فيديو.. موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يرتل القرآن

الاثنين 17 يونيو 2019 03:06 م

ظهر مقطع فيديو نادر للمطرب والملحن المصري الراحل "محمد عبدالوهاب" وهو يرتل آيات من سورة الضحى، وذلك بعدما اشتهر بأغانية وألحانه الرومانسية، ومشاركته في عدد من الأفلام الكلاسيكية الخالدة في السينما المصرية.

وتتلمذ "محمد عبدالوهاب" على يد الشيخ "علي محمود" وأنه، في بداياته الأولى، التحق بـ"بطانة" الشيخ (أي الكورس أو الجوقة أو المرددين) التي كانت تضم أعلاما في قراءة القرآن، كان منهم الشيخ "كامل يوسف البهتيمي" وفي الإنشاد والابتهال، وإن كانوا قراء أيضا، ومنهم الشيخ "محمد الفيومي" والشيخ "طه الفشني".

وفي مقال للكاتب "محمد القدومي" على موقع "الجزيرة مباشر، قال إن "محمد عبدالوهاب" (31 من مارس/آذار 1903 ــ 4 من مايو/آيار1991) رغم نشأته لم يشارك في أي عمل إسلامي، ولا قدم إلا ابتهال "أغثنا أدركنا يا رسول الله" نصف المعروف ونصف الشائع، من كتابة "حسين السيد" 1968، ودعاء "لبيك اللهم لبيك" الذي لا يكاد ألا يعرفه أحد، وكتبه "أحمد شفيق كامل"، عام 1988.

أما الآثار الصوتية النادرة التي تشهد بأن "عبدالوهاب" لم يكن على هذا النحو دائما، فيرجع الفضل في أكثرها إلى ماكينة تسجيل الأسطوانات، التي اشتراها الكاتب الصحفي "محمد التابعي" في أربعينيات القرن العشرين بنحو 150 جنيها، أي بنصف ثمن سيارة فاخرة، وكان يسجل بها جلساته الخاصة، ومنها احتفاله بعيد ميلاده في 21 من أبريل/نيسان كل عام، بحضور كوكبة من نجوم المجتمع والفنانين، ومنهم صديقه المقرب "محمد عبدالوهاب" الذي كان عليه أن يترنم بصوته المجرد، وكثيرا ما كان يلجأ إلى قصائد وتواشيح الشيخ "علي محمود" التي تلقاها عنه في صباه الباكر.

وكان "عبدالوهاب" في بطانة الشيخ "علي محمود"، وكان في مستهل صباه يرتدي الزي الأزهري، كما تشهد بذلك صورة تجمعه و"سعد زغلول" و"أحمد بك شوقي"، بل إنه كان يعرف بـ"الشيخ محمد عبدالوهاب"، ولم تكن التسمية خاصة به.

وفي الجيل الذي سبقه مباشرة كان كل مطرب شيخا، يحفظ القرآن، ويكتسب صوته الدربة على مراقي التجويد وأصول الإنشاد، ويحتفظ بلقبه وإن احترف الغناء، مثل: "سلامة حجازي، عبده الحامولي، عبد الرحيم المسلوب، أبو العلا محمد، زكريا أحمد، سيد درويش".

إلا إن لم يكن مسلما فهو "الخواجة" مثل الخواجة "زكو موردخاي" المعروف بـ"زكي مراد" وهو والد "روكسان وموريس"، اللذين أصبحا "ليلى" و"منير مراد".

لعاوة على أن "عبدالوهاب" تلقى القرآن صغيرا، فوالده هو الشيخ "محمد أبو عيسى" المؤذن والقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية، الذي ألحق ابنه "محمد" بكتّابه، وأراد أن يلحقه بالأزهر ليخلفه في وظيفته، لكن هذا الطريق لم يصل إلى أبعد من الكتاب، الذي حفظ فيه "محمد عبد الوهاب" عدة أجزاء من القرآن.

وغير بعيد من حي "باب الشعرية" ولد أيضا الشيخ "علي محمود" أحد كبار قراء القرآن وإمام المنشدين وأجمل الأصوات التي رفعت الأذان، وذلك سنة 1878 في حارة درب الحجازي، بكفر الزغاري التابع لقسم الجمالية في حي الحسين بالقاهرة.

وقد أصيب في حادث وهو طفل أفقده بصره، فاكتفى من التعليم بحفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم احترف قراءته، ووضعته موهبته الصوتية الباذخة إماما للمنشدين، كما عين مؤذنا لجامع الحسين.

وحين رحل في 21 من ديسمبر/كانون الأول 1946 خلفه في رفع الأذان، من فوق مئذنة الحسين، تلميذه وعضو بطانته الأكثر شهرة ـآنذاك- الشيخ "محمد الفيومي" وهي خلافة تبدو "تحصيل حاصل"، واستكمالا لما كان يجري في حياة "علي محمود" الذي كان ينيب "الفيومي" في الأذان إذا عرض له عارض.

ومع ذلك، تشير العديد من المراجع إلى أن "الفيومي" تم اختياره بناء على مسابقة أجرتها وزارة الأوقاف، وهو ما يعارضه الكاتب "القدوسي".

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة مباشر

  كلمات مفتاحية