واشنطن بوست: الوفاة الظالمة لمرسي تظهر مدى تدهور مصر

الأربعاء 19 يونيو 2019 12:06 م

تدهورت صحة الرئيس الأول والوحيد المنتخب ديمقراطيا في مصر، وسقط ميتا، الإثنين، داخل قفص زجاجي كان محتجزا فيه بقاعة محكمة بالقاهرة، حيث حضر آخر جلساته في سلسلة طويلة من المحاكمات المجحفة.

قدم "مرسي" خلال رئاسته لمصر أداء ضعيفا، قبل أن يتم الإطاحة به في انقلاب عسكري دموي من قبل الديكتاتور الحالي للبلاد "عبدالفتاح السيسي".

لكن سوء المعاملة الفادح التي تعرض لها "مرسي" على مدار السنوات الست الماضية يقدم دليلا واضحا لمدى تراجع حقوق الإنسان في بلد كان يطمح ذات يوم أن يضع المعايير السياسية للشرق الأوسط.

دُفع بـ"مرسي" في قلب الثورة الديمقراطية في مصر، بعد أن تم اختياره من قبل جماعة "الإخوان المسلمين"، الحركة السياسية الأكثر شعبية في البلاد كمرشح في الانتخابات الرئاسية عام 2012.

كمهندس كان لدى "مرسي" القليل من المهارات السياسية، رغم أنه فاجأ خصوم حركته الإسلامية بالسعي إلى علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحفاظ على معاهدة السلام بين مصر و(إسرائيل).

لجأ "مرسي" إلى الأساليب الاستبدادية لمواجهة المعارضة العلمانية وسلطة الجيش المترسخة، وكانت النتيجة مظاهرات شعبية حاشدة، الأمر الذي وفر ذريعة لانقلاب "السيسي" في يوليو/تموز 2013 والقمع الدموي الذي أعقب ذلك.

سجن "مرسي" مع عشرات الآلاف الآخرين، ومعظمهم مازالوا في السجن، وعلى مدى السنوات الست الماضي، تم احتجازه في الحبس الانفرادي، وسمح له برؤية عائلته 3 مرات فقط.

وتم تجاهل احتجاجاته، واحتجاجات المراقبين بأنه لم يكن يتلقى رعاية طبية مناسبة، بما في ذلك الرعاية الطبية اللازمة لمريض يعاني من داء السكري ومشاكل بالكبد.

وكشفت لجنة من محامين وسياسيين بريطانيين العام الماضي أن معاملته يمكن أن توصف بأنها "تعذيب"، وفي الوقت ذاته، خضع لمحاكمات متعددة في مجموعة من التهم الملفقة، آخرها التجسس.

مدافعون عن حقوق الإنسان، بما ذلك في الأمم المتحدة، دعوا إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاة "مرسي"، وهو أمر مستبعد لكن هناك حاجة ماسة لتنفيذه.

لكن قصة وفاة "مرسي" ربما تركز اهتماما كبيرا على فساد نظام "السيسي"، المدان في ارتكاب أسوأ سجل جرائم في حقوق الإنسان في تاريخ مصر المعاصر.

فبجانب وجود عشرات الآلاف من السجناء، تعرض الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو معارضي النظام للتعذيب أو القتل بشكل مباشر على يد قوات الأمن.

وتم تدمير الأحزاب السياسية العلمانية ومنظمات المجتمع المدني، التي عارضت "مرسي" في السابق، وتم إسكات الصحافة التي كانت تحظى بالتعددية يوما ما.

وسمحت الولايات المتحدة على الدوام بحدوث هذا السجل المروع في حقوق الإنسان، بمواصلة تزويد الجيش بـ1.3 مليار دولار من المساعدات السنوية، وفرض الكونغرس شروط حقوق الإنسان، فقط ليرى تنازلات من إدارة "ترامب".

الرئيس "ترامب" من جانبه استقبل "السيسي" في البيت الأبيض مرتين ووصفه أنه "رئيس عظيم"، وسيذكر التاريخ أن هذا الرئيس العظيم على وجه التحديد، أدار عملية موت ظالمة ووحشية لسلفه.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

بعد رحيل مرسي.. هل يتغير موقف الإخوان من السيسي؟

ذكرى انقلاب مصر.. هل تتعلم واشنطن دروس الربيع العربي المقبل؟