ألغى "مجلس الدولة البلجيكي" (أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد)، الجمعة، تراخيص حصلت عليها شركتين محليتين لتصدير أسلحة إلى السعودية.

وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن سبب الإلغاء هو "عدم الوفاء بمعايير مراقبة تصدير الأسلحة واستيرادها ونقلها"، و"انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية".

وطال القرار شركتي "FN Herstal" و"CMI" اللتين تقعان في مقاطعة "والونيا" البلجيكية.

كانت منظمات حقوقية دولية استنكرت كشفت استخدام السعودية للأسلحة والذخيرة التي تستوردها من بلجيكا في حربها باليمن؛ ما أوقع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

وأعلنت حكومة مقاطعة "والونيا" وقف تصدير الأسلحة إلى السعودية عقب مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول، 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. إلا أن وسائل إعلام بلجيكية كشفت أن "والونيا" صدرت معدات عسكرية إلى السعودية في 3 مناسبات خلال 2019.

وفي بلجيكا تملك السلطات التنفيذية في المقاطعات، وهي "فلاندر" و"والونيا" و"بروكسل"، صلاحية منح منتجي الأسلحة والمعدات العسكرية إجازات تصدير.

وفي "والونيا" وحدها تتركز ثلاثة أرباع الوظائف في قطاع صناعة الأسلحة البلجيكية، وفي هذه المنطقة تتسم عمليات تصدير الأسلحة إلى السعودية، أحد أكبر الزبائن، بحساسية خاصة. وتتمركز في المنطقة مجموعتا إنتاج الرشاشات الثقيلة والبنادق الهجومية "إف إن هرستال".

وفقا لبرلمان "والونيا"، كانت السعودية أكبر مستورد للأسلحة البلجيكية. ففي عام 2015، اشترت الرياض 60% من جميع الأسلحة المصنوعة في "والونيا"، بما مجموعه قيمتها أكثر من 575 مليون يورو. 

وفي 11 مايو/أيار الماضي، عبر وزير الخارجية والدفاع البلجيكي "ديدييه رينديرز" عن اعتقاده بأنه "سيكون من الجيد تعليق عقود بيع الأسلحة إلى السعودية"؛ بسبب شكوك حول استخدامها بالحرب في اليمن.

وتجاوب الوزير الذي يترأس منطقة "والونيا" في بلجيكا "ويلي بورسوس" مع دعوة "رينديرز".

وتتصدر ألمانيا والدنمارك دولا أوروبية أوقفت بيع السلاح للسعودية، على خلفية اغتيال "خاشقجي"، وما يثار حول حول ارتكاب التحالف العربي جرائم حرب في اليمن.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا يضم الإمارات لدعم حكومة الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" ضد المتمردين الحوثيين، الذين سيطروا على مناطق شاسعة في البلد الفقير.

وأسفرت الحرب منذ ذلك الحين عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، وفقا لمختلف المنظمات الإنسانية التي تشجب بانتظام مبيعات الأسلحة للسعودية وشريكتها الإمارات.