صحفيو الجزيرة وعائلاتهم يستغيثون: حياتنا في خطر

الاثنين 24 يونيو 2019 11:06 ص

تحدث صحفيو شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية وعائلاتهم، عبر بيان، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في صفحة القراء، عما تعرض له زملاؤهم من تعذيب واعتقال واغتيالات، معربين عن قلقهم مما ممكن أن يلاقوه جزاء لما يقدمون من صحافة على مستوى عال، مناشدين العالم حمايتهم من التهديد.

محررو الجزيرة، تطرقوا إلى مصادر التهديد، مذكرين بدعوة المدير السابق لقناة العربية "خالد الدخيل" بأن "مقرات الجزيرة في العاصمة القطرية الدوحة هي هدف شرعي لطيران التحالف السعودي في اليمن".

وبحسب البيان: "قبل عامين كتب مدير قناة العربية السابق عبدالرحمن الراشد، أنه لو لم ترفع قناة الجزيرة الراية البيضاء فسيذبح العاملون فيها مثلما ذبح ألف مؤيد للديمقراطية في ساحة رابعة في القاهرة في عام 2013".

البيان أيضا، تطرق إلى ما كشفته وثائق "ويكيليكس" عام 2011 عن أن ولي عهد أبوظبي، "محمد بن زايد" حث الولايات المتحدة على قصف قناة الجزيرة في أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 دعا أمريكا للضغط على القناة.

البيان، تحدث عن قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده بإسطنبول، معربين عن خشيتهم من تعرضهم لنفس المصير.

واختتم البيان بمناشدة للعالم للوقوف بجانبهم "من مقرات شبكة مستهدفة من القوى التي قتلت خاشقجي ذاتها أن تقفوا إلى جانبنا، للمطالبة بوقف العنف ضد الصحفيين؛ لأن التهديد على واحد منا هو تهديد لنا جميعا".

وفيما يلي نص البيان:

 

في رواية الروائي المعروف "غابريل غارسيا ماركيز" "قصة موت معلن" أمضى الأخوة فيكاريو الليل وهم يتجولون في القرية، يخبرون من يلاقونه عن نيتهم قتل "سانتياغو نصار"، الذي قالوا إنه "لطخ شرف عائلتهم"، ولم يتحرك أي من أبناء القرية لصدهم، وفي اليوم التالي جرت الجريمة الشنيعة.

واليوم نكتب إليكم بصفتنا محررين بارزين في شبكة الجزيرة الإعلامية، المنظمة الإعلامية المستقلة، لنحذر من تراجيديا قتل معلنة، لأننا أصبحنا هدفا لتهديد حقيقي.

ومصدر هذا التهديد هو دعوة صحفي سعودي التحالف، الذي تقوده بلاده مع الإمارات، الذي يمطر الموت، ومنذ 4 أعوام على الآلاف من المدنيين، إلى ضرب مقرات قناة الجزيرة. 

كتب مدير قناة "العربية" السابق "خالد الدخيل"، القناة التي تملكها السعودية، تغريدة توصل فيها لنتيجة بأن مقرات الجزيرة في العاصمة القطرية الدوحة هي هدف شرعي لطيران التحالف السعودي في اليمن.

وقبل عامين كتب مدير قناة "العربية" السابق "عبدالرحمن الراشد"، أنه لو لم ترفع قناة الجزيرة الراية البيضاء فسيذبح العاملون فيها مثلما ذبح ألف مؤيد للديمقراطية في ساحة رابعة في القاهرة في عام 2013.

 وكشفت وثائق "ويكيليكس" عام 2011 عن أن ولي عهد أبوظبي، "محمد بن زايد" حث الولايات المتحدة على قصف قناة الجزيرة في أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 دعا أمريكا للضغط على القناة.

هذه أشكال من هذه التصرفات، فلو عبر السعوديون في تغريدة لهم عن نيتهم قتل الصحفي المقيم في واشنطن "جمال خاشقجي" وتقطيع جثته، لاعتبر التهديد سخيفا ولم يصدقه أحد، لكننا نعلم اليوم مدى استعداد صناع القرار السعودي للمضي لإسكات الصحفيين المستقلين. 

وكما هو ملاحظ الفشل في فرض عقوبات على من أمر بقتل وتقطيع جثة "خاشقجي"، وكذلك الافتراض بأن تحد المعايير الحضارية السعودية وشركاءها من التصعيد في حربها على الإعلام وضرب الجزيرة، وهذا لا يمنحنا الطمأنينة. 

الرجال والنساء العاملون في شبكة الجزيرة يعملون في أكثر غرف الأخبار تنوعا والمتعددة الجنسيات (حوالي 94 جنسية)، ويقومون بإنتاج مواد إعلامية ذات قيمة عالية في عدد من اللغات، ومن خلال 20 منصة إعلامية، واخترنا نحن وعائلاتنا العمل في الشبكة لأنها تسمح لنا بإنتاج صحافة على مستوى عال وفي كل يوم.

وارتفع ثمن الصحافة التي نقدمها على مدى السنوات الماضية، حيث شاهدنا زملاءنا يسجنون ويعذبون ويقتلون على يد الأنظمة المعادية للرقابة الصحافية التي تحتاجها المجتمعات الديمقراطية، فقد شاهدنا غارات تضرب مكاتبنا في كابول وبغداد وغزة، ورأينا الأنظمة الحساسة للحقيقة وهي توقف عملياتنا في السعودية واليمن ومصر والسودان. 

ولو تحولت مقراتنا لملجأ من مخاطر الصحافة على الخطوط الأمامية فقد بدأ هذا التغير بعد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر؛ أملا في انصياعها لتغيير سياساتها الخارجية، وللمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة. 

وترك الحصار والتهديدات المرافقة له، بما في ذلك التخطيط لغزو قطر الذي قام المسؤولون الأمريكيون بمنعه، أثرا نفسيا رهيبا على من يعمل منا هنا وعلى عائلاتنا، ويتزايد هذا التهديد الآن، ما يفرض علينا التعامل معه بشكل جدي؛ نظرا للسجل الرهيب لمن يقومون بالتحريض ضد الجزيرة.

وفي بداية هذا الأسبوع شجب ناشر هذه الصحيفة "نيويورك تايمز"، وكان محقا، الرئيس "دونالد ترامب"؛ لأنه تجاوز خطا أحمر طالما ما اجتازه في هجماته على صحفيي الصحيفة. 

نناشدكم اليوم ومن مقرات شبكة مستهدفة من القوى التي قتلت "خاشقجي" ذاتها أن تقفوا إلى جانبنا، للمطالبة بوقف العنف ضد الصحفيين؛ لأن التهديد على واحد منا هو تهديد لنا جميعا.

المصدر | الخليج الجديد+ عربي 21

  كلمات مفتاحية