رفض عربي واسع للرؤية الاقتصادية الممهدة لصفقة القرن

الأحد 23 يونيو 2019 11:06 ص

حظي الإعلان عن الشق الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن"، برفض واسع في العالم العربي، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان تفاصيلها من قبل "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ومستشاره البارز للشرق الأوسط، الذي يشرف بشكل كامل على الخطة الأمريكية.

ووفقا لما أعلنه "كوشنر"، أمس، سيشمل الشق الاقتصادي، الذي سيتم طرحه خلال مؤتمر في البحرين يومي 25 و26 يونيو/حزيران، إنشاء صندوق استثمار عالمي بقيمة 50 مليار دولار لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة.

وتعليقا على ما طرحه "كوشنر"، قال وزير المالية الفلسطيني "شكري بشارة"، اليوم الأحد، في تصريحات لـ"رويترز": نحن لسنا بحاجة لاجتماع البحرين لبناء بلدنا، نحن بحاجة لسلام.. تسلسل الأحداث أنه انتعاش اقتصادي من ثم يأتي سلام، هذا غير حقيقي وغير واقعي".

وفي بيروت، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، "نبيه بري"، يوم الأحد: "يخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بمليارات الدولارات يمكن له أن يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع أو المقايضة على ثوابت غير قابلة للتصرف وفي مقدمها رفض التوطين الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة".

بدوره، قال "سليمان العمراني" نائب الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، الشريك في حكومة المملكة المغربية، لـ"رويترز": "اليوم مرة أخرى الشعب المغربي حضر بكل مكوناته يسار ويمين.. إسلاميون ونقابات وأحزاب.. ليؤكد أن الشعب المغربي مع فلسطين وضد كل ما يمكن أن يمس فلسطين والقدس".

وفي الكويت، قال "أسامة الشاهين" النائب في البرلمان الكويتي إن "صفقة القرن هي تبرع وتنازل من طرف واحد فقط، هو الطرف العربي، بينما يربح المحتل كل شيء: الأرض والسلام والأموال الخليجية فوق ذلك كله، دون أي وقف للاستيطان والتعدي اليومي على الفلسطينيين والمقدسات".

وعلى نفس المنوال حظي إعلان "كوشنر"، برفض شعبي عربي واسع، ففي المغرب، تظاهر، الأحد، آلاف المغاربة في العاصمة المغربية الرباط للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، ورفضهم لخطة "كوشنر".

كما استنكر معلقون بارزون ومواطنون عاديون في الدول العربية مقترحات "كوشنر"، ووصفوها بأنها "مضيعة هائلة للوقت"، و"فاشلة"، و"مصيرها الفشل منذ البداية".

ووجهت أحزاب ليبرالية ويسارية مصرية انتقادات حادة لورشة البحرين وقالت في بيان مشترك، إن مؤتمر المنامة "يرمي إلى تكريس وشرعنة الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية".

وأضاف البيان: "نستنكر وندين أي مشاركة أو تمثيل عربي رسمي في هذا المؤتمر.. وتعتبر هذا المشاركة تجاوزا لحدود التطبيع" مع (إسرائيل).

وفي حين أُحيطت الخطوط العريضة للخطة السياسية بالسرية، يقول المسؤولون الذين اطلعوا عليها، إن "كوشنر" تخلى عن حل الدولتين، وهو الحل الذي يلقى قبولا في العالم منذ فترة طويلة، ويشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، إلى جانب (إسرائيل).

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

  كلمات مفتاحية