هآرتس: أسباب مصر والأردن والمغرب للمشاركة في ورشة البحرين

الجمعة 14 يونيو 2019 09:06 ص

لا ينبغي قياس الأنباء الأخيرة، والمتعلقة بموافقة مصر والأردن على حضور ورشة البحرين الاقتصادية بمقياس الربح والخسارة، فهناك اعتبارات أخرى، خلاصتها أن تلك الدول العربية، ومعها السعودية والإمارات، تستخدم القضية الفلسطينية كساحة لـ"تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) لأسباب سياسية واقتصادية، لا علاقة لها بمصالح الفلسطينيين".

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه "تسفي برئيل"، بصحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، وأكد فيه أن مشاركة السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب، التي باتت مؤكدة، بمؤتمر البحرين، "من الجدير فحصها في سياق علاقات هذه الدول مع واشنطن وإسرائيل أكثر من كونها اختبارا للحماسة والمشاركة في حل المشكلة الفلسطينية".

وأبدى الكاتب استغرابه من الاحتفاء الإسرائيلي والأمريكي بموافقة القاهرة وعمان والرباط على حضور المؤتمر، دون معرفة مستوى التمثيل المتوقع لتلك البلدان، مع مراعاة أن الأردن يبدو أنه يحضر "على مضض" وليس عن قناعة، وأن بقية الدول، عدا السعودية والإمارات، لا توافق على تدمير حل الدولتين، كأبرز بند من بنود خطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن".

وعدد "برئيل" الأسباب "الحقيقية"، في رأيه، وراء موافقة الدول المشاركة بمؤتمر البحرين، على النحو التالي:

 

الأردن

 

يرى الكاتب أن السبب الحقيقي لمشاركة الأردن هو أن "عمان مرتبطة بالمساعدات الأمريكية، وأكثر من ذلك، لا يمكن للأردن أن يغيب عن أي لقاء يحتمل أن تتخذ فيه قرارات لها تأثير على مكانته، وموقعه في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين".

وأضاف أن الأردن يخشى من سيطرة السعودية على الأماكن المقدسة وإبعاده عن العملية السياسية في المنطقة. والأكثر خطورة من ذلك هو أن الخطة الاقتصادية يمكن أن تمنح الأردن مليارات الدولارات، ولكن هذه المساعدات يتوقع أن يكون لها ثمن سياسي كبير، ربما يتضمن الموافقة على استيعاب عشرات إذا لم يكن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، كجزء من جهود تحييد موضوع حق العودة، وفق قوله.

 

مصر

 

وقال "برئيل" إن مشاركة مصر في المؤتمر تعتبر جزءاً من نسيج العلاقات الوثيقة بين الرئيس "عبدالفتاح السيسي" ونظيره الأمريكي "دونالد ترامب".

وأضاف أن اعتماد القاهرة الاقتصادي على الرياض وواشنطن لا يسمح لها بإدارة ظهرها للمبادرة الأمريكية، بالإضافة إلى أن "السيسي" تلقى مليارات الدولارات من السعودية منذ انقلاب يوليو/تموز 2013، فضلا عن اهتمام القاهرة بالمساعدات السنوية التي تحصل عليها من الولايات المتحدة منذ التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد".

ولفت الكاتب إلى الدعم والضمانات التي منحتها الولايات المتحدة للقروض التي حصلت عليها مصر من صندوق النقد الدولي بمبلغ 12 مليار دولار، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبيرة التي ستمولها السعودية ودولة الإمارات.

كل هذا يجعل مصر حريصة على حضور المؤتمر، بحسب رأيه.

 

السعودية

 

أما عن السعودية، فقد رأى الكاتب أن الرياض لا تستطيع التخلف عن أية مبادة مصدرها الإدارة الأمريكية، في المقام الأول لاحتياجها الشديد لعلاقة مميزة مع هذه الإدارة، كضمان لعدم الإصابة بخسائر كبيرة جراء التصادم مع الكونغرس الأمريكي، الذي يرى أن السعودية ضالعة في مشكلات كبيرة بالإقليم، ويريد منع بيع الأسلحة لها.

ولفت "برئيل" إلى أزمة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" وأثرها على صورة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" داخل أروقة الساسة في واشنطن.

إضافة إلى ذلك، والكلام للكاتب، تعتبر السعودية الولايات المتحدة مرساة حيوية من أجل النضال ضد نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

لذلك، فإن الاستجابة لأي مبادرة سيطرحها "ترامب" هي ضرورة استراتيجية، سواء أثمرت عن حل سياسي أم لا، على حد قوله.

 

المغرب

 

وقال الكاتب إن هناك مصلحة للمغرب في الحفاظ على مكانتها كشريكة في الخطوات السياسية في المنطقة، وفي السابق، كانت شريكة في الوساطة بين (إسرائيل) والفلسطينيين، لكنها أيضاً دولة محتاجة من ناحية اقتصادية، والعلاقة الوثيقة مع أمريكا هي الضمانة الهامة لها لخلق حزام مالي من أجل أن تبقى على قيد الحياة.

وأشار "برئيل" إلى نقطة مهمة، وهي عدم تجاوب دول عربية أخرى مهمة مع المؤتمر، والأهم من ذلك عدم إبداء الاتحاد الأوروبي أيضا حماسا تجاه الأمر، حيث ترى بروكسل أن أي خطة لا تقترح حلاً سياسياً واقعياً وتناقض مبدأ حل الدولتين، هي خطة لا تستحق النقاش.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يشعر أن "ترامب" يريد منه أن يلعب دور الصراف للإنفاق على "صفقة القرن"، بعد دول الخليج، وهو يتحفظ على الأمر، لاسيما أن واشنطن لم تعلن عن مدى مساهمتها المادية في الاتفاق أيضا.

ويقول الكاتب إنه، حسب تقدير الرئيس الفلسطيني "محود عباس"، فإن الدول العربية المشاركة بورشة البحرين "تفضل الحفاظ على الوضع الراهن الذي يضمن لها الدعم الأمريكي، دون دفع مقابل سياسي على شكل الاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات معها، مثلما كان مطلوباً منهم فعله لو أن العملية السياسية وصلت في النهاية إلى اتفاق سلام".

وخلص "برئيل"، في نهاية تحليله، إلى أن "مؤتمر البحرين لا يمكن ولا ينوي أن يكون البديل عن المفاوضات السياسية، أو اقتراح حل سياسي يتجاوز المفاوضات، وأقصى ما يمكن أن يعتبره ترامب إنجازا هو الجهود الاقتصادية التي يريد إقامة الصفقة عليها، رغم أن العملية برمتها قد تدهورت بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وشرعية ضمها للجولان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية