ورشة البحرين.. تحمس سعودي إماراتي رغم الرفض الفلسطيني

الأربعاء 26 يونيو 2019 06:06 ص

اختتمت أعمال ورشة "السلام من أجل الازدهار" المثيرة للجدل، الأربعاء، بالعاصمة البحرينية (المنامة) في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية  الخاصة بالشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن".

وافتتح كبير مستشاري البيت الأبيض "جاريد كوشنر" كلمته في الورشة، الثلاثاء، بالقول إن أمريكا تريد أن ترى "السلام والازدهار والأمن يتحقق للإسرائيليين والفلسطينيين والجميع".

وأطلق "كوشنر" سيلا من الوعود للفلسطينيين والمنطقة بشأن المستقبل والتنمية والازدهار، قائلا: "لنحول هذه المنطقة من ضحية إلى نموذج تقدم في العالم. نعتقد أنه بإمكاننا مضاعفة إجمالي الناتج القومي للشعب الفلسطيني وتقليل الفقر بنسبة 50%".

وزعم صهر الرئيس الأمريكي أن "دونالد ترامب وأمريكا لم يتخليا عن الفلسطينيين"، مشيرا إلى أنه "لن يتحقق الازدهار للشعب الفلسطيني دون حل سياسي عادل للصراع".

وأضاف "كوشنر" أن "القضايا السياسية لن تكون محل بحث في مؤتمر المنامة"، مؤكدا: "نحن نريد السلام للفلسطينيين والإسرائيليين".

وتابع كبير مستشاري البيت الأبيض: "الكشف عن الشق السياسي من خطة السلام سيتم في الوقت المناسب".

وعرض "كوشنر" فيديو دعائيا لغزة، خلال الورشة، ظهر فيه القطاع أشبه بـ"مدينة أحلام"، في إطار إغراء العرب على تمويل إتمام صفقة القرن وإقناعهم بأنها ستكون في صالح الفلسطينيين.

ولوحظ خلال عرض لقطات فضائية لخريطة فلسطين التي ستكون ضمن الصفقة، ظهور جزء من سيناء ضمن الخريطة، وهو الأمر الذي سبق أن أعلنت الحكومة المصرية رفضه شكلا وموضوعا.

احتفاء بحريني

من جانبه، التقى العاهل البحريني الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، الثلاثاء، بالوفد الأمريكي المشارك فى ورشة عمل المنامة لبحث خطة اقتصادية أمريكية للفلسطينيين.

وخلال فعاليات الورشة، اعتبر ولي عهد البحرين "سلمان بن حمد آل خليفة" خطة "السلام من أجل الازدهار" الأمريكية "فرصة حيوية لخلق مبادرات لتحفيز الاستثمارات الاقتصادية في المنطقة"؛ حسب تعبيره.

وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية البحريني "خالد بن أحمد آل خليفة" لقاء تلفزيونيا مع المراسل الإسرائيلي "باراك رافيد"، ذكر فيه أنه "يريد إجراء حوار مباشر مع الشعب الإسرائيلي".

وأضاف الوزير البحريني: "لطالما رغبنا في حل الصراع العربي الإسرائيلي، أو الفلسطيني الإسرائيلي، وتحدثنا مع أرجاء العالم حول ذلك، دون الحديث المباشر مع الجمهور الإسرائيلي، سواء مع القنوات التلفزيونية أو الصحفيين الإسرائيليين" .

وفي وقت سابق اعتبر الصحفي الإسرائيلي "باراك رافيد" المشارك في تغطية "الورشة" أن "سماح البحرين لصحفيين إسرائيليين بتغطية المؤتمر، يعد خطوة لم يسبق لها مثيل من قبل المملكة التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن سماح البحرين لـ6 وسائل إعلام إسرائيلية بتغطية "ورشة المنامة"، جاء بعد تدخل "جاريد كوشنر" مستشار وصهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

تحمس سعودي إماراتي

وبدا أن الموقف البحريني من استضافة الورشة والترويج لها انعكاسا لدعم سعودي واضح، عبر عنه وزير الدولة "محمد الشيخ"، بالتأكيد على أن الخطة الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط، التي طرحها  كبير مستشاري البيت الأبيض "يمكن أن تنجح؛ لأنها تشمل القطاع الخاص"، مشترطا في الوقت ذاته المزيد من الجهود لإقناع الناس بأن هناك أملا في السلام.

وأضاف "الشيخ"، خلال حديثه بجلسات الورشة، الأربعاء، أنه يعتقد أن من الممكن تنفيذ الخطة "إذا آمن الناس بأن من الممكن تنفيذها".

وأشار الوزير السعودي إلى أن السبيل لإقناع الناس هو منحهم الأمل بأن خطة السلام "ستكون مستدامة وباقية، وستؤدي إلى الرخاء والتنمية في نهاية المطاف"؛ حسب قوله.

وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، تدعمه السعودية ودول خليجية، وتستفيد منه الضفة الغربية وقطاع غزة ودول عربية، على رأسها مصر والأردن.

وفي السياق ذاته، أكد وزير الدولة للشؤون المالية الإماراتي "عبيد حميد الطاير" على محتوى كلمة الوزير "الشيخ"، وقال من داخل أروقة الورشة، إنه "يجب منح هذه المبادرة (الأمريكية) فرصة".

مقاطعة فلسطينية

لكن تنظيم الورشة جاء وسط رفض شعبي واسع ومقاطعة فلسطينية جامعة، باعتبارها الخطوة الأولى لصفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقبيل انطلاق الورشة، وصف "كوشنر" هذه المقاطعة بأنها "خطأ استراتيجي"، وزعم أن الانتقادات لخطة السلام الأمريكية "مبنية على العاطفة ولم يتم التعاطي مع تفاصيلها".

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية "محمد اشتيه" إن مقاطعة ورشة البحرين الاقتصادية أسقط الشرعية عنها، واصفا محتواها بالهزيل ومخرجاتها بالعقيمة.

وعم الإضراب الشامل مختلف مرافق الحياة في قطاع غزة احتجاجا على تنظيم الورشة، واستجابة لدعوة القوى الوطنية والإسلامية.

شعائر تلمودية

ونشرت وسائل إعلام عبرية الأربعاء، تسجيل فيديو يظهر فيه حاخامات ورجال أعمال ومسؤولين إسرائيليين من المشاركين بورشة البحرين، وهم يؤدون شعائر تلمودية، ويرددون عبارات تمجّد (إسرائيل) منها: "شعب إسرائيل حي"، و"تعيش دولة إسرائيل"، وسط أجواء احتفالية، شارك بها المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط "جيسون غرينبلات".

و"غرينبلات" من أبرز عرابي "صفقة القرن" مع "كوشنر"، ومتهم بالتسبب في أزمات متعددة داخل فلسطين، مع السلطة والفصائل، وبالتحريض ضد شخصيات مقاومة فلسطينية.

ورغم ترديد وسائل الإعلام في دولة الاحتلال الزعم الأمريكي بأن (إسرائيل) الرسمية لم تدع للفعاليات وأن من تمت دعوتهم هم من رجال الأعمال، تحت ضغط الدول العربية التي تعارض مشاركة رسمية لـ(إسرائيل)، إلا أن الحضور الإسرائيلي كان هو الأكبر عمليا في جلسات الورشة.

ومثل دولة الاحتلال في الورشة المنسق السابق لأنشطة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة الجنرال "يوآف مردخاي" الذي أنهى مهامه الرسمية قبل عدة أشهر فقط.

وسبق لـ"مردخاي" أن طرح، في مقالة موسعة ضمن فصلية التقدير الاستراتيجي لمركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عام 2017، "إدراج مبادرات واستثمارات دولية جادة تمكن من إعمار وتغيير حقيقيين  اقتصادي وفي الوعي- ودون تمكين (حركة) حماس من معارضتها أو منعها" وربط ذلك بـ"مسار تسوية أمنية يشمل مبدأ تقليص القوة العسكرية لحكم حماس في غزة".

يذكر أن "صفقة القرن" خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وتحدثت تقارير غربية عن تأسيسها على على إجبار الفلسطينيين لتقديم تنازلات مجحفة لمصلحة (إسرائيل)، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية