وجه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ "إسماعيل هنية"، رسالة للمجتمعين في مؤتمر البحرين، الذي يمهد لـ"صفقة القرن"، قائلا: "إن مؤتمركم وهم سيتبدد على صخرة صمود الشعب الفلسطيني"، داعياً الرئيس الفلسطيني، "محمود عباس"، للقاء عاجل في غزة أو القاهرة.

جاء في كلمته خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني بغزة، الثلاثاء، المتزامن والرافض للورشة الاقتصادية المنعقدة الثلاثاء والأربعاء في المنامة، برعاية أمريكية، وينتظر أن تتناول الشق الاقتصادي لخطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والمعروفة بـ"صفقة القرن".

وأكد "هنية" أن هذه الورشة ما هي إلا "مؤتمر سياسي بغطاء اقتصادي يهدف للتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية وإعطاء الضوء الأخضر لبسط سيطرة العدو الإسرائيلي على كل الضفة الغربية المحتلة".

وأضاف "أنه (المؤتمر) يسعى أيضاً لفتح باب التطبيع بين الاحتلال والدول العربية، وإعادة ترتيب مصفوفات الأعداء وتنصيب أعداء جدد".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني لم يفوض أحداً كائناً من كان للتنازل والتفريط"، مؤكدا "شعبنا يقف موقف موحد لم يسبق له مثيل منذ 13 عاماً".

وتابع "نقف اليوم في لحظة تاريخية فاصلة لنقول فلسطين ليست للبيع، ولا للصفقات، ولا للمؤتمرات التي تبحث في تكريس هذا المحتل على أرضنا فلسطين".

وأردف "أمريكا التي فشلت في كل سياساتها وتطويع المنطقة لن تكون ناجحة، ولن تستطيع أن تمرر هذه الصفقات، فدول إسلامية وقوى مقاومة وممانعة تتحدى أمريكا، وتسقط طائراتها، وتلاحقها في خليجنا، وبحرنا، تحذرها من مغبة الإقدام على أية حماقات".

ويشير "هنية" على ما يبدو إلى إيران التي أسقطت الخميس الماضي طائرة مسيرة أمريكية بحجة أنها اخترقت أجوائها.

وجدد "هنية"، رفضه لـ"صفقة القرن"، والتنازل عن أرض فلسطين، مشدداً "لن تتمدد غزة جغرافياً إلا باتجاه تحرير القدس والأراضي المحتلة"، في إشارة إلى ما تردد من تسريبات خلال الشهور الماضية عن "صفقة القرن"، وبأنها تتضمن توطين أهالي غزة في بلاد عربية.

ودعا "هنية"، قيادة حركة فتح، وفي مقدمتها الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، إلى "نسيان الآلام، وبناء استراتيجية وطنية قائمة على التأكيد على الثوابت الوطنية، في مقدمتها القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية"، وعقد اجتماع طارئ مع "عباس"، سواء في القاهرة أو غزة.

ويهدف المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين إلى جمع استثمارات بـ50 مليار دولار على مدى 10 أعوام، لكن رفض القيادات الفلسطينية المشاركة، يلقي بظلاله على الحدث المسمى "ورشة السلام من أجل الازدهار".

ويعد المؤتمر الشق الاقتصادي لما يسمى بـ"صفقة القرن"، وهي مبادرة من جانب البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط بقيادة مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، "جاريد كوشنر"، والمبعوث الخاص "جيسون غرينبلات".

وقبيل انعقاد الورشة، أكد "جاريد كوشنر"، عراب الخطة الأمريكية ومستشار "ترامب"، أن المؤتمر المزمع عقده في البحرين سيكون ناجحا، وأن هناك مشاركات عربية ودولية كبيرة، مشددا على أن خطة السلام الأمريكية لحل القضية الفلسطينية ماضية في طريقها، سواء أراد الفلسطينيون ذلك أو لا.