محمد مرسي.. الصديق الحقيقي للفلسطينيين في غزة

السبت 22 يونيو 2019 01:06 م

أثار الموت المفاجئ للرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي" صدمة في قطاع غزة؛ حيث فقد الفلسطينيون قائدًا اهتم بهم وساعدهم.

واعتبره الكثيرون مسؤولا أخلاقيا عن هذه المنطقة الجغرافية المتاخمة لمصر، وتُرجمت هذه المسؤولية إلى تغييرات سياسية عملية وإيجابية.

ويشعر الفلسطينيون في غزة أن "مرسي" دفع ثمنا لمواقفه السياسية والأخلاقية لصالحهم، رغم فترة رئاسته التي استمرت أقل من عام؛ فهم يدينون له دعوته لرفع الحصار الإسرائيلي الظالم عنهم. ولم تكن كلماته مجرد كلمات؛ فقد أمر "مرسي" السلطات المصرية بفتح دائم لمعبر رفح، بوابة الفلسطينيين في غزة إلى العالم الخارجي.

خلال فترة حكم "مرسي"، خُفف الحصار الإسرائيلي، وتمكن الكثيرون من أهالي غزة من السفر عبر معبر رفح دون عقبات. تم تخفيض ما يعرف بـ"القوائم السوداء".

دعم "مرسي" لم ينته عند هذا الحد. خلال فترة رئاسته، زادت التجارة بين غزة ومصر، بعد سنوات من الرفض والحظر.

وفي سياق حروب (إسرائيل) المتكررة على غزة، قارن الفلسطينيون بين المواقف المصرية الرسمية عام 2008 في عهد المخلوع "حسني مبارك"، وفي عام 2012 تحت حكم "مرسي"، وفي عام 2014 في عهد الرئيس الحالي "عبدالفتاح السيسي". وكانت النتائج صعبة ومريرة ومؤلمة.

ولا يزال الفلسطينيون يتذكرون كيف أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيبي ليفني" الحرب على غزة أثناء زيارتها للقاهرة في عام 2008.

 وبعد ذلك بفترة وجيزة ، سقطت القذائف على غزة. قُتل وجرح الآلاف على مدار ثلاثة أسابيع، مع فشل مصر في اتخاذ موقف صارم ضد هذه الجرائم.

في حرب 2014 على غزة، أدى التدخل المصري إلى إطالة أمد الحرب التي استمرت أكثر من 50 يومًا. فقد أراد "السيسي" معاقبة حماس -الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين- ولم يوافق على وقف لإطلاق النار حتى قبلت الجماعات الفلسطينية المسلحة مطالب (إسرائيل).

وحسب شهادات عدد من القادة الفلسطينيين الذين كانوا يتفاوضون لوقف إطلاق النار في القاهرة، كان المسؤولون الإسرائيليون والمصريون يجلسون سويا على نفس الجانب من الطاولة، مع الوفد الفلسطيني المقابل لهم.

عندما تعلق الأمر بالحرب خلال عهد "مرسي"، كان الفلسطينيون يعرفون أن على (إسرائيل) اختبار مياه الرئاسة المصرية الجديدة، لمعرفة ما إذا كان سيتواصل تواطؤ نظام "مبارك" أم لا.

ثم جاءت المفاجأة. استغرق الهجوم الإسرائيلي أسبوعا واحدا فقط ، وجاء معه العديد من "المرات الأولى".

إذ كانت المرة الأولى التي ضرب فيها الفلسطينيون تل أبيب، والمرة الأولى التي وصل فيها وفد مصري رسمي إلى غزة في ذروة القصف الجوي، والمرة الأولى التي أعلن فيها رئيس مصري رفضه الهجوم الإسرائيلي حتى لو كان ذلك يعني إعادة النظر في اتفاقيات كامب ديفيد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها الفصائل الفلسطينية فوزها من قلب القاهرة.

ولهذه الأسباب، يعتقد الكثير من الفلسطينيين أنه بينما كان "مرسي" قادرا على وقف الحرب الإسرائيلية على الأرض، تم شن حرب أخرى سرا للإطاحة به.

أما بالنسبة للسياسة الفلسطينية الداخلية خلال عهد "مرسي"، فقد جعلها حوار جاد للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية أقرب إلى توقيع اتفاق مصالحة تاريخية. عرفت الفصائل أن القيادة المصرية لم تستغل التناقضات الداخلية.

اقترب "مرسي" من "حماس"، وشجع الحركة على الاستجابة لمطالبه على محمل الجد بإنهاء الانقسامات. قابلهم كثيرا في مصر، وغالبا في الغرف المغلقة لأجهزة المخابرات، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لرئيس مصري.

يشعر الفلسطينيون في غزة وكأنهم فقدوا قائدا أحبوه. أعلنوا هذا الأسبوع الحداد، وصلوا عليه، وتبادلوا صوره على وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد شهد عصره كرئيس، معارضة حقيقية لسياسات (إسرائيل) ضد الفلسطينيين، الذين سيتذكرونه دائما وهو ينادي من قفص زجاجي أثناء محاكمته: "لبيك يا غزة".

المصدر | ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية