رسائل مؤتمر البحرين.. تطبيع عربي إسرائيلي وجبهة موحدة ضد إيران

الأربعاء 26 يونيو 2019 12:06 م

عُقد أكبر حدث عام يشير إلى تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والعالم العربي مساء الثلاثاء في فندق فور سيزونز في المنامة عاصمة البحرين في ظل ترتيبات أمنية مشددة رغم عدم وجود ممثلين إسرائيليين وفلسطينيين رسميين.

كان هذا هو المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته إدارة "دونالد ترامب" بهدف جمع 50 مليار دولار من المساهمات للفلسطينيين يخطط الأمريكيون لتقديمها للأطراف المختلفة في الصفقة بعد الانتخابات الإسرائيلية في سبتمبر/ أيلول.

تم افتتاح الحدث بحفل استقبال خال من الكحول لأن الفندق يتبع الشريعة الإسلامية التي تحظر المشروبات الكحولية. وكان هناك عشرات من رجال الأعمال من الدول العربية يتحدثون بسهولة مع نظرائهم الإسرائيليين علنًا وبحضور صحفيين.

فاعليات التطبيع

في النهاية، كان الفلسطينيون هناك أيضًا. حضر حوالي 15 فلسطينياً، بمن فيهم "أشرف الجعبري" من الخليل، وهو الفلسطيني الوحيد الذي من المقرر أن يلقي كلمة في المؤتمر. وأخبر الحضور صحيفة "هآرتس" أنهم جاءوا من جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس.

وفي أحد المشاهد جلس الجنرال الإسرائيلي السابق "يوآف مردخاي" مع الفلسطينيين في بهو الفندق. وحضر "مردخاي" المؤتمر كرجل أعمال.

وكان من بين كبار المسؤولين الذين حضروا الحدث وزير الخارجية البحريني "خالد بن أحمد آل خليفة"، الذي تحدث علنا ​​مع الإسرائيليين.

على سبيل المثال، تحدث مع المدير العام لمركز شيبا الطبي، البروفيسور "إتسحاق كريس" الذي قال لصحيفة "هآرتس": "فوجئنا بسرور بالجو البناء والشامل الذي يبحث التحديات المشتركة، ووجدنا جميع الأطراف منفتحة للغاية على ريادة الأعمال و التعاون في المستقبل في أقرب وقت ممكن".

وصرح مسؤول بحريني كبير لصحيفة "هآرتس" العبرية أن العلاقات مع (إسرائيل) آخذة في الدفء، لكن استضافة المؤتمر لم تكن أمرا سهلا بسبب علاقتهم مع الفلسطينيين. وقال إن ضغط الولايات المتحدة كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت البحرين لقبول الأمر في النهاية.

وقال مشارك إسرائيلي آخر، وهو رئيس شركة نوكيا لمنطقة البحر الأبيض المتوسط "إريك تال":"أطلقنا شبكة الجيل الثالث في عام 2018 في أراض السلطة الفلسطينية".

وأضاف: "هدفنا اليوم هو إحداث تأثير اقتصادي في المنطقة".

وكان المتحدث الافتتاحي في مؤتمر البحرين هو "جاريد كوشنر"، كبير المستشارين للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". وقال "كوشنر" في كلمته: "لقد ظل الشعب الفلسطيني عالقًا لفترة طويلة جدًا في الماضي". وأضاف: "هذا إطار لمستقبل أكثر إشراقا... إنها رؤية لما يمكن فعله بعد تحقيق السلام".

وخلال كلمته في اليوم التالي، قال رجل الأعمال الإماراتي "محمد العبار": "على مر الأجيال، أصبحت رؤية الشرق الأوسط النابض بالحياة والمزدهرة، وتحديداً الضفة الغربية وقطاع غزة، غير واضحة بسبب عدم وجود سلام دائم ومستدام".

وقال "العبار"، أحد أغنى رجال الأعمال في منطقة الخليج إن القطاع الخاص، بما في ذلك الجهات الفاعلة الرسمية وغير الرسمية والإقليمية والمتعددة الجنسيات، يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في استعادة حقبة جديدة من الرخاء "من خلال توفير فرص العمل وفرص الدخل وسد الفجوات في تقديم الخدمات الأساسية".

وفي حديثه إلى الصحفيين الإسرائيليين كان لدى "العبار" رسالة للإسرائيليين حيث قال لصحيفة "هآرتس": "أعتقد أننا جميعًا نعيش على كوكب صغير جدًا يسمى الأرض، وعلينا واجب تجاه المجتمع الذي نعيش فيه، علينا واجب تجاه جيراننا والعالم ... بغض النظر عن مدى صغر هذه الخطوات، يجب أن نحقق شيئًا ما. ونحن كرجال أعمال علينا واجب تجاه مجتمعنا، ليس فقط لكسب المال ومحاولة تجنب الضرائب، لكنني أعتقد حقًا أننا يجب أن نفعل شيئًا جيدًا للناس".

ضد إيران

انتهى المؤتمر بعشاء احتفالي في الفندق. وكان من بين المشاركين الأمريكيين، بالإضافة إلى "كوشنر"، وزير الخزانة "ستيفن منوشين"، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط "جيسون جرينبلات".

وشارك الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران، "براين هوك"، في المؤتمر، كجزء من محاولات الإدارة إظهار "جبهة موحدة" بين (إسرائيل) والدول العربية السنية ضد إيران.

وقال البيت الأبيض إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يتم عقد المؤتمر في نفس الوقت الذي قام فيه كبار المسؤولين الأمريكيين في الشرق الأوسط بزيارتين دبلوماسيتين ترتبطان بالتوترات مع إيران. حيث زار وزير الخارجية "مايك بومبيو" دول الخليج لمناقشة ردود الفعل على التحركات الإيرانية الأخيرة؛ فيما قام مستشار الأمن القومي "جون بولتون" بزيارة إلى القدس لحضور اجتماع ثلاثي أمريكي إسرائيلي روسي يركز على إيران وسوريا.

المصدر | هآرتس

  كلمات مفتاحية