حتى إسقاط مجلس القتلة والمجرمين وميليشيات الجنجويد، ونقل مقاليد الحكم لسلطة مدنية انتقالية وفق إعلان الحرية والتغيير ميثاق ثورتنا المنتصرة".

وكان المجلس العسكري الحاكم في السودان، قد دعا في بيان، مساء الأحد، إلى إنهاء العصيان المدني، محملا قوى "الحرية والتغيير" مسؤولية تأزم الأوضاع في البلاد، ومتهما إياها باستغلال أحداث فض اعتصام القيادة العامة للجيش، الأسبوع الماضي، للتصعيد ضد المجلس وإنهاء المفاوضات التي كانت جارية لتسليم السلطة.

وأشار المجلس إلى أن قوى "الحرية والتغيير" كانت على علم بنوايا قوات الأمن القيام بما سماه البيان "حملة تنظيف"، في إشارة إلى أحداث فض الاعتصام، التي أودت بحياة 118 شخصا، وفق لجنة "الأطباء السودانيين".

وبدأت في السودان، الأحد، فعاليات عصيان مدني شامل دعت إليها قوى المعارضة، حيث نشر العديد من الناشطين والمغردين السودانيين صورا ومقاطع فيديو تظهر استجابة واسعة لدعوة المعارضة بخلو طرق رئيسية وشوارع من المارة، وبنوك ومؤسسات خدمية مغلقة، ومطارات متكدسة بحقائب العاملين نتيجة إضراب العاملين بها.

في المقابل نفى المجلس العسكري وجود تجاوب كبير في المؤسسات التابعة للدولة وغالبية مؤسسات القطاع الخاص مع دعوة العصيان الشامل، حسبما نقلت قناة "الحدث" السعودية عن مصادر بالمجلس.