دراسة جديدة: الصمت يحفز الدماغ وينمي الخلايا الجديدة

الجمعة 14 يونيو 2019 10:06 ص

في عصر أصبح من الصعب العثور فيه بسهولة على السلام والهدوء الحقيقي، اتضح أن هناك أدلة على أن للهدوء أهمية أكبر بكثير من مجرد تحقيق مشاعر إيجابية للإنسان.

ومن المعروف أن كثرة الضوضاء ليس بالأمر الجيد بالنسبة لأدمغتنا أو أجسامنا، فقد ربطت الكثير من الأبحاث التلوث الصوتي بارتفاع ضغط الدم، وقلة النوم، وأمراض القلب.

وأدت هذه النتائج إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الطويلة الأمد للضوضاء، وخلال ذلك، وعن طريق الصدفة تقريبا، اكتشف العلماء الذين يدرسون الضوضاء فوائد غيابها.

وكشفت مقالة تم نشرها مؤخرا في مجلة "Nautilus" بالتفصيل، الآثار الإيجابية التي يمكن أن يوفرها الصمت لأدمغتنا، حيث قام الصحافي "دانيال غروس" بمراجعة العديد من الدراسات التي أجراها الباحثون لدراسة تأثير الأنواع المختلفة من الأصوات، مثل الموسيقى والأصوات القصيرة المتقطعة، والضجيج الأبيض.

واكتشف الباحث أن نتائج الصمت من بين جميع أنواع الأصوات التي تمت دراستها كانت هي الأكثر إثارة للاهتمام، وفيما يلي بعض الفوائد التي كشفت عنها هذه البحوث:

 

تنمية خلايا دماغية جديدة

وعند تعريض مجموعة من الفئران لمجموعة مختارة من الأصوات، كانت أستاذة عالم الأحياء التجددية في جامعة ديوك "إيمكه كيرست"، تحاول معرفة أيا من هذه الأصوات يمكن أن تحفز تشكل الخلايا الدماغية الجديدة، وكانت تستخدم الصمت كتقنية ضابطة.

ووجدت "كيرست" بأن قضاء ساعتين من الصمت يوميا ساهم في تشكل خلايا جديدة في منطقة تلفيف الحصين، وهو الجزء الرئيسي من الدماغ المرتبط بالذاكرة، وعند مراجعة النتائج، خلصت "كيرست" إلى أن الصمت كان يمثل خروجا غريبا عن القاعدة لأنه زاد من اليقظة لدى الفئران.

وبحسب "كيرست"، فقد تبين بأن الصمت يساعد حقا الخلايا المولّدة حديثا على التمايز والتحول إلى خلايا عصبية والاندماج في النظام العصبي.

 

تفعيل ذاكرة الدماغ

وحتى عندما يكون العالم هادئا تماما حولنا، فإن أدمغتنا تعمل بشكل جيد للغاية في ذلك الصمت، على سبيل المثال الاستماع إلى أغنيتك المفضلة، فإذا ما توقفت الأغنية فجأة في منتصفها، وكنت تعرفها بشكل جيد، فإنك ستستمر بالاستماع إلى الأغنية في رأسك.

ومن خلال استرجاع موسيقى الأغنية وكلماتها، يقوم العقل بخلق وهم صوتي، وهذا يرجع إلى أن نشاط القشرة السمعية في المخ يبقى كما هو، فحتى وإن لم يتم تحفيز الأذنيين عن طريق الأصوات الخارجية، فإن الدماغ يجد دائما طريقة للبقاء بحالة نشطة.

 

تشجيع التفكير الذاتي

في حال عدم وجود محفزات وإلهاء، لا يكون الدماغ بحاجة للتركيز، لذلك فإنه يدخل في حالة من الفرز الافتراضي، وهذا لا يعني أنه يتوقف عن العمل، بل في الواقع فإن العكس هو الصحيح، فالعقل في حالة الراحة يستمر في فرز وجمع المعلومات، وهنا يأتي دور التفكير الذاتي.

ويجبر التحفيز السمعي، الدماغ على معالجة الأصوات والاستماع إلى ما يدور من حولك، ولكن دون وجود ضجيج خارجي، يتم توجيه الدماغ للاستماع إلى ما يجري داخله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية