شجع وافتكرهم.. تنقل صدى زنازين السيسي إلى أمم أفريقيا 2019

الثلاثاء 25 يونيو 2019 12:06 م

مقطع قصير يظهر استاد كرة القدم، واللاعبون يدخلون إلى أرض الملعب، ويصطفون لبدء المباراة، لكن يد تخرج من تحت الأرض وتسلب الكرة، وسط دهشة اللاعبين والجماهير.

يفاجأ الجميع بوجود زنزانة تحت أرض الملعب بها 4 معتقلين، ليقتحم المشهد لاحقًا اثنان من أفراد الأمن لسد فتحة الزنزانة، ووضع كرة جديدة وإطلاق صافرة بدء المباراة.

الفيديو المثير كان شعارا لحملة "غايب"، على مواقع التواصل، للتضامن مع المعتقلين من مشجعي كرة القدم، وللمطالبة بحق من قتلوا في أحداث بورسعيد وملعب الدفاع الجوي، وسط اتهامات لنظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي" بالتنكيل بمعارضيه.

وقالت الصفحة: "مهما حاولوا يخبوا الحقيقة.. هنفضل فاكرين كل غايب مش في مكانه في المدرجات ولا في بيته وسط أهله بسبب كلمة قالها معجبتش أبو دبورة.. شجع وافتكرهم".

وأضافت، قبل بدء البطولة، الجمعة الماضي: "خلال اليومين المقبلين ستبدأ بطولة كأس أمم أفريقيا في مصر ونحن أشياء كثيرة جدا حولنا، ونحن كمجموعة شباب مصري فكرنا أن نفعل أي شيء نتذكر بها الغائب في مصر".

رواج "غايب"

وتابعت الصفحة: "الغائب من أول إخواتنا الذين ماتوا في بورسعيد والدفاع الجوي، حتى كل إخواتنا من الألتراس ومن غيرهم داخل السجون، وكل واحد فيهم غايب ومكانه فارغ في البيت، المدرجات، ووسط الأصدقاء، نحن نريد في الازدحام ألا ننسى حق الغائب، والحرية الغائبة، وإخواتنا وأصحابنا الغائبين، كل ما نريد قوله لكل الذي يقرأ هذه الكلمات #شجع_وافتكرهم".

ولاقت الحملة رواجا واسعا على مواقع التواصل، وصدى كبيرا نقل صوت الزنازين إلى ملاعب بطولة أمم أفريقيا، وهو ما ظهر جليا في المبارة الافتتاحية لمنتخب مصر أمام متخب زيمبابوي، وفي مباريات أخرى. 

في أكثر من مناسبة، كانت الحملة حاضرة، في الدقيقة 20 من مباراة السنغال وتنزانيا، هتفت الجماهير "في الجنة يا 20"، فى إشارة إلى شهداء الزمالك فى مجزرة استاد الدفاع الجوى الشهيرة عام 2015.

"أبوتريكة" يتصدر

وفي الدقيقة 22 بدأ الهتاف للنجم المصري المعتزل والمقيم في الخارج "محمد أبوتريكة" المدرج على قوائم الإرهابيين، وهو ما كرره الجمهور المغربي خلال مباراة المغرب أمام ناميبيا.

وتصدر وسم باسم "#اهتف_لتريكة"، الجمعة، موقع "تويتر" بمصر؛ دعمًا لـ"أبوتريكة"، قبيل ساعات من انطلاق بطولة أمم أفريقيا (كان 2019)، التي تستضيفها بلاده.

ويتعرض "أبوتريكة" لهجوم عنيف من وسائل إعلام مصرية موالية للنظام الحاكم، بعد نعيه  الرئيس المصري الراحل "محمد مرسي"، وترحمه عليه.

وفي الدقيقة 74، هتفت الجماهير لضحايا مجزرة "بورسعيد"، في الأول من فبراير/شباط لعام 2012، وهي المجزرة التي توقف بسببها النشاط الرياضي في مصر، وسط اتهامات للمجلس العسكري الحاكم وقتها، بالوقوف ورائها انتقاما من روابط الأولتراس التي كانت لها دور كبير في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011. 

وعلق ناشط بالقول: "مبروك لمنتخب مصر الفوز النهاردة على زيمبابوي..مش عاوزين الحفلة واللقطة الحلوة تنسينا كل غايب حوالينا من أول تريكة".

وقال آخر: "الحرية للمعتقلين، الحرية للي راح عمره فدا البلد الحرية لمن علمونا الحرية #شجع_وافتكرهم".

واستعرض ثالث، مقارنات بين كل ملعب وأقرب سجن إليه.

 

وعلق "محمود"، قائلا: "في وقت البطولة الأكبر رياضيًا في إفريقيا عرفنا إن أصحابنا ممنوعين من التريض في بعض السجون. الساعة دي بتكون حرفيًا النفس اللي بيتنفسوه كل يوم وحتى دا اتحرموا منه. كل #غايب مش حوالينا هيرجع قريب.. وكل حق غايب هنجيبه".

 

وكتب "أحمد"، عبر "تويتر"، "74 كرسي في المدرجات هيكونوا فاضيين.. 74 كرسي على القهوة مش هيطلبوا ولا يحاسبوا.. 74 واحد قصتهم انتهت قبل ما تبدأ وياخدوا حظهم من الدنيا وكل واحد فيهم #غايب عننا لكن مكانهم في القلوب موجود".

 

ويقبع عشرات الآلاف من معارضي "السيسي" خلف القضبان، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم لانتهاكات جسيمة، وإهمال طبي قد يؤدي إلى الوفاة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

4 أهداف تفصل كان 2019 من دخول تاريخ أمم أفريقيا