كوشنر يكشف تفاصيل جديدة عن صفقة القرن

السبت 22 يونيو 2019 06:06 ص

 قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن خطة الإدارة الأمريكية للسلام، المعروفة بـ"صفقة القرن" والمعتمدة على الاقتصاد، تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، وتدعو إلى إنشاء صندوق استثمار عالمي لتحسين اقتصادات الدولة الفلسطينية ودول عربية مجاورة وبناء ممر للنقل بقيمة 5 مليارات دولار لربط الضفة الغربية بقطاع غزة.

جاء ذلك حسبما نقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين ووثائق استعرضتها "رويترز"، التي اعتبرت أن اعتماد نهج "الاقتصاد أولا" تجاه إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المحتضرة، يعد بمثابة عملية "بيع صعبة" إلى منطقة متشككة بالصفقة إلى حد كبير.

وتشمل الخطة الأمريكية، المقرر تقديمها من قبل صهر الرئيس "دونالد ترامب"، "جاريد كوشنر"، في مؤتمر دولي في البحرين الأسبوع المقبل، 179 مشروعا للبنية التحتية والأعمال، حسبما كشفت الوثائق.

ووفقا لما نقلته "رويترز"، فسيتم إنفاق أكثر من نصف الـ50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية -التي تعاني من اضطراب اقتصادي- على مدار 10 سنوات، بينما سيتم تقسيم الباقي بين مصر ولبنان والأردن، فيما ستكون هناك بعض المشاريع في شبه جزيرة سيناء في مصر، حيث يمكن أن يستفيد الفلسطينيون الذين يعيشون في غزة المجاورة، وهي جيب ساحلي مزدحم وفقير.

وتقترح الخطة أيضا ما يقرب من مليار دولار لبناء قطاع السياحة الفلسطيني، وهي فكرة غير عملية على ما يبدو في الوقت الراهن بالنظر إلى التصعيد المتكرر بين القوات الإسرائيلية و"حماس"، والأمن الهش في الضفة الغربية المحتلة.

وفيما يتعلق بالعناصر الرئيسية للخطة قال "كوشنر" في مقابلته مع "رويترز": "ستستثمر الخطة نحو 50 مليار دولار في المنطقة، وستُوجد مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسينخفض معدل البطالة فيهما من نحو % إلى معدل من أرقام أحادية. وسيخفض معدل الفقر عندهم بنسبة النصف إذا طبقت على النحو الصحيح".

وأضاف: "إنها خطة عشرية. وسوف تضاعف إجمالي الناتج القومي عندهم. لقد طرحناها حتى الآن للمراجعة من قبل نحو 12 اقتصاديا في 12 دولة ونحن سعداء للغاية بتقديمها ومشاركتها مع كثير من كبار قادة قطاع الأعمال وكثير من المؤسسات الاستثمارية الكبيرة ثم عندئذ مع الجمهور".

وذكر "كوشنر" أن خطة "ترامب" تعول على أن تتحمل دول أخرى ودول الخليج الغنية بشكل رئيسي والمستثمرون في القطاع الخاص، قسما كبيرا من الفاتورة.

وعما يميز خطة السلام الحالية عن نظيرتها اللاتي لم تكلل بالنجاح على مدار عقود، قال "كوشنر": "لا بد وأن أقول إن هذه واحدة من أصعب المشكلات الموجودة في العالم. هذا النزاع مستمر منذ وقت طويل جدا جدا وكان هناك الكثير من المحاولات بشأنها وهي التي كان جميعها محاولات ذات نوايا حسنة جدا ونبيلة لحلها".

وأضاف: "عندما شاركنا في الأمر بحثنا جميع هذه المحاولات وحاولنا دراسة لماذا لم تنجح وهناك الكثير من الأشياء الجيدة تم عملها. لقد حاولنا أخذ جميع الأشياء الجيدة التي فعلوها ثم خرجنا بنهج جديد في محاولة لطرح ذلك. اعتقدنا أن الشأن الاقتصادي جزء مهم للغاية".

ومضي قائلا: "أود أن أقول إن الجانب السياسي والجانب الاقتصادي جهدان كبيران للغاية ومسألة استيعابهما معا في آن واحد ستكون صعبة للغاية، لذا كان من الضروري فصلهما، والسؤال هنا هو أي منهما ستطرحه أولا؟ رأينا أن من الأفضل طرح الخطة الاقتصادية أولا. إنها أقل إثارة للجدل. ولندع الناس يدرسونها، ويقدمون آراءهم. ولنحاول إتمامها إن استطعنا جميعا الاتفاق على ما ستبدو عليه في حال (التوصل) لاتفاق سلام".

وعن الوقت الذي سيتم فيه طرح الجانب السياسي للخطة، هل هو في شهر يونيو/حزيران أم بعد نجاح الورشة الاقتصادية؟ علق "كوشنر" قائلا: "عندما يكون هناك استعداد لذلك".

وعن مقارنة هذه صفقة القرن بـ"خطة مارشال"، التي أطلقت من أجل مساعدة الدول الأوروبية على بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية؛ قال "كوشنر": "كثيرون من الذي اطلعوا على هذه الخطة قالوا إنها تشبه خطة مارشال، الشبه يكمن بضخها الأموال في القطاع الخاص، وهو ما زاد من الإنتاج والناتج المحلي والرواتب وحسن من مستوى الحياة، لكن ما تختلف فيه خطتنا عن خطة مارشال هو أننا لا نكتفي بضخ الأموال، بل نسعى أيضا لتعليم الناس كيف يصطادون".

