سيطرت قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق الوطني، الأربعاء، على مدينة غريان الاستراتيجية جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، لتقطع بذلك خطوط إمداد قوات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، في هزيمة كبيرة للقوات المدعومة من السعودية والإمارات ومصر وفرنسا.
وأعلنت مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الليبية، أنها تمكنت من السيطرة على كامل مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، وأكدت دخول عناصرها مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، التي يدار منها الهجوم على العاصمة طرابلس.
ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة) عن القائد الميداني بقوات الوفاق العقيد "عبدالحكيم طنيش"، سيطرتهم على كامل غريان، بينما بثت قناة "ليبيا الأحرار"، فيديو، أظهرت فيه منزلا قالت إنه مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات "حفتر".
ونقلت القناة عن مصادر وصفتها بالمتطابقة "فرار قائد غرفة العمليات الرئيسية التابع لحفتر، عبدالسلام الحاسي، رفقة عدد من أفراد قواته".
وتعد السيطرة على مدينة غريان هزيمة كبيرة لقوات "حفتر"، التي تهاجم العاصمة الليبية طرابلس، حيث تعد غريان مقر التحكم لعملية "حفتر" على العاصمة التي تديرها حكومة الوفاق الوطني.
وقال المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" إن القوات التابعة لحكومة الوفاق "تبسط سيطرتها على وسط غريان وفندق الرابطة ومستشفى المدينة، وكافة مراكز السيطرة بالمدينة".
وأعلنت قوات "بركان الغضب"، على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، أنها اقتحمت "مقر غرفة العمليات للهارب عبد السلام الحاسي، ومعسكراته بالكامل، بعد انتفاضة من الداخل، ووصول دعم من خارج المدينة، في عملية خطط لها بإحكام، ودعمها نسور الجو باحترافية كاملة، لإنجاز العملية في أقل من أربع وعشرين ساعة".
وتقع غريان في الجبل الغربي إلى الجنوب من طرابلس، وشكلت نقطة ارتكاز رئيسية لخطوط إمداد قوات "حفتر".
وقالت قناة "روسيا اليوم" إن الاشتباكات لا تزال تجري في مدينة غريان، لكنها اعترفت بأن قوات الوفاق سيطرت على 90% من المدينة.
وشنت قوات الوفاق، الأربعاء، هجوما مباغتا، وغير متوقع، على قوات "حفتر"، تمكنت على أثرها قوات الوفاق من السيطرة على منطقتي بوشيبة والقواسم الواقعتين على مشارف غريان في اتجاه الشمال.
وأشارت المصادر إلى أن القوات تسيطر على غرفة العمليات الرئيسة التابعة "للجيش الوطني الليبي"، موضحة أن اللواء "عبدالسلام الحاسي" قائد الغرفة يتحدث عن خيانة تعرضت لها قواته.
وزعم الناطق الرسمي باسم قوات "حفتر،" "أحمد المسماري"، أن المعارك لا تزال مستمرة في المدينة، مشيرا إلى ما قال إنها "محاولات لزعزعة الأمن في جبل غريان" وتوجد "خلايا نائمة" بمنطقة القواسم يتم التعامل معها الآن و"المعركة لم تنته".
في مقابل حديث "المسماري" أعلنت مصادر متعددة أن قوات الوفاق سيطرت على "غريان" بالإضافة إلى منطقتي "القواسم" و"أبو شيبة" قرب مدينة غريان، وهما منطقتان مهمتان في إمداد قوات "حفتر" التي تهاجم العاصمة الليبية طرابلس.
وقال آمر اللواء الأول مشاة، "مصطفى المشاي" إن قوات الوفاق سيطرت على مدينة غريان، مؤكدا انسحاب قوة كبيرة تابعة لـ"حفتر" تجاه منطقة مزدة.
ومنذ 4 أبريل/ نيسان الماضي، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق حفتر قائد قوات شرق ليبيا عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة واستنفار قوات حكومة "الوفاق" التي تصد الهجوم.
