توتر أمريكا وإيران.. التصعيد تكتيك خامنئي والوقت لصالح ترامب

الجمعة 21 يونيو 2019 04:06 ص

لماذا يبدو سلوك إيران مائلا باتجاه التصعيد في أحداث التوتر الجارية بمنطقة الخليج بينما تميل الولايات المتحدة إلى التمهل؟.

سؤال أجاب عنه محرر الشؤون الأمنية بصحيفة "واشنطن بوست"، "ديفيد إغناتيوس" بأن كلا من الطرفين "لديه قواعد لعب مختلفة، تمليها اهتماماته وموارده وقدرته على مواصلة العمليات".

وأوضح "إغناتيوس"، في مقال نشره بالصحيفة الأمريكية، الخميس، أن المتغير الأكثر أهمية في المواجهة الحالية بالخليج هو عنصر "الوقت"، فبينما تريد إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لعب لعبة تستغرق وقتا طويلا، عبر خنق إيران تدريجيا بالعقوبات، تحتاج إيران إلى لعبة قصيرة المدى قبل أن تصبح قبضة الولايات المتحدة حول رقبتها قاتلة.

فإيران لا تستطيع الخروج من لعبة الخنق الاقتصادي الأمريكي دون خلق أزمة تستدعي التدخل الدولي، كأن تشن هجوما يتسبب في قتل أمريكيين ويؤدي إلى انتقام قاس من جانب الولايات المتحدة.

في المقابل، لا تريد إدارة "ترامب" مثل هذه الحرب حتى الآن على الأقل؛ لأن مسؤوليها يعلمون أنه مع كل يوم من العقوبات تصبح إيران أضعف.

لكن كيف يمكن إنهاء هذا الوضع إن لم يكن بصراع مفتوح؟ هذا هو السؤال المقلق للاستراتيجيين في واشنطن، إذ عرضت الولايات المتحدة على إيران المفاوضات (لكن ليس بعد تخفيف العقوبات) عبر رئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي"؛ وهو ما قابله المرشد الإيراني الأعلى "علي خامنئي" بالرفض.

ورغم ذلك، يبدو أن كلا الجانبين يتصرف بقدر من العقلانية حتى الآن، على أمل الحصول على أهدافه دون صراع عسكري واسع لا يريده كل منهما، وهو ما اعتبره "إغناتيوس" مطمئن إلى حد ما، لكنه نوه إلى أن "خطر سوء التقدير لا يزال كبيرا" خاصة مع تبني إيران لتكتيك التصعيد.

هجمات وتريث

فإيران، التي كانت تخطط لانتظار "ترامب" بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي، قررت تغيير مسارها بعد قرار إدارته بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية وفرض عقوبات تستهدف تصفير صادرات طهران من النفط.

واعتمد المسار الإيراني الجديد على عمليات عسكرية يمكن التنصل من مسؤوليتها عبر تنفيذها من خلال "وكلاء"، حيث هاجم "الحوثيون" في اليمن خطوط أنابيب النفط السعودية ومطارات المملكة المدنية ومحطات الطاقة وأهداف أخرى.

وانتقل الإيرانيون إلى مرحلة أعلى من التصعيد، الخميس، بإسقاط طائرة أمريكية مسيرة قرب مضيق هرمز، لكن هذه التكتيكات المحدودة لم تجبر الولايات المتحدة على التراجع عن استراتيجية كسب الوقت.

فبعد هجمات الأسبوع الماضي على ناقلتي نفط بخليج عمان، حرص "ترامب" على التقليل من شأنها عبر وصفها بأنها حوادث "صغيرة للغاية"، إذ لا يريد الرئيس الأمريكي حرب إطلاق نار؛ لأنه يشن بالفعل حرب اقتصاد ناجحة للغاية.

ولذا توقع "إغناتيوس" أن تكتفي الولايات المتحدة، في ردها على إسقاط الطائرة المسيرة، بإرسال مرافقين مقاتلات من طراز F-18 لمرافقة الطائرات المسيرة، واستبعد تقليص وزير الخارجية "مايك بومبيو" لقائمة الشروط الأمريكية لرفع العقوبات عن إيران، والمكونة من 12 نقطة.

فالقائمة التي تشمل وقف جميع أشكال تطوير القدرات النووية والأنشطة المعادية للأذرع التي تعمل لصالح إيران بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وأفغانستان، هي في الأساس دعوة للاستسلام، حسب رأي "إغناتيوس".

ولذا تساءل محرر الشؤون الأمنية بـ"واشنطن بوست": "لماذا يستقر (بومبيو) على قدر أقل من الإذلال الإيراني طالما أن الوقت يعمل لصالحه؟".

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية