أكاديمي سعودي يقارن بين اغتيال خاشقجي وقتل مرسي

الأحد 23 يونيو 2019 11:06 ص

قارن أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود "أحمد بن راشد بن سعيد"، بين اغتيال كل من الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والرئيس المصري الأسبق "محمد مرسي"، وقال إنهما "جريمتان مختلفتان.. لكن ثمة أوجه شبه بينهما".

جاء ذلك، في حوار له على فضائية "الحوار"، حين قال: "الرئيس مرسي شهيد الربيع العربي، وقتلته الثورة المضادة سواء كانت عربية إقليمية، أم دولية، وكذلك خاشقجي قتلته الثورة المضادة والاستبداد، وربما نفس الرصاصة التي أطلقت على هذا أُطلقت على ذاك".

وعن الاختلاف في التعامل الغربي بين القضيتين، قال "بن سعيد"، إن "هناك دائما إيحاء بأن الغرب يقف مع الصحافة وحرية التعبير، ثم إن هناك محاولة لابتزاز السعودية والضغط عليها وانتزاع تنازلات مادية أو سياسية مقابل هذه القضية، وهناك أيضا قانون جاستا السيف المسلط على السعودية، فقضية خاشقجي للغرب ليس قضية إنسانية مطلقا".

ولفت إلى أن "مرسي تعرض للقتل البطيء"، مبينا أن "النظام المصري زج به في السجن، خلف حائط زجاجي، فلا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، وكانوا باستمرار يحاصرونه ويمنعون عنه الدواء والزيارات الأسرية وزيارة المحامي".

وشبه الأكاديمي السعودي "مرسي" بالخليفة "عثمان بن عفان" (رضي الله عنه)، حين قال: "عثمان قتل بطريقة بشعة، وهو شيخ كبير، وكان قد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له: (إن الله ألبسك قميصا فإن راودك على نزعه فلا تطاوعهم)، ومحمد مرسي لبس قميصا، الأمة قلدته هذا القميص في انتخابات شرعية شهد بها العالم أجمع، فانقلبوا عليه".

وأضاف أنهم "أرادوا من مرسي أن ينزع هذا القميص وأن يتخلى عن الشرعية، لكنه وقف عشية الانقلاب، وقال إن الشرعية ثمنها حياتي، لكنهم صاحوا بأنه يريد أن يسفك الدماء، لكنه قال أنا سأقدم دمي وحياتي ثمنا للدفاع عن هذه الشرعية، وبالفعل هو دفع دمه كما دفع عثمان بن عفان دمه".

وتابع: "عثمان بن عفان دفن في الليل، وكذلك مرسي دفن في الليل، ومرسي لم يسمح إلا لأسرته بحضور الدفن، وعثمان دفنه ثلاثة رجال فقط، فالتشابه بين الرجلين كبير جدا".

وعن تشكيل لجان للتحقيق في وفاة "مرسي"، قال الأكاديمي السعودي: "لا أثق في الحكمة الغربية السائدة (اقتل الأبرياء ثم شكل لجان تحقيق)، مرسي اغتيل منذ صيف 2013، ليس فقط مرسي، وإنما كان اغتيال الشرعية والديمقراطية المصرية، واغتيال آمال المصريين واغتيال الحلم العربي بأسره".

وأضاف:" لذلك أنا لا أعول على إنسانية الغرب أو عدالته، تعبنا من تعليق الآمال على لجان التحقيق، فالغرب لم يعترض على الانقلاب الذي دمر الديمقراطية والغرب لم يعلق على اغتيال الرئيس مرسي وخصوصا أمريكا".

 

 

واختتم "بن سعيد" حديثه بأبيات شعرية، عن "مرسي"، قال فيها: "في العلا أنت بين رَوحٍ وأنسِ.. قد تحرّرتَ من قيودٍ وحبسِ".. "شامخاً كنتَ في عوالم ذلٍّ.. طاهراً كنت بين أكوام رجسِ".. "كلُّ حرٍّ يراك رمزَ ثباتٍ.. والزعاماتُ في انبطاحٍ ونكْسِ".

وتابع: "مصرُ تبكي عليك والشرقُ يبكي.. وجعَ اليُتمِ بعد ميلادِ عرس".. "أنت أحييتَ أمّةً بعد يأسٍ.. سل بنيها تُجبْك ما مات مرسي!".

 

 

والإثنين الماضي، أعلن التليفزيون المصري وفاة "مرسي"، إثر تعرضه لنوبة إغماء أثناء محاكمته في قضية "التخابر مع حماس".

والثلاثاء، كشف محامي أول رئيس مدني منتخب في مصر، "عبدالمنعم عبدالمقصود"، عن دفن جثمان الراحل عند الخامسة فجرا، بإحدى المقابر شرقي العاصمة القاهرة.

وأعلنت الصفحة الرسمية للرئيس الأسبق، عبر "فيسبوك"، أن 8 أشخاص فقط حضروا مراسم دفنه سرا.

وخلال الأيام الماضية، تصاعدت المطالبات حول العالم، من قبل جهات حقوقية وسياسيين وبرلمانيين وزعماء دول، بإجراء تحقيق دولي في ظروف وفاة "مرسي"، وسط اتهامات للسلطات المصرية بتعمد قتله عبر إهماله طبيا، فيما تنفي القاهرة ذلك وتزعم إنها توفر الرعاية الطبية الكافية لجميع السجناء بدون تمييز.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطان: مرسي لم يصرف دولارا من مساعدات السعودية.. وناشطون يعلقون