استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وحشية الأنظمة العربية من خاشقجي إلى مرسي

الأربعاء 19 يونيو 2019 01:06 م

وحشية الأنظمة العربية من خاشقجي إلى مرسي

لم يكن مرسي صديقا لإسرائيل أو أمريكا وموقفهما سلبي منه حيث دعم الفلسطينيين بمواجهة إسرائيل.

مثالان من وحشية وهمجية الأنظمة العربية التي تسيء لسمعة العرب وتؤدي إلى تحقير الأمة العربية من قبل الأمم الأخرى.

مفروض أن يحظى السجين بمعاملة إنسانية وفق معايير دولية ولا يجوز حجزه انفراديا لمدة طويلة أو منع الزيارة عنه أو الدواء أو الغذاء.

ستمضي قضية مرسي إلى النسيان ولن نشهد تحقيقا دوليا بأسباب وفاته، وإصرار الحكومة المصرية على منع الرعاية الكافية عنه.

*     *     *

لم ينس العالم بعد قتل الصحافي العربي جمال خاشقجي، ولم تختف صورة الوحشية التي مارسها ابن سلمان، أبومنشار في قتله، حتى ظهرت وحشية جديدة في تغييب مرسي وإنهاء حياته.

هذان مثالان من وحشية وهمجية الأنظمة العربية التي تسيء لسمعة العرب وتؤدي إلى تحقير الأمة العربية من قبل الأمم الأخرى. والآن تتسلم وسائل الإعلام العربية فضيحة جديدة تتولاها أنظمة عربية ضد حقوق الإنسان، وضد كل القيم الإنسانية.

والمسألة ليست دفاعا عن جماعة أو شخص، وإنما هي دفاع عن مبدأ يتم انتهاكه على الدوام، ويكرس تخلف الأمة العربية وجهالتها.

مرسي، رحمه الله، أول رئيس مصري منتخب في انتخابات ديمقراطية حرة ووحيدة في التاريخ المصري تم زجه في السجن على يد من وثق به ونصبه على رأس العسكرية المصرية وبإهمال كبير، وبدون أدنى احترام.

لم يحترم الانقلابيون التاريخ المصري، ولا رأي الشعب المصري الذي انتخب ولا نتائج الانتخابات، ولا مكانة رئيس الجمهورية أو حتى المكانة الشخصية لسجين.

كانت هناك مآخذ على أداء الرئيس مرسي، لكن هذا لا علاقة له بكيفية التعامل مع سجين. من المفروض أن يحظى السجين بمعاملة إنسانية وفق المعايير الدولية.

ولا يجوز حجزه انفراديا لمدة طويلة أو منع الزيارة عنه أو الدواء أو الطعام الذي يمكن أن توفره عائلته. تم حرمان مرسي بقسوة من حقوقه كسجين، وليس من الخطأ القول إن ظروف اعتقاله سرعت في تدهور وضعه الصحي ولياقته الجسدية.

هناك من يطالب الآن بتحقيق دولي في قصية مرسي. مرسي ليس الحريري، وليس الخاشقجي. لم يكن مرسي صديقا لإسرائيل أو الولايات المتحدة، وكان للدولتين موقف سلبي منه من حيث أنه قدم دعما بطريقة أو بأخرى للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وكان حريصا على دعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل.

كان للحريري من يدافع عنه، ويعمل بجهد كبير على إدانة سوريا وحزب الله بقتله، فتشكلت لجنة دولية للتحقيق في اغتياله.

أما خاشقجي فكان له من يبكيه في الولايات المتحدة فبقيت قضيته حية على الرغم من موقف الرئيس الأمريكي المتحايل.

ستمضي قضية مرسي إلى النسيان ولن نجد على الساحة الدولية تحقيقا بأسباب وفاته، وإصرار الحكومة المصرية على عدم تقديم الرعاية الكافية له.

قضية مرسي هي فقط في عهدة الشعب المصري الذي انتخب.

* د. عبد الستار قاسم كاتب وأكاديمي فلسطيني

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية