بدعم إماراتي ومصري.. حفتر ينقل المعركة للمنشآت النفطية الليبية

الاثنين 10 يونيو 2019 03:06 م

قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" فتح جبهة جديدة في البلاد، تتضمن  تضليلا إعلاميا وحملات ضغط ودعاية بدلا من استخدام قوة السلاح.

وأوضحت، في تقرير لها، الإثنين، أن عملية السيطرة على العاصمة طرابلس تفلتت من يد "حفتر"، حيث لا تزال قواته عالقة في النواحي الجنوبية من العاصمة، لهذا قرر أن ينقل المعركة إلى حقول النفط والثروة النفطية.

وأضافت أن "مصطفى صنع الله"، مدير الشركة الوطنية الليبية للنفط ـ حارسة ثروة ليبيا من النفط – واع للرهانات والقتال على 1.2 مليون برميل نفط تنتجه البلاد كل يوم.

وقال "صنع الله" في مقابلة مع "التايمز" إنه "لو تم تقسيم القطاع النفطي فستتدمر ليبيا".

وأضاف أن "الشركة الوطنية للنفط هي الصمغ الذي يجمع البلد، وعلينا القتال من أجل بلدنا ووحدته. ولو تمزق البلد فسيتحول لمجتمع ريفي وليس بلد".

وتتمتع شركة النفط التي لا تتحزب لطرف، بحماية من قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ويتم الرقابة عليها بشكل دقيق، وهي الجهة الوحيدة في البلد ذات الصلاحية لتصدير النفط الخام وتوزيع العائدات منه على البلاد.

لكن قوات "حفتر" تسيطر على معظم المنشآت النفطية في البلاد بشكل دفع حلفاءه داخل ليبيا إلى الدعوة لكسر احتكار شركة النفط الوطنية، والسيطرة على عملية تصدير النفط الخام في المناطق الخاضعة لهم.

إلا أن "صنع الله" والمحللين الدوليين حذروا من أن سيناريو كهذا يحول الحرب الأهلية إلى نوع جديد من النزاع وهي الحرب على النفط، التي تتصاعد منذ الإطاحة بنظام "معمر القذافي" عام 2011.

وحذر قائلا: "لو تم كسر الاحتكار فسيطول أمد النزاع وستنقسم البلاد أكثر" و"سيستخدمون المال لتغذية الحرب".

وفي تقييم أعدته الشركة عن السيناريوهات الخطيرة الناجمة عن تشرذم ليبيا ورد فيه أن النزاع سيتصاعد ويتوقف إنتاج النفط وارتفاع سعر النفط العالمي، مما سيترك آثاره على البلاد التي تشكل الثروة النفطية 95% من صادراتها.

وزادت مخاوف كسر احتكار شركة النفط الليبية بعد اتصال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مع "حفتر" في 15 أبريل/نيسان لمناقشة الرؤية المشتركة لمستقبل ليبيا.

وجاءت مكالمة "ترامب" بعد 10 أيام من هجوم "حفتر" على العاصمة.

وأضعفت مكالمة الرئيس تصريحات المسؤولين في إدارته الذين عبروا عن دعم الحكومة الشرعية في طرابلس وأدت إلى فشل مشروع قرار في مجلس الأمن دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

 وتقول الصحيفة إن انهيار الدعم المفاجيء لحكومة طرابلس المعترف بها تزامن مع جهود "حفتر" والحكومة الموازية في طبرق التي تنافس طرابلس لبيع النفط الخام خارج سيطرة الشركة الوطنية وبسعر مخفض.

وقال "صنع الله": "لقد وقعوا عقودا مع شركات لبيع النفط بسعر 55 دولارا للبرميل وأقل من السعر المعترف به"، مضيفا أن بعض هذه الشركات موجودة في دبي بالإمارات ومصر وهما الدولتان الداعمتان لـ"حفتر" بشكل رئيسي.

وتعرض "صنع الله"، لحملة تشويه في المناطق التابعة لـ"حفتر" ووصف بالإرهابي، واتهمته حكومة طبرق الموازية، الشهر الماضي، بأنه يقوم بحرف موارد النفط لشراء السلاح. وهي تهمة لا أساس لها، بحسب "تايمز".

وقال "صنع الله": "شركة النفط الوطنية غير متحزبة وهي الحارس لنفط البلد، مضيفا أن الاتهامات هي جزء من حملة تضليل ضخمة تقوم بها مؤسسات موازية وتستخدم  كأساس لتقسيم البلاد".

وبحسب الصحيفة فإن "حفتر" وبعد شهر من مكالمة "ترامب" معه بحث عن خدمات شركة "ليندن غفرمنت سلويوشنز" ومقرها هيوستن لتقديم "خدمات استشارية استراتيجية وتخطيط" وستحصل الشركة على مليوني دولار لقاء خدماتها على مدى 13 شهرا.

وتمت عملية عسكرة وحملة ضغط في مناطق النفط بعدما سيطرت قواته على قاعدة جوية في ميناء السدر النفطي. وتعرض عمال النفط لحملة استفزاز من قوات "حفتر"، فيما تم اعتقال رئيس اتحاد عمال النفط لمدن ثلاثة أسابيع "سعد الفاخري" قرب بنغازي.

ويرى "صنع الله" أن هناك حاجة لتحذير العالم من الكارثة التي تلوح بالأفق "علينا أن ننشر الوعي الناس بالوضع الذي نواجهه، مشيرا إلى أن ليبيا لديها أربع مناطق لإنتاج النفط وكلها عرضة للفوضى من هذا الجانب أو ذلك الطرف، لهذا السبب يجب علينا وقف إطلاق النار والحرب وأي شخص يقدر بلدنا وانتاجها للنفط أن يقف ضد الحرب".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السيطرة على النفط.. معركة الإمارات الخفية في ليبيا