الفلسطينيون يرفضون خطة السلام الأمريكية: تتجاهل تطلعاتنا لإقامة دولة

الأربعاء 26 يونيو 2019 11:06 ص

عبر الفلسطينيون عن رفضهم الشديد لخطة إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للسلام بين الفلسطينيين و(إسرائيل)، الأربعاء، فيما أبدت الدول الخليجية دعما محدودا للخطة، لكنها شددت على أن أي تسوية سلمية ينبغي أن تستند إلى حل الدولتين.

وقال الفلسطينيون إن إطار الخطة القائم على تعزيز التجارة والاستثمار يتجاهل تطلعاتهم السياسية لإقامة دولة.

وأبلغ مهندس الخطة "جاريد كوشنر"، صهر "ترامب" الصحفيين بأن فريقه سينشر التفاصيل السياسية للخطة، التي لا تزال سرية، "عندما نكون مستعدين... وسنرى ما سيحدث".

وقال إن اتفاق السلام سيحدث عندما يكون الطرفان مستعدين لقول "نعم" لكنه أقر بأن ذلك قد لا يحدث.

ولم تحضر أي من الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية الاجتماع الذي يعقد في ظل جمود أصاب كل المساعي الدولية الأخرى لحل الصراع المستمر منذ أكثر من سبعين عاما.

رفض فلسطيني

بدورها، قالت "حنان عشراوي" وهي مسؤولة كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة: "ورشة العمل في المنامة ماكرة للغاية. إنها منفصلة تماما عن الواقع. الاحتلال الإسرائيلي نفسه هو الأمر الواضح وضوح الشمس".

وتظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة وأحرقوا ملصقات لـ"ترامب" و"نتنياهو" وكتبت على إحدى اللافتات عبارة "لا لمؤتمر الخيانة.. لا لمؤتمر العار".

كما انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "إسماعيل هنية" الخطة بوصفها "محاولات خادعة وتلاعب بالألفاظ على حساب الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني".

وأضاف: "يجب ألا يكون هذا المال على حساب ثوابتنا ولا على حساب القدس ولا على حساب حق العودة ولا على حساب السيادة ولا على حساب المقاومة".

ويرفض القادة الفلسطينيون التعامل مع البيت الأبيض، متهمين إياه بالانحياز لـ(إسرائيل)، وخرج "ترامب" عن الإجماع الدولي في 2017 باعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مما أغضب الفلسطينيين والعرب.

فرصة لا تعوض

من جهته، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ "خالد بن أحمد آل خليفة" إن خطة "كوشنر" "فرصة لا تعوض".

وكرر الوزير الحاجة إلى حل الدولتين الذي تقوم عليه كل خطط السلام منذ عقود في حين يرفض فريق "ترامب" الالتزام به.

وأضاف بالإنجليزية لمحطة "كان" الإسرائيلية: "أعتقد أننا إذا أخذنا هذا الموضوع بجدية فقد يكون عاملا مهما لتغيير قواعد اللعبة".

معارضة الخطة

لكن الكثير من الدول العربية، وبينها لبنان، نأت بنفسها عن الاجتماع بينما أرسلت كل من مصر والأردن، البلدان العربيان اللذان وقعا معاهدات سلام مع (إسرائيل)، نائب وزير المالية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري"، الأربعاء، إن كلا من الحكومة والبرلمان في بلاده يعارضان الخطة الأمريكية.

وتأمل واشنطن في أن تمول دول خليجية عربية الخطة التي تتوقع من دول مانحة ومستثمرين المساهمة بمبلغ 50 مليار دولار للفلسطينيين ودول عربية مجاورة.

دعم محدود

وقال وزير المالية السعودي "محمد الجدعان" إن المملكة ستدعم أي شيء يحقق الازدهار في المنطقة لكن من المهم أن "يقود القطاع الاقتصادي هذا".

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون المالية "عبيد حميد الطاير" "يجب أن نعطي هذه المبادرة فرصة".

وتقول الرياض إن أي اتفاق سلام يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية التي تقودها وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على الحدود التي تسبق احتلال (إسرائيل) للأراضي العربية في حرب عام 1967، وكذلك إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين وإلى حق العودة للاجئين، وهي نقاط ترفضها (إسرائيل).

ولم يتضح ما إذا كان فريق "ترامب" يعتزم التخلي عن حل الدولتين الذي تدعمه الأمم المتحدة ومعظم الدول.

ويقول "كوشنر" إن الخطة لن تلتزم بالمبادرة العربية.

 سياسة منطقية

من جانبه، شدد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" على الحاجة إلى حل الدولتين وقال إن السلام يحتاج للمسارين السياسي والاقتصادي.

كما قالت "كريستين لاجارد" مديرة صندوق النقد الدولي أمام اجتماع المنامة إن تجربة الصندوق في الدول المنكوبة بالصراعات تظهر أن تحقيق نمو اقتصادي في مثل هذا المناخ ينطوي على صعاب.

وتشمل المشاريع المقترحة للبنية التحتية والأعمال في الخطة وعددها 179، مشروعا قيمته خمسة مليارات دولار لإقامة ممر لوسائل النقل يربط بين غزة والضفة الغربية. وسبق أن طرحت الفكرة لكنها عُلقت بسبب عدم وجود اتفاقات سياسية وأمنية.

المصدر | الخليج الجديد+ رويترز

  كلمات مفتاحية