دشن ناشطون مصريون حملة بعنوان "غايب" (غائب) للتنديد بحرمان عشرات الآلاف من الشباب المصري المعتقلين من مشاهدة وتشجيع منتخب بلادهم في كأس الأمم الأفريقية، التي انطلقت، الجمعة، في مصر.

الحملة التي تم تدشينها على موقع "فيسبوك"، قالت إن هذا الحرمان، طال الكثيرين من مختلف التيارات والتوجهات الفكرية والاجتماعية، "من أول اخواتنا اللي ماتوا في بورسعيد والدفاع الجوي، لحد كل اخواتنا من الألتراس ومن غيرهم اللي جوا السجون، واللي كل واحد فيهم غايب ومكانه فاضي في البيت وفي المدرجات ووسط لمة الشلة على القهاوي".

ولفتت الحملة إلى أهمية تذكر "اللي غايب في مصر داخل السجون، والحرية اللي غايبة، واخواتنا وأصحابنا الغايبين".

وخصت الحملة لاعب المنتخب المصري السابق "محمد أبو تريكة"، الذي غاب عن حضور البطولة، لاعتبارات سياسية وصدور قرار بإدارجه على قوائم الإرهاب.

واتهم مدشنو الحملة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، بأنه غير مهتم إلا بنفسه وحكمه، و"لا يهمه فرحتنا ولا زعلنا ولا فوز المنتخب من أساسه".

وأوضح مدشنو الحملة، التي لاقت تفاعلا واسعا بين المصريين، إن الغايبين في مصر وقت بطولة كأس الأمم الأفريقية، هم أنفسهم "غايب عنهم أقل الحقوق زي حريتهم والمحاكمات العادلة، وأكيد كما هو معروف ومن اللي بنشوفه كل يوم، وهي الرعاية الصحية وتوفير العلاج".

ودشن الناشطون، وسما بعنوان "شجع وافتكرهم"، لتذكر الغايبين عن البطولة، لأسباب كثيرة، وسط تفاعل واسع من المصريين.

ومنذ الانقلاب العسكري الذي قاده "السيسي"، على "محمد مرسي" في يوليو/تموز 2013، تمارس السلطات المصرية انتهاكات جسيمة بحق المعارضين فضلا عن حملات الإخفاء القسري والاعتقالات الجماعية والتعذيب التي طالت المئات من المصريين دون رادع لهذه الممارسات والانتهاكات الحقوقية.

وتشير تقارير حقوقية إلى وجود نحو 60 ألف معتقل في السجون المصرية، أغلبهم يعاني ظروفا إنسانية صعبة، والعشرات منهم لقوا حتفهم جراء سوء التغذية والحرمان من تلقي العلاج.

وانطلقت في مصر، الجمعة، فاعليات بطولة كأس الأمم الأفريقية، والتي تقام في 6 مدن، حتى 19 يوليو/تموز المقبل.