بدء سباق رئاسة حزب المحافظين البريطاني لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة

الاثنين 10 يونيو 2019 07:06 ص

بدأ الإثنين السباق على خلافة رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" مع مهاجمة العديد من المرشحين منافسهم الأوفر حظا "بوريس جونسون" بسبب تصريحاته بشأن "بريكست"، واعتراف مرشح آخر بأنه تعاطى الكوكايين.

وأمام المتنافسين على منصب رئيس حزب المحافظين حتى الساعة 16.00 ت غ لتقديم ترشيحاتهم بعد استقالة "ماي"، الجمعة.

وترؤس الحزب يعني تلقائيا ترؤس الحكومة، لأن هذا المنصب يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم.

وستكون مهمة رئيس الوزراء الجديد إنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح "ماي" في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 مارس/آذار، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول.

وبدأ العديد من المرشحين حملتهم بمهاجمة استراتيجية "بوريس جونسون" في ملف بريكست.

وأكد أحدهم؛ وزير الخارجية "جيريمي هنت" الطابع "الجدي" لترشحه في مواجهة "جونسون" المعروف بارتكاب الأخطاء.

وقال "هانت" الذي حظي بدعم وزيرة الدفاع الرافضة لـ"بريكست" "بيني مورداونت"، إن الزعيم الجديد لحزب المحافظين عليه أن يتقن "فن التفاوض، وليس فن الخطاب الفارغ من أي مضمون".

بدوره، اعتبر "دومينيك راب" الوزير السابق لـ"بريكست" وأحد أشد المدافعين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي أنه "لن نحقق بريكست بثرثرات".

والترشح الجدي يراهن عليه أيضا وزير البيئة "مايكل غوف"، لكن صدقيته باتت على المحك حين أقر بأنه تعاطى الكوكايين مع تأكيده علنا أنه ضد استخدام هذا المخدر.

وهدّد "جونسون" نهاية الأسبوع في مقابلة مع صحيفة "صانداي تايمز"، بعدم دفع فاتورة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين 40 و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.

وردت أوساط الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، الأحد، إن "عدم تنفيذ موجبات الدفع، هو عدم احترام للالتزامات الدولية الموازي للتخلف عن سداد ديونها السيادية، مع عواقب نعرفها".

ويعد "جونسون" أيضاً بخفض الضرائب للبريطانيين الذين يجنون أكثر من 50 ألف جنيه (56 ألف يورو)، في إجراء تُقدّر كلفته بـ9.6 مليار جنيه (10.8 مليار يورو) سنوياً وسيتمّ تمويله بشكل جزئي من مدخرات الحكومة لاحتمال حصول بريكست من دون اتفاق، حسب ما ذكرت صحيفة "التلغراف"، الإثنين.

وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم "جونسون" نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب "بريكست" الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض.

وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة، فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من يونيو/حزيران الجاري، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18% من الأصوات.

وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ "بريكست" بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في يونيو/حزيران 2016 الذي صوت 52% من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.

إعادة التفاوض؟

قال أستاذ السياسة في جامعة ماري كوين في لندن، "تيم بيل" لـ"فرانس برس"، إن "بوريس جونسون قادر على الفوز في الانتخابات لأنه يعرض على أعضاء الحزب ما يريدونه، بريكست بلا اتفاق"، وأضاف أن "نجاحه في ذلك هو قضية أخرى".

وفي عطلة نهاية الأسبوع، أكد "هانت" أنه "واثق تماما من أنه إذا تبنينا الأسلوب الصحيح في هذا الشأن، فإن الأوروبيين سيكونون مستعدين للتفاوض"، مستندا في ذلك إلى حديث يقول إنه أجراه مع المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل".

وكررت الدول الـ27 أنها لن تغير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني بين لندن والمفوضية ورفضه النواب البريطانيون 3 مرات.

وسيجري النواب المحافظون سلسلة عمليات تصويت يستبعدون خلالها المرشحين الواحد تلو الآخر، إلى أن يبقى منهم اثنان، وعندها يكون على أعضاء حزب المحافظين الذين يبلغ عددهم 160 ألف ناشط، اختيار الفائز الذي سيتولى مهامه رسميا على رأس الحكومة قبل نهاية يوليو/تموز، على أن تقود "ماي" المرحلة الانتقالية حتى ذلك التاريخ.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية