إندبندنت: محكمة مرسي "قتلته عمدا" بتركه 20 دقيقة مغشيا عليه

الثلاثاء 18 يونيو 2019 01:06 م

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ما قالت إنه تعمد من السلطات المصرية ترك الرئيس الأسبق "محمد مرسي" فاقدا للوعي داخل قفص محاكمته، مساء الإثنين، حتى توفي بسبب عدم التدخل وإسعافه في الوقت المناسب.

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان حضروا لحظات وفاة "مرسي" إن حراس المحكمة من الشرطة المصرية تركوا "مرسي" ممدا على الأرض في غيبوبته داخل قفص المحاكمة، لأكثر من 20 دقيقة، رغم صراخ مرافقيه داخل القفص، وطلبهم المساعدة في إسعافه.

وقالت إن "مرسي"، الذي كان يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد، انهار بعد أن تحدث خلال جلسة إعادة محاكمته في إحدى القضايا.

وأوردت الصحيفة شهادة "عبدالله الحداد"، الذي كان والده وشقيقه يحاكمان إلى جانب "مرسي"، الإثنين، أنهما أخبراه أن هيئة المحكمة والحراس لم يتحركوا ولم تبد عليهم علامات الانزعاج، عندما كان "مرسي" فاقدا للوعي، ومن حوله يصرخون طالبين المساعدة.

وأضافا أنه "تم تركه راقدا لفترة حتى أخرجه الحراس، ووصلت سيارة إسعاف بعد 30 دقيقة، على الأقل، وكان المعتقلون الآخرون أول من لاحظ انهياره، وبدأوا في الصراخ".

وأكدا أن بعض المعتقلين، وهم أطباء، طلبوا من الحراس تمكينهم من الدخول إلى "مرسي" لمحاولة إسعافه بشكل أولي وسريع، لكن طلبهم قوبل بالتجاهل.

واعتبر الشاهدان أن "إهمال مرسي في تلك اللحظات كان متعمدا"، وأن أول ما فعله حراس المحكمة بعد صراخ المعتقلين بسبب سقوط "مرسي"، هو المبادرة بإخراج أفراد عائلته والمحامين من قاعة المحكمة.

وقال "الحداد" إنه يخشى الآن على أبيه، الذي قال إنه حُرم من إجراء جراحة بالقلب، رغم معاناته من 4 نوبات قلبية منذ اعتقاله.

وأوضحت "الإندبندنت" أن ناشطا آخر، وهو صديق لبعض المعتقلين المرافقين لـ"مرسي"، أيد تلك الأقوال، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته، لأسباب أمنية.

وقال ذلك الناشط إنه بعد حوالي 10 دقائق من توقف "مرسي" عن الكلام سقط، وبدأ الناس داخل القفص يدقون على جدرانه قائلين إنه فاقد الوعي، وأنهم بحاجة إلى المساعدة.

وأضاف: "أخبرتني العائلات التي كانت هناك أن الشرطة لم تفعل أي شيء لأكثر من 20 دقيقة رغم الصراخ.. لقد تركوه ممدا هناك، قبل أن تشرع الشرطة في إخراج العائلات من المحكمة، في الوقت الذي وصلت فيه سيارة الإسعاف".

وأيد هذه الشهادة، أيضا، وزير التعاون الدولي المصري الأسبق "عمرو دراج"، حيث قال لـ"الإندبندنت" إن الرئيس السابق بقي فاقدا للوعي على أرضية قفصه لمدة تصل إلى نصف ساعة، وأنه لم يتلق التدخل الطبي  المناسب في مثل تلك الحالات.

ولفت "دراج" إلى أنه لم يكن هناك فحص مستقل لجثمان "مرسي"، وأن أفراد عائلته ومحاميه حرموا من الاطلاع على تقرير تشريح الجثة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن النائب العام المصري بادر إلى رفض تلك المزاعم، وزعم أن "مرسي" تم نقله إلى المستشفى على الفور.

وقالت "الإندبندنت" إن وزارة الخارجية المصرية لم ترد على طلبها التعليق على هذه الاتهامات.

ولفتت الصحيفة إلى التقارير التي أصدرتها منظمات حقوقية بعد وفاة "مرسي"، والتي أكدت على ظروف احتجازه السيئة، وتحذيرات اللجنة المكونة من نواب بريطانيين من وجود خطر على حياته، العام الماضي، حيث قالت إن الرئيس المصري الأسبق كان محتجزا لمدة 23 ساعة يوميا بين جدران خرسانية مصمتة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية