قال وزير الخارجية البحريني "خالد بن أحمد آل خليفة" إن بلاده تريد التحدث مباشرة مع الشعب الإسرائيلي، باعتبار أن (إسرائيل) جزء من تراث المنطقة، حسب تعبيره.

جاء ذلك في مقابلة مطولة، أجراها "آل خليفة" مع الصحفي والإعلامي الإسرائيلي "باراك رافيد" على هامش ورشة المنامة الاقتصادية التي تعرض من خلالها الولايات المتحدة الشق الاقتصادي لخطة السلام بالشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وأضاف الوزير البحريني: "لطالما رغبنا في حل الصراع العربي الإسرائيلي، أو الفلسطيني الإسرائيلي، وتحدثنا مع أرجاء العالم حول ذلك، دون الحديث المباشر مع الجمهور الإسرائيلي، سواء مع القنوات التلفزيونية أو الصحفيين الإسرائيليين".

وفيما يتعلق بالتطبيع مع (إسرائيل)، قال "آل خليفة": "نعم، هناك اتفاقية سلام مع مصر، وأخرى مع الأردن، ونوع من التفاهمات مع الفلسطينيين (..) للشعب اليهودي مكان بيننا، لذا يجب أن يكون التواصل شرطا أساسيا لحل جميع الخلافات.. يجب أن نتحدث".

وحول الشق السياسي من خطة السلام الأمريكية؛ قال الوزير البحريني إنه "لم يكن مطلعا على تفاصيله"، لكنه استدرك: "نحن نثق بالولايات المتحدة في أنها ستتمكن من التوصل إلى اتفاق".

واعتبر الوزير البحريني أن "الفلسطينيين ارتكبوا خطأ بعدم حضورهم إلى الورشة"، مشيدا بـ"المشاركة العالية إقليميا وعالميا" فيها.

وأضاف في رسالة إلى الفلسطينيين: "لن تكون فكرة جيدة أن نتجنب دور الولايات المتحدة في عملية السلام"، مشيرا إلى أنه يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت خطأ بعدم الرد بشكل إيجابي على مبادرة السلام العربية عندما تم الإعلان عنها للمرة الأولى عام 2002.

واعتبر الوزير البحريني أن إيران "تشكل تهديدا كبيرا لأمن واستقرار المنطقة" و"تزيد من حدة الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تحويل الأموال والأسلحة إلى وكلائها في المنطقة"، مشددا على أن "(إسرائيل) لها كل الحق في التصرف عسكريا ضد القوات الإيرانية في سوريا للدفاع عن نفسها".

وحول احتمال نشوب حرب أمريكية إيرانية بالمنطقة، قال "آل خليفة" إن "النظام الإيراني يدفع للحرب من خلال مهاجمة السفن وناقلات النفط وهجمات الطائرات بدون طيار انطلاقا من اليمن وغيرها من الاستفزازات".

واحتفى "رافيد" بالمقابلة مع "آل خليفة" عبر نشر مقتطفات من الحوار عبر حسابه الموثق على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول من دولة خليجية ليس لها علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) بإجراء مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العبرية.

يذكر أن "صفقة القرن" خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وتحدثت تقارير غربية عن تأسيسها على على إجبار الفلسطينيين لتقديم تنازلات مجحفة لمصلحة (إسرائيل)، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.