وفيما يتعلق بمقاطعة الفلسطينيين لخطة السلام ومؤتمر البحرين، قال "كوشنر": "في العالم الحقيقي أجد أن الطريقة لحل المشاكل هي التطرق واقعيا إلى التفاصيل والتقدم بالاقتراحات والاتفاق والاختلاف على أشياء معينة- هذا صحي للغاية، هذه هي كيفية حل نزاع. تذكر أنه لا أحد يوافق على شيء حتى فعل ذلك بالضبط".

وتابع: "أمر متوقع أن يقف الناس وأن ينتقدوا أشياء لكن ما نأمل في فعله هو إيجاد إطار عمل نستطيع من خلاله تغيير النقاش وأن نجعل الناس ينظرون إلى هذه المشاكل بشكل مختلف وأكثر تفصيلا وبطريقة يؤمل أن يكون بالإمكان أن تؤدي إلى بعض الانفراجات".

ويأتي كشف النقاب عن المخطط الاقتصادي بعد عامين من المداولات والتأخير في طرح خطة سلام أوسع نطاقا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد رفض الفلسطينيون الذين أعلنوا مقاطعة لورشة البحرين الاقتصادية الممهدة لصفقة القرن، والذين قاطعوا إدارة "ترامب" أيضا منذ اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) في أواخر 2017.

فرصة القرن!

وأوضح "كوشنر" لـ"رويترز" أنه يرى أن صيغته المفصلة، ستغير قواعد اللعبة، على الرغم من وجهة نظر العديد من خبراء الشرق الأوسط الذين يرون أن لديه فرصة ضئيلة في النجاح، حيث فشلت جهود السلام المبذولة على مر عقود والتي تدعهما أمريكا في حل الأزمة.

وقال "آرون ديفيد ميلر" وهو مفاوض سابق في ملف الشرق الأوسط وعمل مع إدارات أمريكية جمهورية وديمقراطية "هذا خارج عن السياق تماما لأن جوهر القضية الإسرائيلية الفلسطينية يكمن في جروح تاريخية ومطالبات متناقضة بالسيادة على الأرض وعلى مواقع مقدسة".

من جانبه؛ قال "كوشنر": "نرى أن عملنا هو المحاولة. من السهل جدا أن تجد أسبابا تشير إلى إمكانية فشلها -نفكر في ذلك طوال الوقت- لكن مهمتنا هي السعي لأن نكون أكثر تفاؤلا وأن نخرج بأوضاع قد تغير الصيغة وآمل أنه برؤية هذه الخطة التي قضينا وقتا طويلا لإعدادها من أجل مستقبل اقتصادي أفضل للشعب الفلسطيني وللمنطقة، فإن الناس تبدأ في النظر إلى هذه المشكلة من زوايا مختلفة نسبيا وربما يؤدي هذا إلى انفراجات مطلوبة بشدة".

وعن الزعماء الفلسطينيين الذين رفضوا خطته بوصفها محاولة لإنهاء طموحاتهم بإقامة وطن؛ قال "كوشنر" : "أضحك عندما يهاجمون ذلك بوصفها صفقة القرن.. تلك ستكون فرصة القرن إذا كانت لديهم الشجاعة للالتزام بها".

وأضاف "كوشنر": "إن بعض رجال الأعمال الفلسطينيين أكدوا مشاركتهم في المؤتمر(البحرين)، لكنه رفض الكشف عن هويتهم، فيما أكد رجال أعمال في مدينة رام الله بالضفة الغربية لرويترز إن الغالبية الساحقة من مجتمع الأعمال الفلسطيني لن يحضروا ورشة المنامة".

وستشارك العديد من دول الخليج العربية، بما في ذلك السعودية في ورشة المنامة التي ستعقد بعد أيام، من أجل إطلاق "كوشنر" المرحلة الاولي من خطة "ترامب" للسلام، فيما رأي مسؤولون أمريكيون أن حضورهم، في جزء منه الهدف منه هو كسب ود "ترامب" لأن يأخذ موقفا متشددا ضد إيران عدوهم الإقليمي.

وقلل مسؤولون في البيت الأبيض من التوقعات المعلقة على ورشة المنامة التي ستأتي بكوشنر إلى الضفة الأخرى من الخليج الذي تطل عليه إيران في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وطهران.

ويطلق "كوشنر" على سبيل المثال على ما سيعقد في المنامة "ورشة الازدهار من أجل السلام" بدلا من أن يطلق عليها مؤتمرا ويصفها بأنها "رؤية" بدلا من أن تكون خطة فعلية. وشدد كوشنر على أنه لا يتوقع من الحكومات المشاركة تعهدات مالية فورية.

وقال": "حضورهم جميعا للمشاركة والاستماع انتصار صغير. في الأيام الخوالي كان الزعماء الفلسطينيون سيتحدثون ولن يعارضهم أحد".

وما يأمله "كوشنر" هو أن تروق الخطة لوفود السعودية ودول الخليج الأخرى بما يكفي لحث الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" على دراسة الخطة.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية