ستراتفور: لماذا تراجعت أمريكا عن توجيه ضربة عسكرية لإيران؟

السبت 22 يونيو 2019 01:06 م

ربما تنجح استراتيجية "أقصى ضغط" من قبل الولايات المتحدة على إيران في قطع الصادرات النفطية للبلاد، وتضيق إمكانية حصول طهران على العمل الصعب، لكنها تحاصر طهران أيضا في ركن ضيق، ما يدفعها إلى الهجوم بقوة كآخر محاولة للبقاء. ومن المرجح أن تستمر حملة الانتقام الإيرانية، على الأقل حتى تنجح الولايات المتحدة في بناء رادع فعال ضد هذه الأعمال.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن الولايات المتحدة لا تزال تتمسك بضرب إيران ردا على إسقاط طائرة أمريكية دون طيار بواسطة صاروخ أرض جو تم إطلاقه من قبل الحرس الثوري الإسلامي.

وأعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في 21 يونيو/حزيران، أنه سمح مبدئيا بتوجيه ضربة عسكرية إلى 3 أهداف إيرانية، لكنه ألغى الضربة قبل 10 دقائق من الموعد المقرر لها، بسبب قلقه من الخسائر المحتملة في الأرواح، وفقا لزعمه. 

وتجنبت إيران الضربة الأمريكية المضادة في الوقت الحالي، ومن المؤكد أنها ستواصل استراتيجيتها الإقليمية العدوانية، مما يعني أن "ترامب" يواجه خطر مواجهة نفس الموقف مرة أخرى.

ماذا يعني ذلك؟

أصبح من الواضح جدا أن إيران قد أعادت تقييم استراتيجيتها تجاه الولايات المتحدة في الأسابيع الـستة الماضية. وبعد أشهر من ضبط النفس في مواجهة حملة الضغط الأمريكية، والانسحاب الأمريكي من خطة العمل الشاملة المشتركة، شرعت إيران مؤخرا في مسار عدواني شمل تدمير ناقلات نفط في خليج عُمان مرتين، ومحاولتين لإسقاط طائرات أمريكية بدون طيار، أحدهما كانت ناجحة.

وتقلل إيران الآن من التزاماتها النووية بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة. ولم تثمر جهود طهران للرد على الحملة الأمريكية حتى الآن سوى استجابة أمريكية صامتة.

وبدلا من الرد المادي، وعدت الولايات المتحدة بمزيد من العقوبات ضد إيران، وأكدت عزمها على نشر المزيد من الأصول العسكرية في المنطقة.

وبعد الهجوم الثاني على الناقلات في 13 يونيو/حزيران، أشار "ترامب" إلى أنه لم تكن أي من الناقلات سفينة أمريكية، واقترح أن يكون الخط الأحمر للولايات المتحدة هو استهداف المصالح الأمريكية، العسكرية أو التجارية، بشكل مباشر.

ومع عبور الخط الأحمر، يبدو أن الولايات المتحدة تحرك هذا الخط أبعد فأبعد. والآن، ربما تكون مستعدة فقط للرد إذا ضربت إيران مصالحها التجارية، أو تسببت في جرح أو قتل مواطنين أمريكيين.

ولا تعد جهود "ترامب" للحد من خطر التورط الأمريكي في نزاع آخر في الشرق الأوسط قبل أشهر فقط من انتخابات عام 2020 الرئاسية أمرا مفاجئا. لكنه يخاطر بمنح طهران الانطباع بأن إدارة "ترامب" ليست مستعدة للرد على الاستفزازات المستقبلية.

ويعني هذا أنه من المرجح أن تحتفظ إيران بموقفها العدواني الجديد، سواء في الخليج العربي أو في خليج عمان، أو أي مسرح آخر، مع استئناف أنشطة نووية محدودة.

وقد يتطلب الأمر في النهاية توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران، لتأسيس خطوط حمراء نهائية تردع إيران عن تجاوزها، لكن مثل هذه الضربة الأمريكية قد تتحول إلى نوع من الصراع الذي لا يريده "ترامب".

ماذا ننتظر؟

من المرجح للغاية وجود نقاط اشتعال في المستقبل بين إيران والولايات المتحدة. وقد تكون النقطة التالية حول البرنامج النووي الإيراني، والتي قد تظهر في غضون أسابيع.

وفي 17 يونيو/حزيران، أعلنت إيران أنها ستبدأ في تجاوز حدود مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب والماء الثقيل المقررة بموجب الاتفاق النووي خلال 10 أيام، وتأتي هذه الخطوة ردا على إلغاء الولايات المتحدة للإعفاءات التي تسمح لإيران بتصدير إنتاجها الزائد منهما. وأكد وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف" أن المرحلة الثانية من تخفيض إيران لالتزاماتها النووية ستبدأ في 7 يوليو/تموز، وقد تشكل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من 5% إلى 20%.

وفي غضون ذلك، ستواصل الولايات المتحدة البحث عن شركاء أجانب يعتمدون على النفط والغاز في الشرق الأوسط للمساعدة في تقاسم عبء حماية الملاحة التجارية عبر مضيق هرمز الحيوي.

كما ستحاول السعي لفتح حوار مع طهران، وهو أمر ترفضه إيران ما لم تخفف الولايات المتحدة من ضغط العقوبات أولا. لذا، في حين امتنعت الولايات المتحدة حتى الآن عن ضرب إيران والمجازفة بالانتقام الإيراني، فسوف يظل شبح حدوث ضربة مضادة أمريكية حاضرا بقوة خلال الربع الثالث من العام.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

معاريف: السعودية والإمارات طالبتا ترامب بعدم ضرب إيران